هنا

[الطائر الحر]

فاطمة عرارجي



لأكثر من 7 عقود، نجحت الفنانة الراحلة فاطمة عرارجي، في المزج بين الأحداث السياسية والاجتماعية، فعبرت بعمق عن الحرب والمرأة والطائر والعمال والصيادين، في رحلة ممتدة جمعت بين الإنسان والزمان والمكان، وهو الاسم الذي يلخص تجربتها الفنية، ويحمله المعرض الاستيعادي الثالث الذي تنظمه قاعة المسار للفن المعاصر للفنانة الراحلة.





ويحتفي المعرض بتراث فاطمة عرارجي، التي مزجت في أعمالها الفنية بين المواقف القضايا الفكرية والنضال الشعبي والمجتمعي برؤيتها الخاصة المستندة لموروث ثقافي مصري قديم، اكتسبته من خلال التحاقها مبكرًا بمراسم الأقصر، وفهمها العميق لجماليات الفن المصري القديم بكل أنواعه، فكانت الأسواق الشعبية والأمومة والإنسان والكون عناصر أساسية في عمالها لتنتقل بعد ذلك للتعبير بأسلوب جمع بين الميتافيزيقية والتجريد والسريالية.



معرض فاطمة عرارجي

ولدت فاطمة عرارجي عام 1931، وتخرجت في كلية الفنون بالقاهرة، وتنتمي للجيل الثالث من الحركة الفنية المصرية للفن الشكيلي الحديث بالقرن العشرين، جيل الخمسينيات والستينيات، ومنذ 1952 وما بعدها من تواصل مستمر في تطوير هوية الفن المصري الحديث حتي رحيلها عام 2022، قدمت مجموعة ضخمة من الأعمال، ليأتي المعرض الحالي كرابع معرض لها، بعد معارض سابقة في أعوام 2019 و2022 و2023.

فيوضح الاستشاري وليد عبدالخالق، مؤسس ومدير قاعة المسار للفن المعاصر، أن المعرض يستهدف تواصل الحركة الفنية مع أعمال الفنانة رغم رحيلها، فهو معرض استيعادي يستعرض أعمالها من بداية الخمسينيات وحتى بداية التسعينيات من القرن الماضي، مرورا بمحطات مختلفة من أعمالها، فهو يقدم نحو 35 عملا فنيا متنوعا.





وجاء عنوان المعرض «الإنسان والمكان والزمن» ليعكس بعدا فلسفيا في أعمالها، ويقول «عبدالخالق» في حديثه لـ«أيقونة»، إن هذا هو الرابط لكل أعمال فاطمة عرارجي منذ بدايتها وحتى نهايتها، مضيفا: «هي دائما ما تتأمل علاقة الإنسان بالحياة والمكان الذي يعيش فيه، والأحداث من حوله، وكانت تنقل بصدق مشهد الحياة، وخاصة المرأة ودورها وحياتها في المجتمع في ظل هذه الأحداث».





مزجت أعمال فاطمة عرارجي بين التعبيرية والسريالية والميتافيزيقية والتجريدية، ويضيف وليد عبدالخالق، أن المجموعة السابقة والتي كانت بعنوان الإنسان والكون كانت مجموعة خاصة للغاية، فكانت نتاج فني خاص بها لفترة السبعينيات وحتى أوائل الألفينات، وكانت تبحث عن علاقة الإنسان بالكون المحيط به، بشكل ميتافزيقي سيريالي تجريدي، أكثر من الأعمال التي كانت في الخمسينات والستينيات.




مراسم الأقصر

التحقت بمراسم الأقصر في البر الغربي التي كانت تستقبل الفنانين التشكيليين لقضاء بعض الوقت للاستلهام من فنها وسحرها، رُفض طلبها الأول بالانضمام، لكنها أصرت على الالتحاق وكانت أول فنانة امرأة تشارك في هذه المراسم عام 1957 واستمرت كذلك حتى عام 1959، لتصبح هذه المراسم مرحلة مهمة في مسيرتها الفنية، حيث عبرت عن الحياة في القرنة، والمرأة هناك، فيقول وليد عبدالخالق إن المدينة شغلت جزءا مهما من أعمال الفنانة الراحلة.





ويوضح أن فاطمة عرارجي انتقلت بعد ذلك إلى الإسكندرية، وأرادت أن تعبر عن مشاهد مختلفة عن الأقصر، بألوان أخرى لذلك أرادت رسم البحر وحياة المرأة هناك والصيادين وقراهم، لذلك منذ بداية الستينيات ظهرت في أعمالها الصيادين وحياتهم والبحر، مشيرا إلى أن البعض يعتقد أن هذه الأعمال مستوحاة من الإسكندرية لكن ذلك غير صحيح، حيث كانت تذهب للرسم في قرية الصيادين في بورسعيد.





ويشير إلى أن هذه المرحلة كانت مهمة في حياتها فأنتجت أعمال كبيرة عن الصيادين وقراهم، لذلك توصف تجربتها بأنها تجربة مصرية كاملة عبرت عن مصر بهويتها وتراثها وأحداثها، التفتت لحياة الناس البسيطة، لذلك كانت تتجه للرسم في الأقصر وبورسعيد، كذلك عبرت عن أحداث مصر وحروبها مثل حرب 1956 و1967 بمجموعة الشهداء، وكذلك الفلاحين في قرى كرداسة وبشتيل.





ويؤكد أن الإنسان والمكان والزمن لا ينفصلون في أعمال فاطمة عرارجي. يتضمن المعرض، الذي يستمر حتى 5 ديسمبر المقبل، أهم ابداعاتها الفنية التي أنتجتهت الفنانة خلال الفترة من الخمسينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضي، متضمنا مراحل مختلفة منها الحياة المصرية، والعدوان، ومرحلة الأقصر والنوبة، وحرب 67، والشهيد، والطبقة العاملة، الصيادين، والأمومة، الإنسان والكون، وجدران الزمن، وغيرهم.

[عبير الياسمين]

لوحات رائعة اكثر شيء عجبتني هذه اللوحة
شكرا جزيلا على الاختيار المميز

[الطائر الحر]

لوحات رائعة اكثر شيء عجبتني هذه اللوحة
شكرا جزيلا على الاختيار المميز

اهلا ومرحبا
نورتيني بالحضور البديع
تحياتي مع كل الود