أهداف إدارة الموارد البشرية – 8 أهداف مهمة للموارد البشرية
الهدف الرئيسي لإدارة الموارد البشرية هو ضمان أن يتمتع الموظفون بتجربة ممتازة أثناء العمل حتى تتمكن المنظمة من تحقيق أهدافها؛ ومع ذلك، فإن إدارة الموارد البشرية لديها أهداف أخرى تشمل بناء ثقافة عمل صحية، وزيادة التعاون بين أعضاء فريق العمل، وتدريب الموظفين الجدد وتطوير مهارات الموظفين الحاليين، وضمان الامتثال للقوانين، وما إلى ذلك. وفي هذه المقالة سنوضح أهداف إدارة الموارد البشرية بالتفصيل.
ما هي الموارد البشرية؟
“الموارد البشرية” أو “Human Resources” والذي يُعبَّر عنه بالاختصار الشائع “HR” هو القسم المسؤول عن الحفاظ على موظفي الشركة وعلاقات الموظفين وثقافة مكان العمل؛ ويدير هذا القسم تعيين الموظفين والتعاقد معهم، وطرد الموظفين، وتدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم، وتنفيذ السياسات، ويدير هذا القسم أيضاً المزايا التي يحصل عليها الموظفين، وكشوف المرتبات، والقواعد التنظيمية الحكومية، والامتثال القانوني والسلامة، وغالبًا ما يساعد قسم الموارد البشرية في إيجاد حلول للنزاعات ودواعي القلق بين الموظفين.
ما هي أهداف إدارة الموارد البشرية ؟
فيما يلي 8 أهداف رئيسية لإدارة الموارد البشرية مع توضيح متعمق لكل هدف من تلك الأهداف:
1. تحقيق الأهداف التنظيمية
إذا لم تتمكن إدارة الموارد البشرية من تحقيق الأهداف التنظيمية، فقد فشلت فشلاً ذريعًا؛ ولكي تحقق إدارة الموارد البشرية الأهداف التنظيمية، يجب عليها أولاً استخدام الموارد المتاحة بشكل صحيح، فالإدارة السليمة لموارد الشركة ستؤدي إلى النجاح في تحقيق الأهداف التنظيمية؛ وأعظم موارد الشركة هي الموظفين؛ ومسؤولية إدارة الموارد البشرية هي تحديد وجذب واختيار الأفراد الذين تتوافق مهاراتهم وقيمهم مع رسالة الشركة ورؤيتها، وبالتالي تضمن إدارة الموارد البشرية أن الأساس لتحقيق أهداف الشركة جاهز.
وعلاوة على ذلك، فإن إدارة الموارد البشرية مفيدة في تعزيز تطوير الموظفين وإدارة الأداء؛ ومن خلال التدريب والإرشاد ومبادرات التعلم المستمر، تعمل إدارة الموارد البشرية على تمكين الموظفين بالمهارات المطلوبة للتميز في وظائفهم؛ وتضمن عمليات إدارة الأداء، بما في ذلك التقييمات المنتظمة والتغذية الراجعة، أن مساهمات الموظفين تتوافق مع أهداف الشركة.
ويتعاون متخصصو الموارد البشرية بشكل وثيق مع الإدارة العليا لإنشاء استراتيجيات الموارد البشرية التي تتوافق مع استراتيجية الشركة الأوسع، وهذا يشمل تخطيط القوى العاملة، وتحديد فجوات المهارات، وتنفيذ استراتيجيات لسد هذه الفجوات؛ ومن خلال فهم رؤية الشركة طويلة المدى وترجمتها إلى استراتيجيات موارد بشرية قابلة للتنفيذ، تضمن إدارة الموارد البشرية أن القوة العاملة جاهزة لدفع نمو الشركة وجعلها تكتسب ميزة تنافسية في السوق.
2. الثقافة التنظيمية
الثقافة التنظيمية تلعب دور رئيسي ومهم في تحقيق أهداف إدارة الموارد البشرية بفاعلية، فالثقافة التنظيمية هي مجموعة من المواقف والمعتقدات والسلوكيات التي تشكل الجو المعتاد في بيئة العمل؛ وتعمل الثقافات التنظيمية السليمة على مواءمة سلوكيات الموظفين وسياسات الشركة مع الأهداف العامة للشركة، مع مراعاة رفاهية الافراد أيضاً. وتحدد الثقافة التنظيمية مدى ملاءمة الشخص لبيئة العمل في وظيفة جديدة وقدرته على بناء علاقات مهنية مع زملائه؛ ويعتمد وضعك في الشركة وتوازنك بين العمل والحياة الشخصية وفرص النمو والرضا الوظيفي على ثقافة مكان عملك.
ويحتاج الناس إلى بيئات صحية للازدهار، وهذا صحيح بشكل خاص في مكان العمل، فالمواقف والسلوكيات التي تتفاعل معها كل يوم في مكان العمل والمنزل لها تأثير على كيفية شعورك، وتؤثر الثقافة التنظيمية الإيجابية على جميع جوانب الشركة والأشخاص الموجودين فيها؛ وتعمل الثقافة التنظيمية على جعل الموظفين سعداء ومحفزين وتخلق سمعة طيبة للشركة، وبالتالي من الأهداف الرئيسية لأي شركة هي خلق ثقافة تنظيمية إيجابية.
3. التكامل والتعاون بين أعضاء فريق العمل
أحد الأدوار والأهداف الرئيسية لإدارة الموارد البشرية هو التأكد من أنه يتم التنسيق بين أعضاء فريق العمل بكفاءة، فسهولة التواصل ضروري لأي فريق عمل في اي منظمة، ويجب أن يساعد قسم الموارد البشرية في تحقيق التكامل والتعاون بين أعضاء فريق العمل؛ ويمكن لفسم الموارد البشرية دعم العمل الجماعي بشكل مباشر من خلال:-
- تحديد أهداف وغايات واضحة لكل فريق – لكي يكون فريق العمل فعالاً، يجب أن يعرف فريق العمل هدفه العام وأهدافه الحالية؛ أشرك أعضاء الفريق في تحديد الأهداف، لأنهم سيشعرون على الأرجح بمزيد من التحفيز في تحقيق الأهداف التي ساعدوا في وضعها.
- قياس أداء الفريق – ما يتم قياسه يتحسن، قم بوضع مقاييس أداء فعالة واستلم التقارير من قادة الفريق، فإذا كان أداء الفريق دون المستوى، فستعرف سبب ذلك وكيفية إصلاحه.
- مكافأة تميز الفريق – يمكن أن تساعد الأجور المتغيرة والمكافآت المرتبطة بأهداف الفريق في تحفيز أعضاء فريق العمل وتشجيعهم على تحقيق الأهداف الموضوعة.
4. التدريب والتطوير
بسبب ديناميكيات السوق المتغيرة والمتطورة يجب أن يكون موظفو الشركة متماشين مع أحدث التقنيات ومنهجيات العمل لمساعدة الشركة على تحقيق أهدافها وغاياتها، ولتحقيق هذه الأهداف والغايات يحتاج الموظفون إلى التدريب والتطوير، ولذلك التدريب والتطوير من أهم أهداف إدارة الموارد البشرية.
وللتوضيج التدريب والتطوير Training and Development يشيران إلى الممارسات والجهود التي تبذلها المنظمات لمساعدة الموظفين على تطوير مهارات ومعارف مهمة، فعلى الرغم من أن هذه المصطلحات غالبًا ما تستخدم بالتبادل، إلا أن مصطلح التدريب ومصطلح التطوير يختلفان قليلاً فيما بينهما؛ ويتمثل الاختلاف الرئيسي بين هذين المصطلحين في أن التدريب يرتبط عادةً بموضوع أو نشاط جديد على المتدرب ويعده لوظيفة جديدة؛ أما التطوير فهو عادةً ما يساعد الأشخاص على تطوير مجموعة المهارات التي لديهم بالفعل لمساعدتهم على أن يصبحوا أكثر كفاءة وفعالية في وظائفهم الحالية والتخطيط للترقية المستقبلية.
5.تحفيز الموظفين
الهدف الأساسي لقسم الموارد البشرية هو إبقاء الأمور على المسار الصحيح، ولكي يحدث ذلك لابد من تجنب الإلهاءات والمشاعر السلبية؛ ولهذا، يحتاج الموظفون إلى الاهتمام بهم وإبقائهم متحمسين و متحفزين طوال الوقت، فكيف يمكن للموارد البشرية تحفيز الموظفين؟. هذا ما ناقشناه فى مقالة منفصلة بعنوان 10 طرق لتحفيز الموظفين – نصائح حول كيفية تحفيز الموظفين أنصح بالإطلاع عليها.
6. تمكين القوى العاملة
أصبح تمكين القوى العاملة من أهداف إدارة الموارد البشرية الرئيسية في معظم المنظمات، فلا أحد يريد ان يسمع عملاؤه العبارة المحبطة “دعني اذهب واسأل مديري”. وللتوضيح تمكين العاملين هو ببساطة إعطاء شخص ما السلطة أو القوة لفعل شيء ما؛ وأيضًا، وفقًا لتعريف BambooHR: “تمكين العاملين هو فلسفة إدارية تؤكد على أهمية السماح للموظفين باتخاذ قرارات مستقلة والتصرف بناءً عليها، فتمكين العاملين هو النقيض المباشر للإدارة التفصيلية“. وفي الأساس، تمكين العاملين يعني منح العاملون الأدوات والموارد والسلطة التي يحتاجون إليها للتحكم في صنع القرار الخاص بهم عند العمل مع العملاء أو العمل على الأنشطة الأخرى المتعلقة بالعمل.
وضع في اعتبارك أن تمكين العاملين ليس مجرد تفويض للمهام، حيث يستجيب الموظفون بشكل أفضل في المواقف التي يمكنهم فيها الثقة ان مديرهم قام بتفويض المهام لتطوير مهاراتهم وقداراتهم وليس بسبب عدم الرغبة في قيام المديرين بالمهمة بأنفسهم.
و أهم مزايا تمكين العاملين في مكان العمل تشمل ما يلي:
- المزيد من العلاقات الجيدة مع العملاء
- زيادة الإنتاجية
- تحسين جودة العمل
- قوة عاملة عالية الدافع
- انخفاض معدل دوران الموظفين
كل من هذه الفوائد لديها القدرة على التأثير بشكل إيجابي على أداء الشركة وأهدافها العامة، ولذلك أنصحك بالاطلاع علي هذه المقالة بعنوان التمكين – تعريفه وأنواعه وأهميته وكيفية تنفيذه وأمثلة عليه
7. الاحتفاظ بالموظفين
تحتاج المنظمات إلى الحفاظ على أفضل موظفيها لتزدهر، وهذا هو الهدف من الاحتفاظ بالموظفين؛ فالاحتفاظ بالموظفين يمثل تحديًا رئيسيًا للمنظمات وإدارات الموارد البشرية اليوم، قالموظفين يتركوا وظائفهم لأسباب عديدة مختلفة؛ بعضها طوعي، مثل تولي وظيفة أخرى، بينما البعض الآخر غير طوعي، مثل التسريح من العمل؛ وتركز استراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين بشكل أساسي على الدوران الطوعي الضار بالمنظمة وعلى معدل الدوران الذي يمكن تجنبه، مثل ترك الموظف وظيفته لأنه ينتقل خارج الدولة.
وأصبح الاحتفاظ بالموظفين جانبًا مهمًا من برامج إدارة الموارد البشرية الحديثة، فالأرقام تتحدث عن نفسها؛ حيث تتكلف الشركات الأمريكية أكثر من تريليون دولار سنويًا لاستبدال الموظفين الذين قرروا طوعًا ترك وظائفهم، وفقًا لمؤسسة غالوب.
8. امتثال الموارد البشرية Human resources compliance
امتثال الموارد البشرية هو عملية تحديد السياسات والإجراءات لضمان أن تظهر ممارسات التوظيف والعمل فهماً شاملاً للقوانين واللوائح المعمول بها، مع إدراك أيضًا لأهداف الشركة الأكبر للموارد البشرية؛ وتواجه الشركات من جميع الأحجام تعقيدات متزايدة في مجال الموارد البشرية حيث أن عدد قوانين ولوائح التوظيف آخذ في الازدياد، وربما لم يكن خطر فرض عقوبات على عدم الامتثال أكبر من أي وقت مضى، ولذلك امتثال الموارد البشرية هو من أهداف إدارة الموارد البشرية الرئيسية. فعند تطوير سياسات وإجراءات الموارد البشرية، يجب أن يعرف أصحاب الشركات، على سبيل المثال، أن:
- قد تخضع الشركة للتدقيق من وكالة إنفاذ القانون وقد تفرض غرامات وعقوبات على عدم الامتثال.
- إن عدم معرفة أو فهم التزامات الامتثال الخاصة بك ليس دفاعًا قانونيًا مقبولاً.
- يمكن لتسوية الدعوى أن تؤدي إلى إفلاس شركة.
وبغض النظر عن حجم الشركة أو نطاق عملها، يعد الامتثال الاستباقي في الوقت المناسب للوائح والقوانين أمرًا بالغ الأهمية، فمع زيادة وتيرة ونطاق عمليات التدقيق من قبل الوكالات الحكومية، يجب على المنظمات الامتثال للوائح والقوانين التنظيمية المتغيرة باستمرار – أو التعامل مع العواقب السلبية التي قد تنجم عن عدم الامتثال؛ فمثلاً تحكم القوانين الحكومية عدد الساعات التي يمكن للموظفين العمل فيها، وتحدد كيف يمكن إنهاء خدمة الموظف: وتحدد تدابير الحماية ضد التمييز علي أساس الجنس او الدين او اللون، ومقدار الوقت الذي يمكن أن يستغرقه الموظف في إجازة عائلية. وبالتالي، يجب على الشركات العمل ضمن حدود القانون لاحترام هذه القوانين ومراعاتها في جميع الأوقات.