الأربعون...
حياتُكٓ كلُّها نصْرٌ وفخْرُ
ويجتمعُ الإبا بكٓ وهو سِرُّ
وكلُّ فضيلةٍ بكٓ قدْ تسامتْ
وصوتُكٓ في أذانِ الدهرِ سحرُ
وُلدتٓ لكي تكونٓ أخا المعالي
كأنكٓ أنتٓ في الأزٓماتِ وِتْرُ
تٓمُرُّ بكٓ الحوادثُ شاخباتٍ
وأنتٓ بكلِّ مُفْترقٍ أغٓرُّ
وغيرُكٓ خانعٌ يشكو الرزايا
وفي عينيهِ أنتٓ بها تٓمُرُّ
ويسألُ عنكٓ في سوحِ المعالي
وكيفٓ يجيءُ في كفّيكٓ نصرُ
وحينٓ تكالبٓ الأعداءُ طُرّاً
على لبنانٓ حيثُ عتى الأشرُّ
لبستٓ عباءةٓ الأحرارِ درعاً
حسينياً يصولُ ولا يفرُّ
وأعطيتٓ الرجولةٓ منتهاها
من الإخلاصِ فانزاحٓ الأمرُّ
وحطّمتٓ الأساطيرٓ اللواتي
نُسِجْنٓ على العدوِّ وهنّٓ خٓتْرُ
وحٓرّٓرتٓ الأسارى والأراضي
بكلِّ براعةٍ فأتاكٓ فخرُ
وكمْ جعلوكٓ خصماً في هواهمْ
لأنكٓ في جبينِ الدهرِ درُّ
يريدونٓ الخنوعٓ إلى الأعادي
وأنتٓ تريدُ للمكسورِ جٓبْرُ
أذاعوا عنكٓ مفترياتُ شتّى
ولمْ يٓكُ عندهم شرفٌ وعذرُ
فكنتٓ كجدِّكٓ الكرّارِ تُغضي
عن البلوى ولايغريكٓ شٓرُّ
لقدْ صُنْتٓ الديارٓ بكلِّ فخرٍ
ولو أنّ العدوّٓ لديهِ مكرُ
زماناً أنتٓ تصنعهُ عزيزاً
ودرباً أنتٓ في جٓنْبيهِ صقرُ
وتٓعْلٓمُ أنتٓ أنّ الدربٓ صعبٌ
وأنّ مخاضٓ هذا الأمرُ عُسْرُ
ولكنْ لا سبيلٓ إلى التراخي
ولو أنّ الردى في الدربِ مٓهْرُ
على هذا مشى الأحرارُ دوماً
وما عجزوا ، بما صالوا ، وفرّوا
وهذا الأربعونٓ وأنتٓ حيٌّ
بكلِّ قلوبِنا ؛ فخرٌ وكِبْرُ
محسن حسن الموسوي