كَتَبَ إسماعيل النجار
أيامٌ معدودات وإسرائيل سترفع العشرة
نتنياهو يعيش آخر أيامه في السُلطَة ولم يَعُد في الكيان مكانٌ آمن للمستوطنين،
من هنا يأتي رَد فعل العدو الجنوني على قصف تل أبيب ووزارة الدفاع من قِبَل الوحدة الصاروخية في المقاومة الإسلامية على الأبرياء من المدنيين في كل لبنان وجريمة قصف مقر جهاز الدفاع المدني في بعلبك وسقوط 20 شهيد،
أيضاً تدمير المباني الشاهقة في بيروت بهذه المنهجية المُتقنَة لا يهدف إلَّا لزيادة الخسائر المادية وتكبيد لبنان كلفة إعمارٍ كبيرة جداً في المستقبل،
في المقابل إن قصف المقاومة المدروس والمُكثف للمستوطنات والمُدُن الصهيونية الكبيرة بالإضافة إلى مواقع عسكرية هامة داخل الكيان جعلَ نتنياهو طفلاً صغيراً مرتجفاً يطالبُ بالحياة وهوَ مُطارَد من المُسيرات الجهادية التي برتعد من أن يلقىَ الموت فيها،
المحكمة العليا الإسرائيلية بدورها رفضت في خطوة أولىَ تأجيل جلسة محاكمة نتنياهو وأصرت على مثولهِ شخصياً رغم إشتعال الحرب وسموتريتش وبن غفير إشتموا رائحة مؤامرة أميركية تهدف الإطاحة في الحكومة اليمينية المتطرفة قبل إستلام ترامب؟ ما يعني أن الصراع الدائر بين الفيل الأميركي والحمار وصلَ إلى تَل أبيب والسلف يريد قطع الطريق على الخَلَف وإبرام صفقة لوقف إطلاق النار مع لبنان قبل دخوله إلى البيت الأبيض،
من هنا هَبَّت السفيرة الأميركية في بيروت لزيارة الرئيس نبيه بِرِّي وتسليمه ورقة مسودة لوقف إطلاق النار على أساس القرار 1701 من دون أيَّة إضافات،
الأخير إستلم الرسالة وقال للسفيرة كل شيء يحتاج إلى قراءة مُعَمَقة واتفاق وطلب منها إنتظار رده عليها ما يعني عرض الورقة "المسوَدَّة" على صاحب القرار المَعني الأساس بالحرب ألآ وهو حزب الله لدراستها ويُبنَىَ على الشيء مقتضاه،
جو بايدن يسابق الوقت كالريح لسحب البساط من تحت أقدام خَلَفِهِ ترامب، كما قدمَ عروض مغرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية رفضتها بشِدَّة لأن إيران لا تقبل هدايا من كيسها ولا من رجل ميت،
المقاومة الإسلامية بدورها نجَحت في الإمساك برقبة الكيان الصهيوني ووضعت الإصبع في المكان الذي يؤلمه، ألآ وهوَ الإقتصاد والمستوطنين واليوم حيفا التحقت برُكَب جاراتها من المُدن الكبرى وباقي المستوطنات حيث أصبحت شوارعها خالية من الناس ومحالها التجارية مقفله ومُقفَرَّة ويسير الرعب في سكونها بعد تهجير أكثر من نصف سكانها،
أما الأزمة الإجتماعية السكانية الضاغطة على الكيان هي التي سَرَّعَت في طلب تل أبيب من روسيا التدخل لدى إيران للضغط على حزب الله للقبول بوقف إطلاق نار بشروط إسرائيل! والطلب كانَ وقحاً للغاية وكان رد موسكو على تل أبيب قدموا أنتم تنازلات ووافقوا على شروط المقاومة اللبنانية وتجاوبوا مع دعوات وقف العدوان على قطاع غزة لينتهي الأمر من دون أية عواقب طويلة الأمد،
بكل الأحوال إسرائيل في ورقتها تطلب منحها حرية العمل في لبنان والتدخل عسكرياً في حال الإخلال ببنود الإتفاق ولديها مطلب آخر هوَ مراقبة الحدود السورية اللبنانية بالإضافة إلى مطلب إبعاد رجال المقاومة وأسلحتهم الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني،
سلفاً المقاومة سترفض الورقة لأن واحداً من أهم شروطها هوَ وقف العدوان على قطاع غزة، ووقف الخروقات الجوية لسماء لبنان، ووقف الإغتيالات، وعدم نشر أيَة مراقبين او قوات دولية على الحدود الفاصلة بين سوريا ولبنان، وإعادة أجساد الشهداء الأسرى لحزب الله، وعدم قصف مواقع المقاومة في سوريا وإلا فإن المقاومة ستعود إلى تفعيل معادلة الرد الثأري من لبنان،
كل هذا يشير إلى إزدياد بتعقيد الموقف واستمرار القتال ورفع وتيرة القصف الجوي الصهيوني والقصف الصاروخي للمقاومة حتى يصرخ الأكثر تألماً والأكيد أن تل أبيب ستصرخ قريباً،
على صعيد الجبهة الداخلية اللبنانية فإن رهان قائد القوات (اللبنانية) سمير جعجع كبير جداً على الدبابة الصهيونية وعبَّر عن ذلك صراحةً عبر قولهِ بالأمس لوكالة رويترز حيث قال إن حزب الله يجب أن يلقي أسلحته في أسرع وقت ممكن لإنهاء حربه المستمرة منذ عام مع إسرائيل وتجنيب لبنان مزيداً من الموت والدمار.
وقال أيضاً "مع تدمير كل البنى التحتية لحزب الله ومخازنه، يتم تدمير قسم كبير من لبنان. هذا هو الثمن".
وأضاف إن الضغوط الشديدة التي فرضتها الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت وتوسعت منذ أواخر سبتمبر/أيلول لتشمل التوغلات البرية في جنوب لبنان قدمت فرصة لإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح ما يعني إعتماده بشكل كلي على الغزو البري الإسرائيلي الفاشل .
رهان جعجع خاسر وحزب الله سينتصر وورقة الحساب في لبنان كبيرة جداً ومُكلِفَة ولن يطول الوقت لتنظيف البلاد منه ومن أمثاله،
إسرائيل سقطت ومعها زبالتها وزبانيتها،
بيروت في،
15/11/2024