قوة الظالمين زائفة، وإن الباطل زاهق من أساسه



إن هيمنة الدول الأروبية وهيمنة دولة آل سعود أضعف وأهون بكثير ممّا نتصوره. إن بيوتهم بيوت عنكبوتية، (وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوت) [العنكبوت/ 41]. من الذي أطاح بهيمنة إسرائيل؟ لقد أنجز ذلك عدّة آلاف من شباب لبنان المؤمنين، وكلكم قد شاهدتم ذلك. من كان يتصور قبل هذا الحدث ببضع سنين أن إسرائيل دولة منهزمة؟
إن قوة الهيئة الحاكمة في أمريكا كذب محض. أيّ قوّة تزعمون لها؟ إن رأيت أسلحتها فلا تصدّق بها، وإن رأيت أجهزتها وإعلامها فلا تصدّق بها، وإن رأيت أفلامها ودعاياتها المسمومة فلا تصدّق بها. هذا هو نصّ القرآن الصريح حيث يقول: (جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) [الإسراء/ 81]. «زهق» يعني زال في مكانه، فعندما يأتي الحقّ يزول الباطل في مكانه.
سوف نعي مفهوم هذه الآية المباركة بعد ظهور الإمام صاحب العصر والزمان (عج) جيدا. ولكن قد وعاها وصدّق بها قبل ذلك رجل شجاع عظيم وهو الإمام الخميني (ره).

إذا لزمنا الصمت ولم نحرّك ساكنا، سنشارك الجامعات الغربيّة بوصمة عارهم ونغدو مساهمين في جرائم آل سعود

لقد خطّأ الإمام الصادق (ع) في حديث له أولئك الذين زعموا أن سوف تتوفّر جميع الظروف والمقدمات للإمام الحجة (عج) بشكل إعجازي وسوف يستولي على العالم بهذا الطريق؛ «قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَوْ قَامَ، لَاسْتَقَامَتْ لَهُ الْأُمُورُ عَفْواً وَ لَا يُهَرِيقُ مِحْجَمَةَ دَمٍ. فَقَالَ ع: كَلَّا وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوِ اسْتَقَامَتْ لِأَحَدٍ عَفْواً لَاسْتَقَامَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ص حِينَ أُدْمِيَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَ شُجَّ فِي وَجْهِهِ» [غيبة النعماني/ 284]. لا شكّ في أنه سوف يشنّ حربا ولكنها بحاجة إلى بعض المقدّمات. ليست كلّ مقدماتها هي أن تؤسس «جمهورية إسلامية» في إحدى بقاع العالم وحسب؛ بل لابدّ أن تتهيأ أرضية عالمية. ولابدّ من صحوة عالمية.
إن الجامعات الغربية قد اشترت لها الخزي والعار بصمتها تجاه هذه القضايا، فإذا لزمنا الصمت ولم نحرّك ساكنا سنشاركهم بوصمة عارهم. لابدّ من إنقاذ المجتمع البشري وتوعيته.
إن تقصير الشعب الأوروبّي الذي لزم الصمت عن جرائم ساسته، لا يقلّ عن جلاوزة آل سعود. فهؤلاء يمارسون جرائمهم في الخط الأمامي وقد باتوا يهددون أعراض المؤمنين، وأولئك قد ساهموا في هذه الجرائم بصمتهم وسكوتهم.
إنه طريق سلكناه ولا رجعة فيه، وليس لأحد أن يتراجع عنه، فإن أيّام عصر الظهور لا تعفي أحدا من المسؤولية. فإذا سألنا الله يوم القيامة محاسبا؛ «كم كان صعبا عليك أن تجد صديقا في إحدى أرجاء العالم عبر الإنترنت، فقد كنت تعيش مع أهلك وأسرتك بكل أمان وراحة بال، بينما كان أخوتك المؤمنون متلهفين لدعمك وحمايتك وهم يكابدون أنواع الخوف والتعذيب والحرمان، بيد أنك لم تفعل شيئا وانشغلت بحياتك وحسب؟» فهل لدينا جواب وقتئذ؟!
هذه كانت وصية أمير المؤمنين (ع) للإمام الحسن (ع) والإمام الحسين(ع) في آخر لحظات عمره حيث قال: «كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً».
نحن الآن نعيش في فراغ بال وقد أتيحت لنا فرصة الدفاع عن المظلومين. فلو تسنّى لنا أن نذهب إلى شوارع بحرين ونقف مع الشعب البحريني الأعزل، لانطلق كثير منا، ولكن أقول لكم إن أثر التوعية اليوم، يزيد عن أثر الحضور والتواجد المادّي بين أبناء البحرين.