رغم أنّ الجيل الخامس من Range Rover Autobiography لم يكن بحاجة إلى عملية تصميم شاملة كي يستمر بالتربع على عرش مركبات الاستخدام المتعدد الفاخرة التي أسس لفكرتها قبل نصف قرن، فإنّ الإدارة العليا لدى الصانع البريطاني العريق قررت عند إعادة تصميم هذا الجيل الأحدث أن ترفع مستواه أكثر فأكثر من خلال تصميم عام حافظ على السمات التي صنعت مجد السيارة، وأضاف إليها مقاربة اختزالية راقية تقوم على مبدأ البساطة الأنيقة مع خطوط خارجية تعكس إطلالة تنفيذية ساحرة على الطريق، ومقصورة قيادة عملية معزّزة بمواد عالية الجودة وتقنيات متطورة.

ما تقدم، على أهميته، ليس كل ما تتمتع به Range Rover Autobiography، إذ إنّ قيم الأناقة: الفخامة والرقي لا تتوقف عند حدود المظهر بل تصل إلى الطريقة التي تتصرف بها السيارة على الطريق والشعور الذي تولده في أنفس مستخدميها، وهذا ما سنتطرق إليه فيما يلي.
تجهيزات ميكانيكية متطورة
في البداية، وبما أنّ الرقي في Range Rover يتخطى حدود المظهر ليصل إلى المضمون، فإنّ ما يسهم بتوفير تلك القيادة الواثقة، السلسة والمريحة على صعيد الحركة الأفقية هو محرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 4.4 لتر مع شاحن هواء توربو مزدوج معزز بنظام هجين جزئيًّا يساعده على توليد قوة 523 حصانًا مع عزم دوران أقصى يبلغ 750 نيوتن متر.
تنتقل قوة المحرك وعزمه إلى العجلات الأربع بسلاسة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تضبط قوة المحرك بشكلٍ فعّال، وتغذي بها العجلات الأربع بشكلٍ يؤمن للسائق شعورًا عاليًا بأنّ قوة سحرية تسحب السيارة نحو الأمام.
نظام تعليق محكم
إذا كان المحرك يؤمن حركة أفقية راقية، فإنّ مستوى الرقي نفسه يتوافر في الحركة العمودية التي يؤمنها نظام تعليق متطور وهيكل مصنوع من الألومنيوم مع تماسك عالٍ واثق وخمد متكيّف يحفظ المقصورة من الارتجاجات التي يمكن أن تنجم عن متطلبات العبور فوق أرض وعرة. هذا وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ إسهام جهاز التعليق في توفير الانقيادية الفاخرة التي تتمتع بها السيارة يأتي بفضل المخمدات التي تقيس باستمرار متغيرات الطريق لتعديل مستويات الخمد بناءً على ذلك، إما المزيد من الليونة لامتصاص الصدمات الناجمة مع تعرجات الطريق، وإما تعزيز القساوة لتوفير قدرة أعلى على ضبط الحركة الديناميكية عند المنعطفات السريعة.
قدرات تحكم عالية
الشعور العام بالسيطرة على الطريق الذي توفره النوافذ ذات الحافة المنخفضة والمنظومة الميكانيكية للسيارة يتعزز أكثر بفضل نظام التوجيه بالعجلات الخلفية أيضًا، الذي يرفع دقة التوجيه في المناطق الضيّقة كونه يسمح للسيارة بأن تتمتع بقطر التفاف ضيق عند تنفيذ عمليات الركن أو خلال القيادة في الشوارع الفرعية للمدن.
هذا وتستفيد السيارة من نظام الاستجابة للتضاريس الذي يمكن من خلاله تلقائيًّا اختيار نمط القيادة المناسب لنوعية المسار الذي تعبره Range Rover Autobiography خارج الطرقات المعبّدة.
وعند الرغبة بالانطلاق بأقصى سرعة، تتمكن السيارة بفضل الأداء السلس والعالي لمنظومتها الميكانيكية، وبالتعاون مع جسمها الانسيابي، أن تتقدم من حالة التوقف التام وصولًا إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 4.6 ثانية.
اقرأ أيضًا: "Range Rover".. رواية عامرة بالفخامة عبر السنين
مقصورة قيادة عالم آخر

لوحة قيادة كاملة التجهيز بتصميم اختزالي أنيق لتعزيز الإطلالة المشرفة على الطريق - المصدر: Range Rover


عندما تدخل إلى مقصورة Range Rover Autobiography الداخلية ستجد نفسك في جو من التميز والفخامة والسكينة. فإذا كان التميز يأتي بفضل التصميم الراقي غير المتكلف لكل من لوحة القيادة، والمقاعد والأقسام الداخلية للأبواب، فإنّ الفخامة تتوافر من خلال استخدام الجلود عالية الجودة في جميع أرجاء السيارة، مع حضور واضح للتفاصيل المصنوعة من المعدن الأنيق أو الخشب الراقي، أما السكينة فهي تتوافر من خلال: أولًا هيكل السيارة الذي يبعد ارتجاجات الطريق عن الداخل، وثانيًا العزل عالي الفاعلية للضجيج الناجم عن مكونات السيارة الميكانيكية وعن محيطها.
أما بالنسبة للعملاء الذين يرغبون بمقصورة أكثر استدامة، فيمكنهم الآن اختيار خيار جديد خالٍ من المواد ذات الأصل العضوي، ولكن متى اختاروا ذلك فإنهم لن يشعروا بأي نقص بالمقارنة مع مقصورة نظرائهم الذين اختاروا الجلود الطبيعية، وذلك لأنّ الخيار المستدام يوفر مستويات عالية من الجودة مع مظهر وملمس فاخر، بل إنّ الكسوة الصناعية للمقاعد توفر مزيدًا من الراحة بفضل ليونتها التي تتفوق على ليونة الجلد الطبيعي.
هذا ويمكن ترتيب المقصورة الداخلية لاستيعاب أربعة أو خمسة أو سبعة أشخاص، حسب التكوين وقاعدة العجلات مع مستويات راحة ورحابة للجميع، ويمكن استخدام الباب الخلفي المنقسم لسيارة Range Rover كمقعد مريح لمشاهدة الأحداث الخارجية.


حضور واضح للتفاصيل المصنوعة من المعدن الأنيق أو الخشب الراقي - المصدر: Range Rover


خيارات تخصيص غير متناهية
رغم أنّ مسألة تخصيص السيارات باتت متاحة لدى عدد كبير من صانعي السيارات، فإنّ Range Rover كانت دائمًا الرائدة في هذا المجال مع إمكانية تخصيص السيارة بالشكل الذي يتناسب مع رغبة كل عميل على حدة، بدءًا من اختيار الألوان الداخلية والخارجية، وصولًا إلى توفير فئات خاصة حصرية، أو حتى توفير فئة خاصة تنتج بعدد لا يزيد على عدد أصابع اليد الواحدة لتكون حصرية بعائلة محددة من العائلات ذات المقام الرفيع.