أيها الإنسان،
ما أنت إلا نبضٌ عابر في كونٍ لا يحدّه مدى، شعاعٌ يرتعش أمام عواصف الوجود.
تغترُّ بقوتك، تمضي كأنك سيدُ الحياة، حتى يأتيك المرض همسًا كليلٍ ثقيل، ثم يشتدُّ عاصفةً تهوي بك من ذرى غرورك إلى قاع ضعفك.
في حضرته، تسقط الأقنعة، وتنكشف الحقيقة عاريةً: مجرد مخلوق يلهث وراء دفء لمسةٍ، خلف صوتٍ يواسي انكساره.
حتى الهواء، ذاك الذي كنتَ تملكه دون حساب، يصير معركةً تخوضها بأنفاسٍ مثقلة بالرجاء.
أيها الإنسان،
ما أضعفك أمام كائنات لا تُرى، تهزمك كأنك ورقةٌ تذروها الريح.
لكن، أليس في هذا الانكسار بذرة قوة؟ أليس في الألم درسٌ يذكّرك أنك مهما علوت، ستظل عشبًا ينحني للريح، لكنه لا ينكسر؟
فلتخشع أمام مرآة المرض، لأنه معلمٌ لا يكذب. ربما رسالته أن تعود إلى جوهرك، أن تدرك أن الحياة خيط نورٍ بين ولادةٍ وأفول.
القوة ليست في الجسد الذي يفنى، بل في الروح التي تشع أملًا، في ابتسامةٍ تتحدى الألم، وفي إرادةٍ تنبض رغم العتمة.
أيها الإنسان،
أنت زهرةٌ تواجه الريح، هشٌّ كندى الفجر، لكنك جميلٌ بتوقك للشفاء، وببحثك عن الحياة في أدق التفاصيل.