العمر الروحي
دائما ما يحسب الأشخاص عمرهم بسنة ميلادهم، لكن مقياسا آخر للعمر لا يعرفه البعض وهو العمر الروحي أو العمر الداخلي، والذي يختلف عن العمر الزمني، فالأشخاص وأرواحهم تصغر وتكبر بطريقة تختلف عن العمر الحقيقي بسنة الميلاد.
ما هو العمر الروحي؟
قد تبدو فكرة العمر الروحي أو الداخلي وكأنها فكرة ساخرة، لكنه حقيقة حيث لا يميل هذا العمر إلى التغير بمرور الوقت. إنه العمر الذي يظل الأشخاص عليه دائمًا، فهو جوهر الذات الذي قد يتعارض مع المظهر الخارجي، ففي سن الشباب قد يشعر الشخص وكأنه أكبر من سنه، وكذلك قد يجد بعض كبار السن أرواحهم ونفوسهم خفيفة وكأنهم في مقتبل العمر.
وقد يعتقد الشخص أن العمر الذي يشعر به على عكس عمره الحالي لن يحدث فرقًا ماديًا كبيرًا، لكن تشير الكثير من الأبحاث إلى أن العمر الذي يشعر به الشخص يحدث فرقًا في ذاته وحالته الجسدية. ففي دراسة أجريت في كوريا الجنوبية عام 2018 شملت مسح الدماغ، اكتشف العلماء أن أولئك الذين شعروا أنهم أصغر من سنهم لديهم مادة دماغية أكثر سمكًا وعانوا من تدهور أقل مرتبطًا بالعمر.
خطر أقل
على النقيض من ذلك، تظهر الدراسات أن أولئك الذين يشعرون بأنهم أكبر سنًا معرضون لخطر متزايد للدخول إلى المستشفى وأعراض الاكتئاب وظروف النوم.وتشير إحدى النظريات التي تعني بالعمر الداخلي إلى أن الشخص يميل إلى الانجذاب نحو أولئك الذين هم في حالة مماثلة، فيجذبون إلى من يشبههم من أصدقائهم المقربين.
كذلك يرجع الخبراء السبب في العمر الداخلي وتشكيله، ليس فقط إلى الظروف الاجتماعية ولكن طريقة التفكير والتعامل مع الظروف اليومية، فهناك بعض الأشخاص قد لا يناسبهم أن يكونوا أطفالًا، فيشعرون وأن الله خلقهم ليكونوا أكبر سنًا، وفي المقابل هناك أشخاص آخرون، مثل ليوناردو دي كابريو، هم شباب أبديون، حتى في سن الخمسين.
ويؤكد الخبراء أن العمر لا معنى في الغالب للعمر الحقيقي، بصرف النظر عن كونه مؤشرًا عامًا لمستويات الخبرة ومرحلة الحياة والصحة البدنية، لكن المهم الطريقة التي يتعامل بها مع الحياة أكثر أهمية بكثير من الرقم الفعلي لعمره.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أن “هناك أدلة متزايدة على أن الممارسات الدينية أو الروحانية قد ترتبط بصحة بدنية أفضل وطول عمر أطول فضلاً عن صحة عقلية أفضل ودعم اجتماعي أكبر، وبالتالي عمر روحي أصغر.
تجنب شيخوخة الروح
ولمواجهة أي ضغوط والحفاظ على العمر الداخلي أصغر سنا وعلاقة روحانية إيجابية، فينصح بتخصيص مساحة للتأمل والتواصل بهدوء مع النفس كل يوم، حتى لو لبضع دقائق من التأمل أو الصلاة، كذلك التواجد في الطبيعة لأن قضاء الوقت في الطبيعة مفيد للروح، وقد ثبت أيضًا أنه له تأثير إيجابي على الصحة العقلية.
كذلك ينصح بالبحث عن طرق كبيرة وصغيرة لإضافة المزيد من الإيجابية إلى اليوم، والتعامل بلطف مع الآخرين، فضلا عن التنفس العميق لأن ذل يخلق شعورًا بالهدوء، وينظم معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويصفي الذهن، والتواصل مع الإبداع من خلال الاستماع إلى الموسيقى أو الرقص أو الغناء مع لحن مفضل أو كتابة المذكرات أو زراعة الزهور في الحديقة.