صورة تخيلية للنجم بتفاصيل أكثر تظهر سحابة من الغبار الكوني المحيطة بالنجم بالإضافة إلى حلقة كبيرة (المرصد الأوروبي الجنوبي)
نجح مجموعة من العلماء في التقاط صورة مقربة وغير مسبوقة لنجم يحتضر، موثّقين اللحظات الدرامية قبل انفجاره النهائي كمستعر أعظم، وتكشف هذه الصورة الاستثنائية عن النجم "دبليو أو إتش – جي64″، وهو نجم عملاق أحمر يبعد نحو 160 ألف سنة ضوئية عن الأرض، في مجرة قزمة مجاورة تُعرف بسحابة ماجلان الكبرى.
وعلى عكس النجوم الموجودة داخل مجرتنا درب التبانة، تمثل هذه الصورة أول لقطة مقرّبة لنجم ناضج في مجرة أخرى، مما يُعد إنجازا بارزا في علم الفلك.
واستخدم العلماء منظار "المرصد الأوروبي الجنوبي العملاق" في تشيلي لالتقاط هذه الصورة، التي تظهر سديما متوهجا بيضاوي الشكل من الغاز والغبار يحيط بالنجم، رغم بعض الضبابية التي تحيط بالصورة.
وتكشف هذه المواد التي أطلقها النجم بشكل غير منتظم عن مراحل تطوره الأخيرة، ومن اللافت وجود حلقة بيضاوية باهتة خارج السديم، مما يشير إلى احتمال تأثر النجم بتفاعلات جاذبية مع نجم مصاحب لم يُكشف عنه بعد.

صورة أولى من نوعها لنجم يحتضر في مجرة ماجلان الكبرى على بعد 160 ألف سنة ضوئية (المرصد الأوروبي الجنوبي)
لمحة نادرة عن تطور النجوم
كشفت الدراسة المنشورة حديثا في مجلة "أسترونومي آند أستروفيزكس" صورة النجم الذي كان يزن لحظة ولادته ما بين 25 و40 ضعف كتلة الشمس، ونظرا إلى حجمه الكبير، فإنه يعيش عمرا أقصر بسبب سرعة استهلاكه لمخزون الطاقة بداخله، ويتراوح عمره بين 10 و20 مليون سنة فقط.
ومن البيانات الملتقطة، فإن النجم يعيش في مراحله الأخيرة الآن، وأنه في مرحلة تضخم إلى حجم مذهل يكفي لابتلاع مدار كوكب زحل فضلا عن مدارات الأرض والمريخ والمشتري، إذا كان في موقع الشمس.
وتوفر سحابة ماجلان الكبرى بيئة فريدة تختلف عن تلك الموجودة في مجرتنا درب التبانة، فثمة غبار كوني أقل ومستويات معدنية منخفضة من العناصر الثقيلة غير الهيدروجين والهيليوم، وهي الظروف التي تشبه ما كانت عليه مجرة درب التبانة في مراحلها السابقة، وبطبيعة الحال تؤثر هذه الظروف المبكرة على تطور النجوم.
وتعمل سحابة ماجلان الكبرى عمل المختبر الطبيعي الضخم الذي يتيح للعلماء رصد الماضي، وخلال العقد الأخير، شوهد انخفاض ملحوظ في لمعان النجم المرصود، ويرجح العلماء أن السبب هو الغلاف المتزايد من الغاز والغبار الكوني الذي يطرده النجم.
سيؤدي انفجار النجم إلى انتشار عناصر ثقيلة مثل الكربون والحديد في المجرة، تلك العناصر المسؤولة عن تكون الكواكب والأقمار والمجموعات النجمية لاحقا.