تقليد تقطيع الكعكة يعتبر من أهم اللحظات المصورة في حفل الزفاف (بيكسلز)
تعتمد حفلات الزفاف بشكل كبير على التقاليد التي تعكس التاريخ والعادات الثقافية للمجتمعات والأسر، بدءا من تفاصيل المكان وحتى أسلوب الاحتفال.
لكن مؤخرا، انتشر تقليد جديد وهو "تحطيم الكعكة"، حيث يقوم العروس والعريس بتبادل المزاح أثناء تقطيع الكعكة، وأحيانا ينتهي الأمر بوضع الكعكة على وجوه بعضهما بعضا، أو بالأحرى، "تلطيخ" وجه العروس بالكعكة من قبل العريس.
وانتشرت كثير من مقاطع الفيديو المصورة على "تيك توك" بوسم #weddingcakesmash، الذي حظي على ملايين المشاهدات. وبينما يعتبر بعض الأشخاص أن هذا التقليد مضحك وممتع للمشاركين في الاحتفال، فإن الآخرين يجدونه أمرا سيئا وغير مناسب لحفل الزفاف.
تاريخ كعكة الزفاف
يعود تاريخ كعكة الزفاف إلى العصور القديمة. ففي روما القديمة، كان يتم كسر رغيف خبز فوق رأس العروس كرمز للخصوبة والازدهار.
بحلول القرن الـ19 في إنجلترا الفيكتورية، أصبحت كعكات الزفاف أكثر فخامة بفضل تطور تقنيات الخَبز واستخدام السكر الأبيض المكرر، مما جعل الكعكات البيضاء رمزا للنقاء والرفاهية. وتطورت العادة لاحقا لتشمل طبقات متعددة، وأصبحت تمثل احتفالات أكثر رسمية ورمزية.
في العصر الحديث، كعكة الزفاف تمثل الذوق الشخصي للعروسين، وغالبا ما تكون مصممة بأشكال وديكورات فنية تعكس أسلوبهما.
من أين جاء تقليد تلطيخ كعكة الزفاف؟
قديما، لم تكن عادة تحطيم كعكة الزفاف تتضمن تلطيخ وجه العروس بها. ووفقا لـ"الغارديان" كان يتم تفتيت كعك الشعير، في حفلات الزفاف الرومانية القديمة، فوق رأس العروس كرمز للخصوبة والسيطرة. وفي العصور الوسطى، كانت الكعكة تُرمى أو تُفتّت أحيانا كنوع من الطقوس لجلب الحظ.
أما خلال العصور الوسطى في إنجلترا، تطور التقليد ليصبح مرتبطا بفكرة الازدهار والحظ الجيد. وكان الزوجان الجديدان يتبادلان إطعام كل منهما قطعة من الكعك، مما يعتقد أنه يرمز إلى الاتحاد والترابط بينهما. وهو التقليد الذي استمر لعقود طويلة في حفلات الزفاف الحديثة.
مع مرور الوقت، ظهرت بعض الممارسات الحديثة مثل تلطيخ الوجه بالكعكة كنوع من المزاح، لكنه أثار جدلا بين المختصين حول مدى قبول ولياقة تلك الممارسة. وبينما تقبل بعضهم تلك الممارسة باعتبار أنها تضيف جوا من المرح والبهجة بين المدعوين في حفلات الزفاف، استنكرها آخرون، لافتين إلى سلبيات وفوضى قد تتسبب في مشكلات بين الزوجين الجديدين.
في العصر الحديث، تمثل كعكة الزفاف الذوق الشخصي للعروسين، وغالبا ما تكون مصممة بأشكال تعكس أسلوبهما (بيكسلز)
بهجة أم فوضى؟
المؤيدون لتقليد تحطيم كعكة الزفاف يرون أنه طريقة ممتعة ومرحة للاحتفال بانضمام العروسين معا، ويضيف لمسة شخصية للحفل.
وتشير خبيرة الطعام راشيل سويت في مقال منشور على موقع "ذا نوت" إلى أن اللحظة التي يتبادل فيها الزوجان هذا التقليد، غالبا ما تكون مليئة بالضحك والسعادة، مما يجعلها لحظة أصيلة يمكن للضيوف الاستمتاع بها أيضا، "فهي تعكس الجانب الإنساني والمرح للزوجين، بعيدا عن الرسمية".
وذكرت سويت ميزة أخرى مهمة لهذا التقليد، وهي أنه يوفر فرصة رائعة لالتقاط صور تذكارية مميزة. قائلة إنه عندما يتم تحطيم الكعكة بأسلوب لطيف ومنظم، فإن ذلك يخلق مشاهد عفوية وطريفة تضيف قيمة عاطفية للذكريات التي يحتفظ بها العروسان وضيوفهما من الحفل، موضحة أن هذه اللحظات الحقيقية وغير المتكلفة تساعد في إشراك الحضور وإضفاء البهجة على الأجواء، مما يجعلها من أبرز اللحظات التي يتذكرها الجميع بعد الحفل.
تحطيم كعكة الزفاف له العديد من السلبيات التي تجعله خيارا غير مثالي للكثير من الأزواج (بيكسابي)
على الجانب الآخر، وبينما قد يبدو تقليد تحطيم كعكة الزفاف ممتعا ومرحا، فإن الخبراء يشيرون إلى أن له العديد من السلبيات التي تجعله خيارا غير مثالي للكثير من الأزواج، وقد يؤدي إلى عدد من المشكلات.
وأولى تلك المشكلات هي الفوضى غير مرغوب فيها. وتلفت خبيرة الكعك هيذر آن ليفات إلى أن هذا التقليد قد يتسبب في خلق فوضى غير مريحة، خاصة إذا لم يكن كلا الشريكين متفقين مسبقا على حدوده. وقالت ليفات في تقرير على موقع "برايدز" إن تلك الممارسة قد تؤدي إلى لحظات محرجة أو حتى خلاف بسيط إذا لم يكن الشريكان متفقين. كما أن ذلك يتسبب أيضا في إتلاف كعكة الزفاف باهظة الثمن، ويعتبر تحطيم جزء منها تبديدا غير ضروري لمكون من الحفل كان يمكن الاستمتاع به مع الضيوف.
أما منظمة حفلات الزفاف لورين ديكنز، أشارت إلى أن هذا الفعل قد يؤدي إلى إفساد الشعر والمكياج. وقالت ديكنز إن العرائس ينفقن مبالغ كبيرة في يوم الزفاف على تسريحات الشعر والمكياج. لافتة إلى أن تحطيم الكعكة على الوجه يعني تدمير كل هذا العمل الاحترافي، مما يضطر العروس إلى إعادة الترتيب أو الظهور في الصور المتبقية دون مظهر مثالي.
الأمر نفسه يتعلق أيضا بفستان الزفاف، حيث إن فساتين الزفاف مكلفة للغاية، وقد يؤدي تحطيم الكعكة إلى إلحاق ضرر بالملابس وقد يتسبب في بقع يصعب تنظيفها، مما قد يتطلب الذهاب إلى منظف محترف أو حتى يؤدي إلى تلف دائم.
قد يُعتبر هذا التصرف لائقا من قِبل بعض الضيوف، خاصة الأكبر سنا أو من ثقافات مختلفة. كما يمكن أن يشكل خطرا صحيا في بعض الحالات، مثل دخول الكريمة أو قطع الكعكة في العيون أو الأنف، مما قد يسبب تهيجا أو إصابة طفيفة.
وبينما يعتبر تقليد تقطيع الكعكة من أهم اللحظات المصورة في حفل الزفاف، قد يؤدي هذا التقليد إلى صور غير مرغوبة أو مواقف غير مرتبة، لا سيما إذا كان أحد الطرفين لا يستمتع بالمزاح في مثل هذه اللحظات الجادة، فقد يؤدي ذلك إلى توتر أو شعور بعدم الاحترام.
كيف يمكن تجنب هذه الأضرار؟
إذا كان تنفيذ هذا التقليد ضمن حفل الزفاف أمرا مرغوبا، فمن الضروري أن يتم ذلك باتفاق مسبق بين العروسين. كما يُفضل الحرص على تنفيذه بطريقة لطيفة ومرحة دون إفراط، مع استخدام كمية صغيرة من الكعكة لتجنب أي فوضى أو إزعاج.
لذلك، يجب أن يكون التقليد مخططا بعناية وباحترام لضمان تجنب أي مشاعر سلبية أو مواقف غير مريحة.