ما المقصود بالحيوانات المجترة؟

الحيوانات المجترة أو ما يسمى (Ruminant animals)؛ وهي حيوانات فقارية تعد من زوجيات الأصابع، وتشمل الكثير من الحيوانات منها؛ كالحمير، والزرافات، والأبقار، والأغنام، والماعز، إذ تأكل الطعام عن طريق الاجترار، ويمكن أن تقسم معدتها إلى ثلاث أو أربع حُجرات، حيث تقوم بتناول الأعشاب وأوراق الأشجار بسرعة كبيرة، ويتجمَع الطعام في معدتها الأولى، ثم يتم طحنه وتنعيمه لاحقًا، إذ يتنقل فيما بعد إلى الأقسام المتبقية من المعدة لتُكمل عملية هضمها بالاعتماد على كائنات حية أخرى دقيقة.

النظام الهضمي للحيوانات المجترة
يعتبر النظام الهضمي لهذه الحيوانات المجترة معقدًا مقارنة بالأنواع أخرى؛ وذلك ليتناسب مع عملية الهضم والاجترار بالمقارنة مع الكائنات غير المجترات التي تحتوي أجسادها على معدة واحدة بسيطة التركيب،ويكمن الاختلاف بين هذه الحيوانات في مكونات الأجهزة الهضمية وطريقة الهضم، وفي ما يلي توضيح لذلك:

مكونات النظام الهضمي للحيونات المجترة
توجد العديد من المكونات في النظام الهضمي للحيوانات المجترة، وفي ما يلي ذكر لها:

الفم وما فيه من أسنان، ولسان، وغدد لعابية.
المريء والمعدة المقسمة إلى الأجزاء الأربعة.
البنكرياس والمرارة.
الأمعاء الدقيقة والغليظة.

عملية التغذية والاجترار
تمر عملية التغذية والاجترار عند الحيوانات المجترة بعدة مراحل، وفي ما يلي توضيح لهذه عملية عند الحيوانات المجترة:

تبدأ هذه الكائنات بتناول الطعام عن طريق الفم، فتلُف ألسنتها حول الأعشاب، ثم تسحب بقوة لتمزيق الأعلاف أو الأعشاب، حيث تقضي ثلث يومها في عملية الرعي، أما الثلث الآخر، فإنه يخصص لعملية الاجترار، وتتميز أسنان هذه الكائنات بأنها مُتطابقة الفكين، وتكون على شكل مجرفة تاجية الشكل، وتعمل هذه الأسنان في تقطيع الطعام أثناء التغذية والاجترار أيضًا، وتعمل الغدد اللعابية على إفراز إنزيمات تعمل على هضم الدهون والكربوهيدات.
ينتقل الطعام بعدها إلى المعدة عبر المريء من خلال الانقباضات التي تحدث لعضلاته، ويتميز المريء بقدرته على نقل الطعام بالاتجاهين من الفم إلى المعدة.
يتجمع الطعام الذي تم طحنه مباشرة في الحجرة الثانية وهي الشبكية، وينتقل بعدها إلى الحجرة الثالثة وهي اللوح الشبكي، والحجرة الرابعة وهي المستند، أما الأجزاء الصلبة منه، فتتجمع في الحجرة الأولى من المعدة وهي الكرش لكي يتخمر لمدة قد تصل إلى 48 ساعة لتشكل وجبة للبكتريا الدقيقة التي تتغذى عليها لتوفر الطاقة للحيوان.

الفرق بين الحيوانات المجترة وغير المجترة
يظهر الاختلاف بين الحيوانات المجترة وغير المجترة بوضوح سواء في الشكل الخارجي للجسد والتركيب الداخلي للجهاز الهضمي، ويمكن الحديث عنها في مجموعة النقاط كما يأتي:

تنقسم المعدة في المجترات إلى أربعة أقسام، بينما تنقسم غير المجترات لقسم واحد بسيط التركيب.
تكون المعدة في المجترات معقدة التركيب، بينما في غير المجترات، فإن المعدة ذات تركيب بسيط.
المجترات حيوانات عاشبة بطبيعتها تعتمد على الأعشاب وأوراق الأشجار في غذائها، بينما قد تعتمد غير المجترات على اللحوم أو الأعشاب كمصدر للغذاء.
في المجترات تفرز الغدد اللعابية اللعاب بكميات كبيرة، وهو مزود بأنزيمات هاضمة للكربوهيدرات، بينما غير المجترات تفرز الغدد اللعابية تفرز اللعاب بكميات أقل، وهو أيضًا مزود بأنزيمات هاضمة للكربوهيدرات، ولكن بكمية أقل.
لا تفرز الغدد اللعابية في المجترات إنزيمات هضم البروتين، بينما تفرز الحيوانات غير المجترة هذه الإنزيمات؛ ويعتمد ذلك على الحمية الغذائية لكل منهما.
تعد المجترات حيوانات تتميز بأجسامها الطويلة نسبيًا، بينما تعد أجسام غير المجترات قصيرة.
تتم عملية الهضم في المجترات بوقت طويل نسبيًا، بينما في غير المجترات تتم عملية الهضم الطعام في وقت أقل.

أمثلة على الحيوانات المجترة
قد تضم عائلة المجترات أكثر من 250 نوعًا من الحيوانات، ويمكن ذكر أهمها وأكثرها شهرة في ما يأتي

الأبقار والثيران: وهي من أشهر الحيوانات المجترة المعروفة حول العالم، تتميز بأنها ثديات ذات أجسام قوية قد يصل وزنها إلى 998 كغ، حيث تقوم بعملية الاجترار طوال الوقت.
الأغنام: يعتمد هذا النوع من المجترات على الأعشاب اللينة في غذائها، وقد تلجأ إلى تناول الأزهار أيضًا في فصل الشتاء.
الوعل: تنتشر هذه الحيوانات في جميع أنحاء أوروبا، وتمثل نموذجًا رائعًا لتوضيح عملية الاجترار، فهي تتغذى على الأعشاب التي تجدها بين الحجارة والأشجار، وتعد ذات ازدواجية في الشكل بالاعتماد على الجنس، فالذكور أكبر حجمًا ولديها قرون كبيرة.
الموظ: تعيش هذه الحيوانات في الغابات الشمالية، إذ تتميز بقرونها الطويلة والكبيرة جدًا، فهي ميزة للذكور البالغين من هذا النوع، إذ تقضي معظم النهار في تناول الطعام والبحث عنه بتناول ما تجده أمامها من أوراق الأشجار والأعشاب، فأحجامها الكبيرة تحتاج ما يقارب 20 كغ من الطعام يوميًا.