كشتتنا غير
تاريخ الكشتات، أو النزهات، في عالمنا العربي يمتد لسنوات طويلة، حيث كانت هذه الفعاليات تُعتبر فرصة للتواصل مع الطبيعة والاستمتاع بأوقات مميزة.
في الماضي، كانت الكشتات تُقام في فصول الصيف والشتاء، حيث يعكف الناس على اختيار المواقع الجميلة، مثل الجبال والوديان، لتكون مكانًا للتجمع والاستمتاع بالمأكولات التقليدية والقصص.
في تلك الأيام، كانت الكشتات تتميز ببساطتها وعفويتها. كانت العائلة والأصدقاء يجتمعون على مائدة واحدة في الهواء الطلق، حيث تُعد الأطعمة على النار، ويُحضر الشاي والقهوة، وتُروى القصص والحكايات. كانت الطبيعة هي الخلفية المثالية لهذه اللحظات، حيث يُستمتع بصوت الطيور ورائحة الزهور.
ولا ننسى البطل المهين ”البر“ فكشتات البر تعد من أكثر الأنشطة الترفيهية في المجتمع السعودي، حيث تجذب محبي الطلعات والكشتات من مختلف الأعمار لقضاء أوقات ممتعة في أحضان الطبيعة. تمتاز هذه الكشتات بأجوائها البسيطة التي تجمع بين الاسترخاء، والمرح، وروح المغامرة. تعتبر فرصة ممتازة للابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة، والاستمتاع بالهواء النقي.
مع تقدم الزمن، شهدت الكشتات تحولًا ملحوظًا. اليوم، أصبحت الكشتات تتطلب تخطيطًا مُسبقًا، حيث يُفضل البعض اختيار الأماكن المعروفة أو المحجوزة. كما أن هناك اتجاهًا نحو المبالغة في تجهيز الطعام والأنشطة، مما قد يبعد عن روح الكشتة البسيطة. ورغم ذلك، لا يزال هناك من يسعى للحفاظ على تقاليد الكشتة الأصيلة، حيث يتم التركيز على البساطة والتواصل الحقيقي مع الطبيعة.
لنجعل كشتتنا تجربة مميزة وذات طابع أصيل وغير، بعيدًا عن التعقيد والمبالغة والتكلف. فلنستمتع باللحظات البسيطة، ونعود إلى الجذور، حيث تكون الكشتة فرصة للاسترخاء والتواصل مع الأصدقاء والعائلة. لنترك أثرًا جميلًا في الذاكرة، حيث تبقى تلك اللحظات العفوية والتلقائية هي الأجمل والأكثر وضوحًا في حياتنا.