معرض أحمد شيحا
في عالم تجريدي يتلاقى فيه الماضي مع الحاضر، قدم الفنان أحمد شيحا أعمال فنية متنوعة، روى من خلالها حكايات من التاريخ المصري، بأشكال هندسية وتكوينات فرعونية، تعبر بعمق عن مصر وهويتها. وفي معرضه الجديد يستعرض مجموعة من اللوحات التي تعكس مراحل مختلفة من رحلته الفنية من الثمانينيات وحتى الألفينات.
قدم «شيحا» ما يشبه تجربة روحية فريدة، إذ يمزج ببراعة بين عالمي النحت والرسم، ويستخدم أسلوبه الفريد لخلق أعمال فنية آسرة تتردد فيها أصداء عميقة ذات طابع ميتافيزيقي، يستلهمها من تراث الفن المصري القديم، داعيا المتلقي للتعمق في أعماله واكتشاف أبعاد جديدة.
انطلق المعرض في جاليري بيكاسو الأحد 27 أكتوبر ويستمر حتى 10 نوفمبر المقبل، ويقول إبراهيم بيكاسو، مؤسس الجاليرى، إن أحمد شيحا يتميز بالأعمال السريالية، التي تضم أيضا جانبا تعبيريا، فهو يعمل على إعادة إحياء التراث المصري القديم وتجديده بطريقة حداثية، بدمج الماضي بالحاضر، فتظهر في أعماله لمسات من الحضارة الفرعونية القديمة لكنها ليست فرعونية خالصة بل معاد تقديمها بأسلوب معاصر.
ويضيف في حديثه لـ«أيقونة»، أن خامات ومواد أحمد شيحا مميزة، فهو يستخدم دائما الخامات التي توصف بأنها «خشنة»، أو «ثقيلة»، تتكون من عجائن ومادة مثل الرمال، وهو ما يخلق عمق وأبعادا ودسامة متميزة ومتفردة في الأعمال، موضحا أن أحمد شيحا يستلهم من الموتيفات الفرعونية مشاهد أو رموز ويعيد تقديمها للمتلقي ليكتشف من خلالها معانٍ جديدة للتراث والوطنية ويستكشف الجمال في اللوحة.
ويوضح أن أعمال شيحا تتميز بإحساس صوفي وحالة لا شعورية وليست مصطنعة، فهي خليط من الفنون في اللوحة الواحدة، بألوان هادئة ودافئة مستلهمة من التراث المصري القديم، فيؤكد أن الحضارة المصرية القديمة برغم قوة ألوانها التي لا تزال تحتفظ برونقها حتى اليوم لكنها ليست صاخبة، وكذلك أعمال أحمد شيحا بوضع الألوان التي تتماشى مع العمل وتاريخ الموضوع بطريقة ملائمة.
دفء الألوان
ويشير إلى أن الألوان تتميز بالدفء والسكينة الروحانية التي لا يخطئها المتلقي بمجرد النظر إلى العمل، بعناصر من الهوية والحضارة المصرية، مؤكدا أن كل الأعمال المعروضة في المعرض الحالي تمثل جزءا ممتدا من مراحل أحمد شيحا الفنية لكنها تعرض لأول مرة للمتلقي، فمع قلة أعماله في الوقت الحالي، أراد الجاليري أن يقدم مقتطفات تمثل مراحله السابقة المتنوعة، رغم أنا جميعها بنفس السياق الفني، لكن لكل لوحة تفردها وشخصيتها.
ويوضح أن المعرض يضم 33 عملا للفنان أحمد شيحا، وهو واحد من سلسلة ممتدة من معارض الفنان بالتعاون مع قاعة الفن.
ولد أحمد شيحا في الإسكندرية عام 1945، ودرس الفن في أكاديمية الفنون الفرنسية بباريس عام 1968، وحصل على عضو نقابة الفنانين التشكيليين، وكذلك جمعية الكتاب والفنانين بأتيلييه القاهرة والإسكندرية، عاش أغلب الوقت ما بين الإسكندرية والولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على عدة جوائز، منها: شهادة تقدير مجلس حكومة كاليفورنيا عن أعماله الفنية بها، عام 1989، وشهادة تقدير من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لنجاحه في رحلته الفنية، والميدالية الذهبية من جامعة الإسكندرية، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون 2016 وغيرها من التكريمات المحلية والدولية.