رحلات جوية مستقبلية أسرع من الصوت بستة أضعاف
اختراق علمي بصنع محرك يتيح التحليق بين لندن ونيويورك بأقل من نصف ساعة


كشف عن محرك فرط صوتي يجسد اختراقاً علمياً في الرحلات الجوية السريعة (فينوس إيروسبايس)
ملخص
أعلنت شركة "فينوس إيروسبايس" عن محرك فرط صوتي جديد، يمكن السفر الجوي بسرعات تصل إلى 6 أضعاف سرعة الصوت ويختصر الرحلة بين لندن ونيويورك إلى أقل من ساعة واحدة.
أماطت شركة "فينوس إيروسبايس" Venus Aerospace للطيران اللثام عن محرك فرط صوتي تزعم أنه يشكل "اختراقاً رئيساً" في الرحلات الجوية السريعة.
وقد ركزت الشركة ومقرها ولاية تكساس الأميركية، جهودها على جعل مفهوم السفر الأسرع من الصوت، حقيقة فعلية. وأعلنت أخيراً أنها تنتج محرك دفع متطوراً قد يغدو القوة الدافعة لمركبات عالية السرعة، بما في ذلك المسيرات والطائرات.
وحاضراً، لا ينظر إلى التكنولوجيا الفرط صوتية باعتبارها جديدة، إذ استعملت في الصواريخ الباليستية، ومهام الفضاء، إضافة إلى الطائرات التجريبية "إكس" التي تشتغل عليها وكالة "ناسا" الفضائية الأميركية؟


وفي المقابل ما زال السفر الفرط الصوتي في رحلات جوية تجارية ينتظر التجسد على أرض الواقع، مع تذكر أنها تحققت في أوقات سابقة عبر مبادرات مثل طائرة "كونكورد" الفرنسية - البريطانية، لكنها توقفت منذ عام 2003.
وتعقد الشركة الأميركية الأمل على محركها الجديد "فينوس ديتونايشن رامجت" Venus Detonation Ramjet الذي تبلغ قوة دفعه ألفي رطل، واسمه المختصر "في دي آر 2" VDR2. وقد يمكن المحرك المركبات من السفر مسافات طويلة والتحليق على ارتفاعات شاهقة، مع تحقيق سرعة تتجاوز الصوت بأضعاف، وبمعدل يفوق أي سرعة فرط صوتية.
وأوردت شركة "فينوس إيروسبايس" أن محرك "في دي آر 2" واحد من شأنه أن يتيح الوصول إلى ستة أضعاف سرعة الصوت، أي 3600 ميل في الساعة (5794 كيلومتر/ ساعة).
وذكرت الشركة أن ذلك المحرك يستطيع دعم تحليق رحلات جوية بسرعة 4 ماك [الماك وحدة لسرعة الصوت]، لمسافة 5000 ميل (نحو 8000 كيلومتر). وستكون قادرة على إتمام عمليات الإقلاع والهبوط في غضون 30 دقيقة.
وكشف عن المنتج الذي يمثل "اختراقاً"، في "آب.سامت" Up.Summit وهو تجمع للمستثمرين وقادة قطاع النقل في ولاية أركنساس الأميركية.
وتحدث أندرو دوغللبي، المؤسس المشارك لـ"فينوس إيروسبايس" أمام ذلك التجمع، مشيراً إلى أن المحرك المبتكر "يجعل الاقتصاد الفرط صوتي أمراً واقعاً".
وأضاف، "نحن متحمسون للشراكة مع 'فيلونترا' Velontra بهدف تحقيق هذه الثورة في الرحلات الجوية الفائقة السرعة، إذ نأخذ بعين الاعتبار خبرتها في محركات الاحتراق الهوائي العالية السرعة".
وكذلك أفاد المسؤول الأول بالإنابة في "فلونترا"، إيريك بريغز، بأن الشركة "تتحرق للانخراط في هذا الجهد، وتحقيق أول رحلة فعلية، وبناء محرك يحقق مفهوماً طالما بقي حبيس الكتب، لكنه لم يتحول إلى وحدة إنتاج تستخدم في التحليق".
وأضاف، "لا أستطيع التفكير في شريك أفضل من ’فينوس‘ التي تندرج ضمن الرياديين في حقل الصواريخ، ولديها العزم على التعامل مع المسائل الصعبة. ونتوق إلى التحليق في المسار نفسه معها".
وقالت شركتا "فينوس إيروسبايس" و"فلونترا" كلاهما معاً إنهما من خلال الجمع بين تقنياتهما، تأملان المضي قدماً في مسار الرحلات الفائقة السرعة في القطاعين التجاري والدفاعي.
وكذلك تأمل "فينوس إيروسبايس" في اختبار محركها على مسيرة، بحلول عام 2025. في المقابل لن يبدأ إنتاج أول طائرة فرط صوتية مخصصة للرحلات الجوية التجارية، وستحمل اسم "فينوس ستارغيزر أم 400" Venus Stargazer M400، قبل العقد الرابع من القرن الحالي.
ومع سرعة تفوق سرعة الصوت بستة أضعاف، يغدو مستطاعاً التحليق جواً بين لندن ونيويورك مع قطع مسافة الـ3461 ميلاً (نحو 5570 كيلومتر) الفاصلة بينهما، في نصف ساعة، بدلاً من الساعات الثماني حالياً.
في مقلب مغاير، ليس من الواضح متى سيصبح السفر الجوي الفرط صوتي حقيقة فعلية.
وبحسب كلمات سايمون كالدر، محرر شؤون السفر في "اندبندنت" وأحد الأشخاص الذين يتناقص عددهم ممن سافروا على متن الـ"كونكورد"، "أتطلع إلى السفر عبر مطار فرط صوتي مع حمل حقيبة السفر الشخصية. في المقابل قد لا يتحقق ذلك الأمر قبل عقود عدة".
وأضاف كالدر، "يتضمن التحليق بأسرع من الصوت كلف غير عادية من الناحيتين البيئية والمالية، مما يرجح القول إن السفر بين لندن ونيويورك برحلة تستغرق ساعة واحدة، قد لا يتحقق قبل نصف قرن".