كتاب أحمد فريد قصة أخرى
بين التعبيرية والتجريدية والتأثيرات العربية، تنوعت أعمال الفنان التشكيلي أحمد فريد، ورغم بدايته الفنية المتأخرة إلا أنه نجح في سنوات معدودة في أن يحقق نجاحا لافتا، وبيعت واحدة من لوحاته في مزاد لدار «كريستيز» الرائدة عالميا.
وفي رحلة لم تصل إلى ذروتها بعد، كان لفريد بصمة واضحة في عالم الفن المعاصر وتجربة ملهمة، رصدها كتاب “أحمد فريد: قصة أخرى”، الذي أعده المنسق الفني والكاتب الإيطالي “دييجو فا” من فلورنسا، والمنسق لأعمال فريد الفنية.
أقيم حفل توقيع الكتاب الثلاثاء الماضي، بعد إطلاقه في إيطاليا في شهر سبتمبر، وهو الكتاب المقرر تقديمه في عدة فعاليات عامة وخاصة في مصر وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة وإنجلترا خلال عامي 2024 و2025.
كتاب أحمد فريد
يسلط الكتاب الصادر باللغتين الإنجليزية والعربية، الضوء على الرحلة الفنية للفنان، ويتألف من 8 فصول مرتبة زمنياً، تستعرض تطوره فنيا بدءًا من تجاربه الأولى وحتى معارضه العامة، في مصر وخارجها، ودراسته في فلورنسا، ونجاحاته في المزادات الدولية، ويضم أكثر من 250 صفحة لأهم أعمال الفنية بين عامي 2006 و2024، ويعرض أربعة مقابلات مع شخصيات بارزة في الساحة الفنية.
بدأت فكرة الكتاب باقتراح من دييجو فا، الذي جمعته علاقة صداقة بأحمد فريد منذ 15 عاما تقريبا، وبدأ منذ عام 2016 في تنظيم وترويج أعماله، درس “فا” تاريخ الفن من جامعة فلورنسا، وحاصل على درجة الماجستير في إدارة وتنظيم الفعاليات الفنية، ومنذ عام 2015، أصبح أستاذًا لتاريخ الفن وتنظيم المعارض الفنية وتاريخ صالات العرض الفنية، وفي السنوات الأخيرة، عمل في صالات العرض الفنية، وأشرف على كتالوجات فنية، وكان مرجعًا لأرشيفات الفنانين.
تحول إلى الفن
وُلد أحمد فريد في القاهرة عام 1950، بدأ حياته في مجال الأعمال، لكنه في الخمسينيات من عمره بدأ ممارسة الفن، حيث بدأ شغفه بالفن مع سفره للخارج، فتعلم ذاتياً واستلهم فنه من رواد الفن المصريين الكبار، وساعدته رحلاته الكثيرة في دراسة الحركات الفنية الأمريكية والأوروبية، فيقول: “في سن 55 عاما من عمري، قررت العمل بالفن والتفرغ جزئيا له”.
ويقول في حديثه لـ”أيقونة”: “في عام 2006 تقريبا، بدأت العمل بالفن ودرسته في فلورنسا، ونظمت عدة معارض فنية بعد ذلك، وبيعت بعض أعمالي في دار مزادات عالمية”، مضيفا أن قرار العمل بالفن كان مفاجئا وبالصدفة، فرغم أنه كان مشاهدا للرسم لم يمارسه من قبل، ومع بدء ممارسته كان الأمر ملهما، وبدأ التعلم بعدها لدراسة تقنيات الرسم فالتحق بأكاديمية الفنون فى إيطاليا لمعرفة تلك التكنيكات المختلفة.
تتسم أعماله بالرمزية التي تعزو إلى المدرسة التجريدية التعبيرية، ويرى أن العنصر الأهم في أي عمل هو الإحساس منه والذي يقدمه الفنان من خلال اللوحة، فهو يتأثر بموضوعات وقضايا محيطة ويعبر عنها بطريقته وإحساسه، مثل الحرب والصراع الذي يشهده العالم وتأثره بهذه الحرب، وكذلك في وقت سابق عند حدوث زلزالي المغرب وتركيا العام قبل الماضي، وهذا عكسته أعماله في معرضه السابق، الذي أقيم مطلع العام الجاري وكان بعنوان “الهبوط”.