النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

لماذا يميل الكتَّاب دائماً للكتابة عن الحزن - رؤيا في مقال؟

الزوار من محركات البحث: 19 المشاهدات : 386 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    الحُــــــــــر
    تاريخ التسجيل: November-2014
    الدولة: والشعراء والصورُ
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,378 المواضيع: 674
    التقييم: 12542
    مزاجي: أرى السعادة.. آتيـة
    أكلتي المفضلة: طعام حلال
    موبايلي: iphone 15
    آخر نشاط: منذ 6 يوم
    الاتصال:

    لماذا يميل الكتَّاب دائماً للكتابة عن الحزن - رؤيا في مقال؟

    الجزء المظلم في الإنسان

    في الإنسان جزء في داخله يرغب دائماً بالميل إلى تذوق الحزن واحتساء الألم وإن لم يكن هُناك ما يستوجب ذلك. الشيء الأكثر دعماً لهذا الجزء وجعل رغبته في سياق الإستحقاق هو تلك الظروف الخارجية، سواء كانت خاصة أم عامة، فالإنسان الحقيقي يحزنه ما يحزن غيره من أبناء جنسه، بل الإنسان في مراحله الأكثر إرتقاء يَحزنُ حتى لألم أي كائن حي من حيوان أو نبات، أو جماد حتى حين يفقده إذا أرتبط هذا الأخير بذكرى ما.

    عدم كبت تلك الرغبة والسماح لذلك الجزء بممارسة دوره وزيادة نشاطاته هو أمر يجعل منه الجزء الأكبر في باطن النفس البشرية وبالتالي يكون هو القائد، ونتائج القادة الذين يميلون إلى الألم معروفة حتى على المستوى المادي، بل خاصة في ذلك المستوى. إذاً… علينا -وبأي طريقة- عدم السماح لذلك الجزء بالنمو بهذا الشكل الذي يحوَّل الإنسان إلى "زومبي" لو صح التشبيه.

    كيف؟

    أي أرض جرداء بإمكاننا تحويلها إلى واحة خضراء بالجهد والماء والمثابرة والصبر.. لا أكثر من ذلك ولا أقل. مع الأحتفاظ بالترجمة العملية لكل كلمة في مشوار الواحة الخضراء. لا بالمستوى المزيف من التنمية البشرية (أنت تستطيع) أو (لا شيء مستحيل) بل بمستوى (أعقل وتوَّكل) و مستوى (من كان مع الله كان الله معه). بهذه البساطة وبهذه الصعوبة في نفس الوقت.

    ما أسباب كتابة هذا المقال ؟

    لعل الأمر واضح لمن يؤمن بالعدالة والمساواة. فمثلما يحاول الظلام أحتلال كل شيء حتى القلوب، لابد من وجود من يسعى لنشر النور كذلك، وكلا على طريقته، وهنا يأتي دور الكاتب، فهو يملك الطريقة الأكثر فعالية في هذا المجال، فأنت حين ترى كاتباً أحتل اليأس أو الإنكسار كتاباته بسبب ظرف مر به أو معاناة قتلت طفولته أو بسبب فقد مادي أو معنوي، أعلم أنه يسيء للقاريء بعدما أساء لنفسه، ويدعم ذلك الجزء -المظلم- في داخله، وبالتالي هو يهدم الأبجدية ولا يبنيها في نفوس الآخرين -للأسف.

    النبتة الشجاعة

    رأيت مرة صورة لنبته صغيرة وقد فلقت الإسفلت لتنمو! نالت تلك الصورة وقتها إعجاب الكثيرين، لماذا؟ لأنها قاومت سواد الأسفلت وقوته التي تحاول طمس الأمل فيها ومنعها من رؤية النور، فمثلما هناك جزء في داخل الإنسان يبحث عن الحزن والألم - كما جاء في بداية المقال - هناك أيضاً جزء قباله يبحث عن السعادة والأمل، وعلى كل إنسان أن يسعى من خلال مهارته وقدرته واختصاصه أن يحاول صناعة تلك الفرصة -فلق الأسفلت- له ولغيره، حيثما استطاع إلى ذلك سبيلا . والله أعلم.

    كتبه الفقير جواد الحيداوي الزهيراوي



  2. #2
    سفير السلام ..مراقب عام
    مستشار قانوني
    تاريخ التسجيل: April-2020
    الدولة: العراق.. الديوانية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 24,960 المواضيع: 1,459
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 49633
    مزاجي: مبتسم
    المهنة: الحقوقي
    أكلتي المفضلة: الباجه.. الكباب.. سمك مشوي
    موبايلي: هواوي =Y9 مع ريل مي 51
    آخر نشاط: منذ 5 ساعات
    مقالات المدونة: 3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jawad980 مشاهدة المشاركة
    الجزء المظلم في الإنسان

    في الإنسان جزء في داخله يرغب دائماً بالميل إلى تذوق الحزن واحتساء الألم وإن لم يكن هُناك ما يستوجب ذلك. الشيء الأكثر دعماً لهذا الجزء وجعل رغبته في سياق الإستحقاق هو تلك الظروف الخارجية، سواء كانت خاصة أم عامة، فالإنسان الحقيقي يحزنه ما يحزن غيره من أبناء جنسه، بل الإنسان في مراحله الأكثر إرتقاء يَحزنُ حتى لألم أي كائن حي من حيوان أو نبات، أو جماد حتى حين يفقده إذا أرتبط هذا الأخير بذكرى ما.

    عدم كبت تلك الرغبة والسماح لذلك الجزء بممارسة دوره وزيادة نشاطاته هو أمر يجعل منه الجزء الأكبر في باطن النفس البشرية وبالتالي يكون هو القائد، ونتائج القادة الذين يميلون إلى الألم معروفة حتى على المستوى المادي، بل خاصة في ذلك المستوى. إذاً… علينا -وبأي طريقة- عدم السماح لذلك الجزء بالنمو بهذا الشكل الذي يحوَّل الإنسان إلى "زومبي" لو صح التشبيه.

    كيف؟

    أي أرض جرداء بإمكاننا تحويلها إلى واحة خضراء بالجهد والماء والمثابرة والصبر.. لا أكثر من ذلك ولا أقل. مع الأحتفاظ بالترجمة العملية لكل كلمة في مشوار الواحة الخضراء. لا بالمستوى المزيف من التنمية البشرية (أنت تستطيع) أو (لا شيء مستحيل) بل بمستوى (أعقل وتوَّكل) و مستوى (من كان مع الله كان الله معه). بهذه البساطة وبهذه الصعوبة في نفس الوقت.

    ما أسباب كتابة هذا المقال ؟

    لعل الأمر واضح لمن يؤمن بالعدالة والمساواة. فمثلما يحاول الظلام أحتلال كل شيء حتى القلوب، لابد من وجود من يسعى لنشر النور كذلك، وكلا على طريقته، وهنا يأتي دور الكاتب، فهو يملك الطريقة الأكثر فعالية في هذا المجال، فأنت حين ترى كاتباً أحتل اليأس أو الإنكسار كتاباته بسبب ظرف مر به أو معاناة قتلت طفولته أو بسبب فقد مادي أو معنوي، أعلم أنه يسيء للقاريء بعدما أساء لنفسه، ويدعم ذلك الجزء -المظلم- في داخله، وبالتالي هو يهدم الأبجدية ولا يبنيها في نفوس الآخرين -للأسف.

    النبتة الشجاعة

    رأيت مرة صورة لنبته صغيرة وقد فلقت الإسفلت لتنمو! نالت تلك الصورة وقتها إعجاب الكثيرين، لماذا؟ لأنها قاومت سواد الأسفلت وقوته التي تحاول طمس الأمل فيها ومنعها من رؤية النور، فمثلما هناك جزء في داخل الإنسان يبحث عن الحزن والألم - كما جاء في بداية المقال - هناك أيضاً جزء قباله يبحث عن السعادة والأمل، وعلى كل إنسان أن يسعى من خلال مهارته وقدرته واختصاصه أن يحاول صناعة تلك الفرصة -فلق الأسفلت- له ولغيره، حيثما استطاع إلى ذلك سبيلا . والله أعلم.

    كتبه الفقير جواد الحيداوي الزهيراوي


    مقال رائع...سلمت يداااااك استاذ جواد..تقبل مروري ...تحياتي

  3. #3
    مشرفة المقهى الفني
    تاريخ التسجيل: July-2024
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,470 المواضيع: 121
    التقييم: 3301
    آخر نشاط: منذ 8 ساعات
    فعلا بعض الكتب والمقالات تسبب التشاؤم والاحباط لذلك انا عن نفسي ابتعد عن قراءة هذا النوع من الكتابات ,وافضل قراءة كل ما يبعث للتفاؤل والامل شكرا جزيلا استاذ على المقالة .

  4. #4
    صديق نشيط
    التغلبي
    تاريخ التسجيل: November-2024
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 362 المواضيع: 20
    التقييم: 1186
    مزاجي: هادئ كالجمر
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    بالتأكيد أوافقك بشأن ما كتبته في أنّه لابُد للكاتب أن ينشر الأمل من خلال كتاباته ولكن هناك حالات إستثناء
    فمثلاً الكاتب الذي تعرّض للظلم يعبّر عن ظلمه في كتاباته لكي يري العالم أنَّ الحياة ليست مثالية كما يحلُم البعض ويصوّر ظلمه أو ظلم غيره بهيئة رواية أو رسالة أو شعر أو نثر أو أي صنف أدبي آخر
    لذلك لا أرى أي إساءة للقرّاء إذا عبّرَ الكاتب عن اليأس او الحزن بصبغة أدبية مميزة(كما تفضلتَ في مقالتك)
    فهناك الأديب الروسي دوستويفسكي ورواياته خير مثال للمظلومية والكآبة التي كان قد تعرّض لها في حياته وأنظر كيف ذاع صيته وإشتهر من خلال رواياته الكئيبة ك رواية الليالي البيضاء
    أو مثلاً الروايات التي طغت في شهرتها
    ك آنا كارنينا أو آلام ڤارتر وإلخ...
    لذلك الحزن أو اليأس هو صنفٌ أدبي أيضاً يعبّر فيه الكاتب عن حالة معيّنة من اليأس سواء حالته او حالة مجتمعة.

    لقد استفدتُ كثيراً من هذي المقالة وقد أعجبتني بكل حذافيرها أستاذ جواد شكراً لك...

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    الحُــــــــــر
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستشار القانوني مشاهدة المشاركة
    مقال رائع...سلمت يداااااك استاذ جواد..تقبل مروري ...تحياتي

    شكراً لك .. وشرفني المرور .. محبات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الياسمين مشاهدة المشاركة
    فعلا بعض الكتب والمقالات تسبب التشاؤم والاحباط لذلك انا عن نفسي ابتعد عن قراءة هذا النوع من الكتابات ,وافضل قراءة كل ما يبعث للتفاؤل والامل شكرا جزيلا استاذ على المقالة .
    شكراً للياسمين ع هذا العبير الفوّاح


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمـد ضـياء مشاهدة المشاركة
    بالتأكيد أوافقك بشأن ما كتبته في أنّه لابُد للكاتب أن ينشر الأمل من خلال كتاباته ولكن هناك حالات إستثناء
    فمثلاً الكاتب الذي تعرّض للظلم يعبّر عن ظلمه في كتاباته لكي يري العالم أنَّ الحياة ليست مثالية كما يحلُم البعض ويصوّر ظلمه أو ظلم غيره بهيئة رواية أو رسالة أو شعر أو نثر أو أي صنف أدبي آخر
    لذلك لا أرى أي إساءة للقرّاء إذا عبّرَ الكاتب عن اليأس او الحزن بصبغة أدبية مميزة(كما تفضلتَ في مقالتك)
    فهناك الأديب الروسي دوستويفسكي ورواياته خير مثال للمظلومية والكآبة التي كان قد تعرّض لها في حياته وأنظر كيف ذاع صيته وإشتهر من خلال رواياته الكئيبة ك رواية الليالي البيضاء
    أو مثلاً الروايات التي طغت في شهرتها
    ك آنا كارنينا أو آلام ڤارتر وإلخ...
    لذلك الحزن أو اليأس هو صنفٌ أدبي أيضاً يعبّر فيه الكاتب عن حالة معيّنة من اليأس سواء حالته او حالة مجتمعة.

    لقد استفدتُ كثيراً من هذي المقالة وقد أعجبتني بكل حذافيرها أستاذ جواد شكراً لك...
    أستاذ محمد ؛ أنرت ونصحت وأبلغت.. فشكراً لك قبل كل شيء
    أما بخصوص ما طرحته للجانب الآخر من النجاح
    فإن الشهرة شيء والنجاح شيء آخر
    أنا بنظري الفقير: أرى
    إن النجاح هو ما أرتبط بفائدة الناس
    فإنك حين تحاول بناء جسر المفروض يكون ذلك الجسر
    للعبور (فتنال الفائدة المقصودة منه) ولكن.. حين يكون ذلك الجسر
    للأنتحار! فأنها كارثة، بعض الروايات السوداوية
    وذابحة الأمل ساهمت بشكل كبير
    في إنحرافات فكرية
    وأخلاقية
    خاصة عند الجيل
    المتلقي الخالي من النقد وثبات الفكر
    والكلام يطول في هذا السياق، لعلي أفكر في كتابة
    شيء بهذا الخصوص مستقبلاً، المهم إنك نورتني جداااااا هنا.

    تحيات ومحبات كبيرة لحضرتك

  6. #6
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: July-2022
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22 المواضيع: 2
    التقييم: 54
    مزاجي: اي شي..
    آخر نشاط: 17/December/2024
    النبتة الشجاعة صورة جداً مؤثرة .. عاشت الايادي على الموضوع المميز

  7. #7
    مشرفة المنتدى الثقافي العام
    بن بن
    تاريخ التسجيل: December-2023
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,677 المواضيع: 25
    التقييم: 6750
    مزاجي: هادئً مغبر
    المهنة: دكتورة حشرات
    أكلتي المفضلة: الهوى
    مقالات المدونة: 1
    شكرا جزيلا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال