هل إذا دُجى الليلِ إدلَهَمْ
وسادَ في العقلِ البشَم
وجفَّ الحبرُ منَ القلَم
هَل سوى القلبِ حكَم؟
يقتلُ المرءَ بأصنافِ الحَزَن!
عزائي وحيداً وماكنتُ وحيدا
تُجمّلُ ليلي محاجرَ سودا
يُحوّلنَ المسِنَّ إلى وليدا
وجناجنَ الصدرِ إلى قيودا
بوجهٍ كَتِمِّ البدرِ تمثلَّن!
عهَدنا أن ندومَ ولم نواصلُ
أمضيتُ عمراً لها أقاتلُ
مابينَ شامتٍ وآخرٍ يخاذلُ
وجدتُها وطناً لأجلهِ أناضلُ
رحَلَت وضاعَ بعدها الوطَن!
فقولا بعد توديعي لمَن ودّعَت
هل لقتلي أقبلَت ثمَّ سعَت
إن كان مرادها القتلُ قَد نجَحَتْ
فها هيَ الروحُ فنَتْ وأقلَعَت
وراحَ جسمي يومَ سارَ الظعَن!
خليليَّ قوما واتركا العُذرُ
فكَم بين عينيّ اكتملَ البدرُ
خليليَّ مللتُ وقد فنى العُمرُ
فإنهضا خليليَّ وإحفرا القبرُ
فلا ينقصني شيءٌ عدا الكَفَنْ!
العيلامي