قال إكرهيني مازحاً فجرح فيها قلباً
في أجواء الليل كانا يتبادلا الحوار همساً
وبدأ الجد كلاماً فألقى لها (إكرهيني) مازحاً
فأصابتها الكلمة وجعاً وسببت لها جـُرحاً
وهو كان لم يقصدها لكنها أشبعتها وجعاً
فلما أحس بألمها ذهب لها معتذراً
وأرسل لها عباراتً لعلها تشفي صدراً
وقال لها واللهٍ لم أقصد جرحك وما كنت إلا مازحاً
أرجوكي لا تنامي باكيةً وقد أصبتك ألماً
وأعلن لها أنه جِــداً لألمها منزعجاً
وأقسم بربه قسماً على قسماً
انه كان يحاول فقط أن يكون لها مـُـستفـّزاً
.......................................
فأجـــابته :: يا حبيبي قد أصبتني بـ جرحاً
حتى وإن كنت مازحاً فقد قتلت القلب قتلاً
دعني وشأني الآن وارحل فأنا لا أستطيع نطقاً
وضاق صدرها عليها ولم تستطيع تنفّــساً
ووضعت يدها على قلبها
كي تتحسس ما فيه من نبضاً
فلم تجد لنبض قلبها حركةً او حِــساً
فترغرغت عينها وانهمرت دمعاً
وبلل خديّهــا ماء دمعٍ مُـلتهِباً
ورفضت منه أي حديثاً وهو لأنينهاً مستمعاً ..
وباتت هي على فراشها حزينة
وقد أصابه هو الاخر من كثرة الندم ألماً
..................................
ذهب لفراشه ليستلقي وينام شيئاً
استقبل الفراش يميناً ثم يساراً ثم ظهراً
ولم يجد الراحة في أي وضعاً على أي جنباً
وجافاه النوم وقلبه ينبض بسرعة كسرعة برقاً
حاول ينام مراراً وتكراراً ولم يهدأ له قلباً
كيف ينام بعد أن جرحها وهو في الأساس كان مزحاً
وكيف ينام قلبه وهو كل ليلة بأحضانها كان غافياً
هل يكون النوم من نصيبه وهو لحضنها فاقداً
والله الذي لا إله إلا هو لم يكن أبداً إلا مازحاً
وانتفض من على فراشه وأمسك له هاتفاً
وكتب لها رسالةُ أنه جافه النوم وارسلها عبر أثيراً
قال لها يا حبيبتي التي لم تراكي عيني يوماً
اقسمت بربي أني جافاني النوم وأُقـدّم إعتذاراً
فـ سامحيني بـ ربك .. واهدئي ونامي وقري عيناً
وانهمرت من عينه دمعةً ساخنةً من غير بكاءٍ معلناً
وحاول أن ينام ثانيةً وثالثةً دون جدوى أو نفعاً
...................................
وجاء منها رداً على رسالته ... لا تعتذر أبداً
وقم لنومك كي تفيق لعملك مُـبكــراً
قالي لها النوم جافاني واصاب قلبي وجعاً
وأقسمت بربي أني كنت معك مازحاً
قالت له هـّــون عليك حبيبي فأنا سامحتك
و قـُـم الأن للنوم واذهب بهدوء إلى فراشك
فظل ينتظر الصباح حتى غفى غفوةً
وجائته في ثوبها الجميل على هيئة طيفاً
وعاش معها باحلامه وقتاً بسيطاً جداً
جائته تمسح الدمع من على خديه رويداً رويداً
واقتربت لجبينه ووضعت يدها على قلبه همساً
وهمست بشفتيها على جبهته وطيبت له خاطراً
وتحسست نبض قلبه وجدته مكانه ساكناً
فعاودت تقبيل جبينه مرةً ثانيةً
وقالت له هامسةً كيف تحزن كيف تحزن
وداعبت خصلات شعره بأطراف أصابعها
وهمست لأذنه ... أحبـــــــــك .. جداً جداً جداً
..............................
فلما جاء الصباح استيقظ على صوت المنبه منزعجاً
لم يكتمل نومه وقد يكون لم ينم شيئاً
فلما وجد رسائلها ... إرتاح رويداً رويداً
ولما راسلها وجدها أخذت قرارات منها كان منزعجاً
فقال لها .. الله المستعان .. وأنا حقاً آآآآآسِفَـاً
وإلى الآن يبقى من الحكاية جزءاً ناقصاً
وكل هذا بسبب كلمة إكرهيني قالها مازحاً ..
....
....
....
....
....
....
....
راقت لي