منسوجات شاكر المعداوي
بمناظر طبيعية وعناصر تجريدية وتصويرية، مزجت أعمال الفنان الراحل شاكر المعداوي، بين الواقع والأسطورة، وتنوعت عبر مسيرته الفنية بين الرسم بالألوان المائية وبين المنسوجات، فكان له اهتمام خاص بالنسجيات المرسومة، والتي عبرت عن روح مصرية خالصة، يقدمها معرض جديد باسم “نسجيات المعداوي”، ويضم آخر مجموعة منها تعرض للجمهور للمرة الأولى.
نسج شاكر المعداوي جميع الأعمال في مرسمه بمسقط رأسه في قرية “معدية مهدي” بمحافظة كفر الشيخ، ورغم أن التجربة لم تستمر سوى لنحو ثلاث سنوات، إلا أنها أنتجت إرثا من الأعمال المنسوجة بحرفية ومهارة وهوية مصرية، فضلا عن كونه صاحب بصمة مائية الخاصة ومميزة في الوطن العربي بأعماله الفريدة والمعبرة في فن الأكوريل.
معرض نسجيات شاكر المعداوي
كان الفنان الراحل مشهورًا بأعماله المائية الفريدة، إذ استخدم الألوان المائية، وبعد وفاته أصبحت أعماله أكثر بروزًا في المشهد الفني في مصر وعلى المستوى الدولي، مع تزايد الاعتراف بتقنيته الدقيقة والمعقدة في الرسم بالألوان المائية، كذلك ركزت أعماله على الشخصيات النسائية في بيئات تشبه الأحلام، كذلك كان يلجأ إلى تركيب الأشكال والشخوص بما يحقق الحوار بين عناصر العمل الفنى بأسلوب يميل إلى التكعيب ويغلب عليه الطابع البنائى.
ويقول مصطفى عز الدين، مؤسس جاليري «ليوان»، المنظم للمعرض، إن شاكر المعداوي أقام في منزله مشغلا للمنسوجات، وكان يشجع ويعلم أطفال قريته “معدية مهدي”، كيفية النسيج وكان يعمل معهم بيديه، وأنتج مجموعة لم تكن كبيرة من المنسوجات والسجاد اليدوي، يتبقى منهم نحو 15 عملا، فيقدم المعرض آخر مجموعة من نسجيات المعداوي لعرضها للجمهور، لأن قطاع كبير منهم يعرف المعداوي كفنان البصمة المائية، لكن النسجيات لم تكن معروفة بشكل كبير.
ويضيف في حديثه لـ”أيقونة”، أن هذه النسجيات أنتجها المعداوي في فترة التسعينيات من القرن الماضي، وتحديدا خلال الفترة من 1991 وحتى 1993، وكان يستمتع بالتجربة رغم عدم استمراره بها، موضحا أنه لهذا السبب أعمال المعداوي في النسيج محدودة وليست بالإنتاج الغزير.
فنان عشق التراث المصري
ويوضح أن شاكر المعداوي فنان عشق التراث المصري، وله عالمه الخاص الذي استوحاه من التاريخ والحضارة المصرية القديمة أعماله، لذلك تظهر في أعماله تكوينات قريبة من المعابد والزخارف الفرعونية، فيقول:” في كل أعماله الفنية سواء اللوحات أو النسيج تظهر اللمسة المتأثرة بالتراث والفن المصري القديم”.
ورغم دراسته في إيطاليا ظل متأثرا بالهوية المصرية والتراث الشعبي، فظهرت دائما في أعماله الوحدات الزخرفية المستوحاة من التراث وكذلك رموز، مثل الديك والدجاجة والسمك والحصان، فجميعها حملت رمزيات مختلفة في التراث والثقافة الشعبية، وكذلك في أعمال الفنان الراحل.
منسوجات شاكر المعداوي
ويشير مصطفى عز الدين، إلى أنه تم تنظيم عدة معارض لأعمال الفنان الراحل لكنها كانت للوحات بالألوان المائية التي تميز بها، لم يكن أي منها يعرض أعماله من السجاد اليدوي، مضيفا أنه بعد عرض تلك المنسوجات كانت ردود الفعل إيجابية ومرحبة بالفكرة واختلاف الأعمال سواء بين الزوار أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولد الفنان الراحل شاكر المعداوي عام 1944، وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من الإسكندرية عام 1967 ودرس في إيطاليا، وحصل على دبلومة عليا من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1978، وعين مدرسا في قسم التصوير والرسم بكلية التربية النوعية بكفر الشيخ عام 1998، وتوفي في عام 2011.
شارك في عدد كبير من المعارض الفنية، بخلاف عدد من معارض رسوم كتب الأطفال الدولية فى بولونيا بإيطاليا وبراتسلافيا فى تشيكوسلوفاكيا، وصدرت له عدة كتب للأطفال تأليفاً ورسماً، حيث كان له اهتمامات خاصة بالتأليف والرسم للأطفال، ونشرت له مجموعة من الكتب داخل مصر وفي بعض دور النشر فى الدول العربية.
ويستمر معرض “نسجيات المعداوي” في ليوان آرت جاليري حتى الخميس 12 ديسمبر المقبل.