قصيدة : كل زوايا الدار
للشاعر : السيد محمد الموسوي البحراني
: الليالي الفاطمية
ليلة 4 جمادى الآخرة 1446
جامع و حسينية المرحوم عبد مسلم أسد الكوفة


كلُّ زَوَايا الدَّارِ فِيهَا ذِكْرَيَات
تَروِي رَزَايَا فَاطِمٍ قَبْلَ المَمَات

1/ يَرْوِي سُليمٌ قالَ سَلمَانٌ لنَا
فِي مَنزِلِ الزَّهرَا تجرَّعنَا العَنَا
(هُنَا الرَّزَايا وَهُناكَ وَهُنَا)
فِي كلِّ شِبرٍ داهَمَتَنَا النَّائِبَات

2/ (فَهَا هُنَا البَابُ) الَّذِي كَانَ الرَّسُول
أمَامَهُ يَطْلِبُ إِذْنَاً للدُخُول
قد أحرقُوهُ فاكتَوَى وَجْهُ البتُول
تسفَعُها النارُ وتكوِي الوَجَنَات

3/ (وَهَا هُنَا موضُعِ مسمارٍ طَوِيل)
حينَ تَوَكَّا الرجسُ بالبابِ الثّقِيل
ظلَّ دمُ الزهرا مِنَ الصَّدرِ يَسِيل
توغَّلَ المسمارُ في قلبِ الحَيَاة

4/ (وَهَا هُنا الجِدارُ قاسٍ لا يَلِين)
اِسْتَنَدَت عليهِ كي تحمِي الجَنِين
فَحُوصِرَتْ وظلَّ يَدفَعُ اللَّعِين
وَضِلْعُها كُسِّرَ تَكسِيرَ الفُتَات

5/ (وَهَا هُنَا العينُ رأت رُزءً فَظِيع)
قَد رُفِسَتْ فَخرَّ مُحسِنٌ صَرِيع
قضَى ابنُها وظلَّ يرقَبُ الرَّضِيع
في الطَّفُ يُسقَى السهمَ لا ماءَ الفُرات

6/ (وها هنُا الأقراطُ تشكُو الاِنتِثَار)
من بعدِ لَطْمِ الخدِّ مِن فوقِ الخِمَار
لَهفِي لها فالعينُ يكسُوها اِحمِرَار
شُلَّت يَدٌ مُدَّت على أمِّ الهُداة

7/ (وها هُنَا خُطوَاتُ هَزَّازِ الحُصُون)
يُجرُّ جرَّاً بحبالٍ للخَؤُون
مُطَأطِأَ الرَّأسِ يَرَاهُ الشَّامِتُون
لِحَالهِ الفقَّارُ يبكي حَسَرَات

8/ (وهَا هُنَا فِرَاشُ) زَهرَاءِ الجَلَال
كَم كَابَدَت مِنْ فَوقهِ الداءَ العُضَال
مِن شِدِّة الضَّربِ غَدَت مِثْلَ الخَيَال
نَاحلةَ الجسمِ قَضَت حينَ الوفَاة

9/ (وها هنا النعشُ) تخطّى في الظّلام
شيَّعهُ الكرَّارُ والناسُ نِيام
بَكت لهُ زينبُ نَوحاً كالحَمَام
إذْ إنَّهُ قد ضمَّ خيرَ الأمَّهات

هذا ما تصدّقت بهِ عليّ مولاتي الصديقة الزهراء (ع) في ليلة 9 ربيع الثاني 1446 هج