في المنزلِ القديم..
نخلةٌ حملَت أقناءَها
تمرَ النديم
جدرانٌ تبعثُ فيها العصافير
غناءً كالترانيم..
شجيرةٌ من العنَب
شاخَت معَ جدَّي
وماتت معه.!
كلماتٌ على الحيطان
تحتها تاريخٌ أليمْ
"سميّةَ" كانت هنا
وكان أيضاً "سليم"
كان لابُدَّ منَ الكان
وكأنّا كنّا ندري
ذاتَ يومٍ سنتركُ المكان.!
وصوتُ جدَّي الكريمْ
يحيّي بالضيوفِ
ويسكبُ قهوةَ البنِّ اليمانيِّ
الشميم..
وجدّتي في ركنِ دارِها
تحكي لأحفادها
خرافةَ الماردِ ذو الصوتِ
الهزيم..
ورائحةُ الخبزِ الذي
أعدّتهُ أمِّي
لحينِ العشاء
وبذكرِ الصلوات
قد عُجِنَ العجينُ منهُ
بيدينِ قد بوركَت
من سبعِ سماوات..
ومائدةٍ لا يهمُّ ما عليها
بل من تجمّعوا حولها
إذ يطلقونَ بينَ الحينِ والحينِ
كلماتٍ تُطَمْئِنُ القلبَ
كالنسيم..
في المنزلِ القديم
حكايةُ الأجداد
وصدى أصواتهم
كلماتهُم..
حواراتهمُ البسيطة
ضحكاتهمْ..
وطيفَ خيالهم
صوتُ الشهيقِ حينَ رحيلهم
وذكرى مماتَهُم
والبيتُ الذي
بعدما كان نعيماً
باتَ رميمْ..
وفتىً لدى أبوابهُ يقولُ
وهو كليم :
وقـفـتُ عـــنـــدَ مـعالـمهــا أناديهـــا
ســــوى جـــدرانـها لا شــيء فيهــا
نــاديــتُ هل في الــدارِ مـــن أحـدٍ
فردَّت : وهـل دارٌ بعدَ مُحـييهـا؟!
العيلامي