معرض أيمن صلاح طاهر
عوالم روحانية يتلاقى فيها الأشخاص، يقدمها الفنان أيمن صلاح طاهر في معرضه الجديد “حوار” الذي ينطلق السبت في قاعة صلاح طاهر بقطاع الفنون التشكيلية حتى الخميس 31 أكتوبر، ليخلق في أعماله الجديدة مساحة للتواصل بين الإنسان ومن حوله، في إيقاع متناغم، وحالات تشبه المقطوعة الموسيقية.
العمل الفني بالنسبة له يشبه المعزوفة الموسيقية، في إيقاعها وتناغهما وتكوينها، تصل لقلب وعين وروح المتلقي، فيرى في تشكيل لوحاته انسيابية وليونة وسمو نفسي، يفسرها كما يشعر وفقا لأحاسيسه.
معرض حوار لأيمن صلاح طاهر
يمتلك صلاح طاهر فلسفة خاصة في أعماله، فالقاعدة الذهبية عنده هي أنه لا قاعدة ذهبية من الأساس، فقد يأخذه العمل الفني في مسار مختلف عما بدأ به، فيكمل ويواصل اكتشاف سكك مختلفة في أعماله، فيقول إن معرضه الجديد حوار، انعكاس للحوار الدائم بين الأشخاص، ويترك المتلقي مساحة التفسير وحرية اكتشاف المقصود.
ويريد من المعرض نفسه خلق حالة الحوار وفتح مجالاته بين الرآي والعمل، فيوضح أن الفن التشكيلي يختلف دائما وأبدا عن الكاميرا، مستعيرا كلمة لأديب العالمي برنارد شو “الشخص ينظر للمرآة ليرى وجهه، لكنه لا بد أن ينظر للصورة حتى يرى روحه”، فيريد لكل شخص أن يرى داخله ويكتشفها من خلال رؤيته ويرى أكثر مما قصد الفنان.
ويضيف في حديثه لـ”أيقونة”، أن الشخص يمكنه أن يعرف الكثير عن نفسه من خلال الفن، وهو ما اعتمد عليه أحد الأطباء النفسيين المعروفين، فيوضح أنه كان يعرض على مرضاه صورا تجريدية ويريد لكل شخص أن يفسرها ويوضح ما رآه فيها لأن الأعمال مرآة تكشف ما داخل الإنسان، وكل شخص يمكنه أن يراها وفقا لخياله وثقافته وما داخل روحه.
حالة روحانية مختلفة
استغرق الإعداد للمعرض نحو عامين، فيوضح أيمن طاهر أنه أثناء العمل يكتشف نفسه، بما يخلق حالة روحانية مختلفة.
ويركز الفنان في أعماله دائما على الإنسان ونفسه وروحه وهو ما عكسته معارضه المتتالية، ففي معرضه السابق قدم “التقاء الروح والجسد”، وكان له معرض سابق بعنوان “تواصل” في أواخر حياة والده الفنان الراحل صلاح طاهر، وحمل نفس البعد الفلسفي للمعارض.
استخدم أيمن طاهر خامتي الأكريليك والزيت في كل الأعمال ويدمجهما معا فيكون الناتج مختلفا وجديدا، مضيفا أن المعرض الجديد يركز على الإنسان فيأخذ أشكالا مختلفة وأوضاعا مختلفة، وفي بعض الأحيان يكون الحوار مجردا، فالحوار دائما يكون مع آخرين في كل الأعمال فقد يضم التكوين شخصين أو ثلاثة أو أكثر.
من الواقعية إلى التجريد
ويضيف أن الفن التشكيلي يبتعد دائما عن النقل الطبيعي والواقع، فهذا الابتعاد هو ما يجعل من الفن مميزا، فيقول: “نحن نحاكي الطبيعة ولكن لا ننقلها، وإلا لكنا استعملنا الكاميرات”.
مرت المراحل الفنية لأيمن طاهر بعدة مراحل فانتقل من الواقعية إلى التجريد، إذ كانت بدايته احتراف التصوير الفوتوغرافي وأصبح مصورا محترفا تحت الماء وحصل على عدة جوائز، ثم أراد الانتقال لمرحلة جديدة وكسر قواعد نقل الطبيعة فبدأ للفن التشكيلي التجريدي، لكن التجريد بطريقة ملموسة لا يخطئها الإنسان بين الوجود المادي للجسد وتجريده على العمل لاستكشاف الروح.
ويضيف أن الموسيقى المثل الأعلى في الفن التشكيلي الحديث، فكلما تحققت قواعد الموسيقى وقوانينها كلما كان العمل أنجح، موضحا أن المصطلحات الموسيقية مثل الإيقاع والتضاد والتكوين كلها أساسيات في العمل الفني الناجح، وفي النهاية لا يسأل المستمع ماذا يقصد الفنان بهذه المعزوفة الموسيقية بل يستشعرها بإحساسه وهو ما يصبو إليه الفنان التشكيلي.