أنا والحُـزنُ والـقِرطـاسُ والـمِـحـبرْ
جُمـعـنـا بـينَ بَـردِ اللـيلِ والـمِـجـمَرْ
تـنحَّـى الـغـيمُ بعدَ الغـيثِ عـن بَدرٍ
تجـلَّـتْ صــورةٌ فــيـهِ وقــد أَســفَرْ
ضِـيـا وجـهٍ بـهِ كـم كُـنتُ مـشغـوفًا
خـيالـي فـي صفـاءِ الجوِّ قـد أَمـطَرْ
بلـى أمـطرْ ، وصـوتُ الـرعدِ أبـياتي
ولـم يُطفِئ لهـيبَ القلـبِ بل أَشجَرْ
فـأصبحتُ أقـولُ الـشعرَ فـي حالـي
وهـا دمـعـي علـى الـجرداءِ ما أثـمَرْ
ومــا حــالُ الـذي تُـضـنـيهِ أشــواقٌ
ومـكـسـورٌ بـكسرِ الـفِـقـدِ لا يُـجـبـرُ
هـو الـفـقـدُ يـسـوقُ الـعـمـرَ أحـزانًا
تـرى الأبـطـالَ فـي قـيـدٍ لـه تُـؤسـرُ
فـهـل أُبـصِرْ ثـنـايـا وجـهـكَ الباسمْ
وهـل أُبـصرُ كـمـا يـعـقوبُ إذ أبـصرْ
وهل أسمعْ صدى صوتٍ كما موسى
وأسـعـى كـي أرى من نـورِكَ الأنـورْ
أنـا والبَـحـرُ والأمــواجُ والـسـاحــلْ
هُـنـا القـلـبُ بـبحرِ الحُـبِّ قـد أبحَرْ
الشاعر ابو قاسم الملا
مجزوء من بحر الهزج