أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد
يا لها من مولودة مباركة وهي كباقة وردية مخملية تكرم بها الباري عز وجل على والديها، مولودة أدخلت السرور والبهجة والفرحة على من حولها، وجعلت الأجواء مفعمة بالحب والمودة، جاءت في وقتها وقلبت النفوس المتشاحنة فيما بينها بعدا وهجرانا... رابطا عائليا أعاد التقارب العائلي تواصلا والتقاءً، وفجرت أحاسيسا فياضة من المشاعر والفرحة العارمة حيث طمست كل الرواسب والعوالق من التنافر والتباعد، وقطعت دابر الشيطان الذي كان معشعشا في بعض النفوس لأمور تراكمية من الاختلافات في وجهات نظر متعددة ولدت الشحناء والقطيعة من القيل والقال بين بعض من أهلها وذويها، كل اتخذ طريقا في الصدود والتنافر، حتى جاءت هذه الزه‍رة الفواحة لتطيب الأجواء، وتعم الأفراح، وكل يتناسى ما كان في وجدانه من عدم الانسجام والتوادد لتفتح صفحة جديدة من العلاقات الحميمة بين كل الأفرقاء المتنافرين، وتكون حلقة وصل ذات بعد تراحمي وعائلي مبنيا على أسس من التنازلات ومسح الماضي بكل سلبياته وأحداثه، وهكذا عادت المياه إلى مجاريها السابقة، وأغلقت السدود على المياه الآسنة التي كانت سببا في قطع العلاقات والتواصل، كل ذلك بإرادة من الله تعالى جعلت من تلك «الأمورة الوليدة» سببا في عودة العلاقات إلى طبيعتها بعد القطيعة في التواصل والتراحم العائلي، والتي فرضت نفسها كواقع مر أوجدت حاجزا لا يمكن اختراقه، وإذا بالأمور تنقلب رأسا على عقب لتغير مجرى الأحداث المتشابكة لتأتي هبة السماء، فتفرض واقعا ملموسا بإرادة إلهية تجلت مشيئتها في تغيير ما كان سائدا، وخلق أملًا جديداً في عودة العلاقات الأسرية إلى سابق عهدها الطبيعي. وهكذا أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، وبهذا تستمر الحياة وفق الإرادة الربانية كما قدرها وأرادها ومصداقا لكل ذلك ما جاء في الخبر الذي جاء على لسان ذلك الصحابي الجليل فيما نقله"ابن نباته قال: قال أمير المؤمنين (ع): أوحى الله تعالى إلى داود (ع): يا داود تريد وأريد، ولا يكون إلا ما أريد، فإن أسلمت لما أزيد أعطيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد.