أعمال صلاح المر
لوحات تحاكي طابع الصور الفوتوغرافية الشخصية، يقدمها الفنان صلاح المر في معرضه الجديد، ويضيف إليها معاني فنية خاصة، تجمع بين الجمال والبساطة، تجسد مشاهد وانطباعات وحالات مزاجية نابضة بالحياة، جميعها مستوحاة من شغف الفنان بالصور الفوتوغرافية.
في معرضه «احتفالية القرد والحمار»، يتجدد مشروع «المر» القديم والمستمر، ويرسم أثر تلك الصور التي جمعها من الأستوديوهات وباعة الأنتيكات والمقتنيات القديمة، فهو مقتنٍ شغوف بالصور الفوتوغرافية، استمد حبها من استوديو والده الخاص في مسقط رأسه بالسودان.
صلاح المر معرض احتفالية القرد والحمار
وتعكس أعمال صلاح المر تاريخ السودان الثقافي الغني بأسلوب يعبر عن الهوية الوطنية، وتنطلق من روح الريادة التي ميّزت مدرسة الخرطوم والحركات الحداثية في الشتاتين الإفريقي والعربي، كما تجمع أعماله بين التجريد في التصوير والمواضيع العائلية، مما يعكس التنوع العميق في الحياة السودانية، بجانب تميز اللوحات بثرائها البصري الذي يستوحيه من إرثه الاجتماعي والثقافي ويستمد إلهامه من ملاحظاته للحياة ومن ذكريات طفولته وشبابه.
يقدم «المر» في معرضه لوحات مستوحاة من الصور المصرية وكروت البوسطة، كما يقدم عملا افتراضيا لمجسم يحمل سمات استديو والده «استديو كمال»، وبه قليل من فنتازيا وكثير من الحنين وحالة من التجسيد لشئ حقيقي في الخيال. استوحى «المر» اسم معرضه من أحد كروت البريد القديمة كان يحمل عنوان «احتفالية القرد والحمار»، وكان بمثابة مسرح الشارع، تقام فيه عروض الأراجوز والقراداتي وما شابه، ومن هذا الكارت استوحى إحدى لوحاته وجعلها عنوان معرضه.
مقتنيات مصرية
ويقول «المر» إن الأعمال مستوحاة من الصور القديمة التي اقتناها من محال الأنتيكات في مصر، ورسم بعضها بأسلوبه الخاص، مضيفا أنه يهوى جمع مقتنيات من السودان ومصر وغانا وكينيا وجنوب أفريقيا وفرنسا وهولندا وغيرها، فكل بلد يزورها يقتني مجموعة من صورها القديمة لتلهمه أعمالا فنية.
ويضيف في حديثه لـ«أيقونة» أن والده كان يهوى التصوير الفوتوغرافي، وكان يمتلك استوديو خاص أقامه لمدة عام تقريبا، ليجد في بيته مجموعات من الصور القديمة، كانت مكونا بصريا له، وخلقت عنده شغفا بجمع الصور القديمة والاحتفاظ بها، ومصدرا للإلهام الفني.
ولد صلاح المر في أكتوبر 1966، نظم أول معرض فني حين كان طالبا بالمرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية في الخرطوم، ومنذ نحو 20 عاما تفرغ للفن، وأقام خلال تلك الفترة العديد من المعارض في أنحاء العالم منها كينيا والولايات المتحدة وبريطانيا وسائر أنحاء أوروبا وآسيا، وله مقتنيات في حوالي 14 متحفا عالميا منها متحف الفن الحديث (موما) في نيويورك ومتحف سميثسونيان الوطني لفن إفريقيا في واشنطن.
ختام معارضه في مصر
بدأت رحلته الفنية في مصر قبل نحو 15 عاما، وقدم أعماله في العديد من صالات الفن، وسيكون معرضه الحالي «احتفالية القرد والحمار» الذي يقام في جاليري بيكاسو بالزمالك ختام رحلته الفنية في مصر، بعد أن تلقى عرضا للتعاون مع إحدى قاعات الفن العالمية، ويقول: «أعبر في المعرض عن شكري وامتناني للفترة التي كنت فيها جزءا من الحراك الفني في مصر واحتككت بالكثير من فنانيها وأهلها».
ويقول إن المعرض يضم حوالي 15 عملا فنيا من اللوحات بمختلف المقاسات، أما عن تجربة العرض الافتراضي «استوديو كمال» الخاص بوالده، يوضح أن «العمل تركيبي افتراضي مستوحى من أستديو والدي في الخرطوم، بالحجم الطبيعي في قاعة أخرى في المعرض وكأنه أستديو قائم بالفعل»، موضخا أن الاستديو الخاص بوالده تأسس عام 11964 في ظروف خاصة حينها في الخرطوم، حيث أسسه والده وقتما كان طالبا في الجامعة، عندما ألزمت الحكومة السودانية المواطنين باستخراج بطاقة إثبات شخصية، فكان المواطنون وقتها في حاجة للتصوير وبالفعل أسس الأستديو للتصوير، في جزء من محل جده، واستمر عمله لمدة عام واحد فقط.