معرض هيام عبد الباقي
بعد انقطاع 4 أعوام، تعود الفنانة هيام عبدالباقي بمعرض جديد تقدم فيه أعمالها كجسر للمتلقي من الواقع إلى اللاواقع، ففيه تركز على الإنسان، كونه أهم ما في الكون، والمكان باعتباره جزءا من الإنسان، لا ينفصل عنه، والزمان الذي يعيش الإنسان، ولكنه زمان خيالي يخصها ويعبر عن حلم البشرية في السكينة والسلام.
جسر العابرين
يستمر المعرض الذي يحمل عنوان «جسر العابرين» من 28 يناير حتى 14 فبراير الجاري في جاليري الزمالك، وفيه تقدم «عبدالباقي» أعمالها المعتمدة على التعبيرية السيريالية، فتقدم حلم كل شخص في السلام والمحبة والسكينة، كما تركز فلسفتها على المرأة كونها هي الحياة ونبع وبداية كل شيء، وتعبر عنها بشكل خاص، فتقول: «قد تظهر المرأة في أعمال برقبة طويلة للغاية كرمز للاعتزاز والفخر والكبرياء».
وعن ظهور الحيوانات في أعمالها، خاصة الديك، تقول لـ«أيقونة» إنها ترمز للأمان والسلام، لأنه لولا إحساسه بالأمان فلم يكن ليظهر بين الناس، مضيفة: «الديك في الموروث الشعبي هو الرجل، لكن في أعمالي هو طائر يحمل رسالة، فقد يظهر أمام الشخص حاملا رسالة سلام ومحبة وقرب، وهي رسائل ربانية موجودة في الكون لا ينتبه لها أي شخص».
ورغم أصولها الريفية والبيئة البسيطة التي نشأت فيها بعيدًا عن التكدس، إلا أن أعمالها تشهد حالة من الزحام، وهو أمر يعكس الحالة في القاهرة، العاصمة المليئة بكل أصناف البشر والطاقات والثقافات التي تتفاعل وتتعارض وتتناثر مع بعضها البعض، مضيفة أنها مزجت في العالم الجميل السحري الذي تطمح إليه ويتمناه كل إنسان، وفي الوقت نفسه تعبر عن الزحام في الواقع لأن كل شخص مليء بالحكايات.
وتضيف: «لكل شخص حكايات وتفاصيل قد يعلمها الآخرون أو لا يعلمونها، فالأشخاص مليئون بالحواديت والحكايات جعلت شخصيته كما هي عليه، فالإناء مليء بالكثير، وهو ما انعكس في الأعمال، فالزحام في اللوحات يعبر عن أن كل شخص فيها بداخله قصص وحكايات لا تحصى، وفي الوقت نفسه هو جزء من المشهد المتكامل في المحيط حوله، فجميع البشر هم نسيج واحد، فجميعهم حكايات منفصلة متصلة يكملون بعضهم البعض».
الألوان في أعمالها
في بدايتها الفنية ووقت الدراسة، كانت هيام عبدالباقي تعتمد على اللونين الأبيض والأسود، تستخدمها دائما لتحقيق التباين بينهما كقوتين متضادتين، لكنها لم تستمر في ذلك لفترة طويلة في الجرافيك، فاتجهت إلى التصوير وقدمت أول معرض لها بالتصوير الزيتي، ثم اتجهت لتجربة أخرى باستخدام الصبغات الطبيعية، التي درستها لسنوات طويلة، فكانت تجهز تلك الصبغات بنفسها من مكونات طبيعية.
وظلت تستخدم الصبغات لسنوات طويلة، فهي ألوان ترابية تشبه الحضارة المصرية القديمة، ونفذت بها حكايات عن البيوت وكانت تجربة مختلفة عن التصوير الزيتي، وبعدها مرت بمرحلة تنفيذ بورتريهات بالكتابات باستخدام الصبغات، وكانت جميعها مأخوذة من رباعيات الشاعر الراحل صلاح جاهين، التي تجسد فلسفة إنسانية عظيمة، ثم في مرحلة تالية بدأت مزج الكتابات مع الحكايات، حتى عادت مرة أخرى للألوان الزيتية فاستخدمت الألوان في نسج كل الحكايات.
وجسد البناء التشكيلي لها شغفها الشديد بالتراث المصري القديم والقبطي والإسلامي، فتقول: «أؤمن أن المصري القديم هو أصل كل شيء في الفنون والحياة، وأعتز بالفن المصري القديم، فهو أعظم فنان في العالم، ويظهر ذلك تلقائيا في أعمالي، فكما كان قديما الحكاية تنسج بخلف أخرى، في شكل صفوف متتالية، تجسد ذلك أيضا أعمالي التي تظهر فيها الحكايات في شكل صفوف حسب حالة اللوحة».
وإلى مزيد من الأعمال
معرض هيام عبدالباقي
معرض هيام عبدالباقي
معرض هيام عبدالباقي
معرض جسر العابرين