تحطيم الأفكار المتوارثة: كيف تخلق مفاهيم جديدة تُناسب واقعك؟


مع أنّنا نعيش في عصر التكنولوجيا والعلم والذكاء الاصطناعي، إلا أنّ كثيرين منّا ما زالوا مقيّدين بأفكار ومفاهيم مغلوطة ورثناها عن الأجيال السابقة.
في السياق ذاته، مع أنّنا مسلمون على سبيل المثال لا الحصر، نجد أنّ أغلبنا ما زال مُتشبّثًا بأفكار تُخالف تعاليم الإسلام. بل هُناك من يُدافع عن هذه الأفكار البالية بشراسة، نتيجة لجهله العميق بدينه.


الأفكار المتوارثة: التعريف
في هذه المقالة، سنشرح كيفية تحطيم الأفكار المتوارثة وخلق مفاهيم تتناسب مع الواقع المعاصر.
لكن، قبل التعمّق في الموضوع، دعونا نتعرّف إلى مفهوم الأفكار المتوارثة.
ببساطة، الأفكار المتوارثة هي مجموعة من المُعتقدات والمفاهيم التي استقيناها من البيئة التي نشأنا فيها منذ الطفولة، وهي التي تُشكّل هويتنا الثقافية والاجتماعية.
ونتمسك بها بعناد، نتيجة للخوف من التغيير أو النقد، وكذلك بسبب التنشئة الأسرية والاجتماعية وغياب الحس النقدي، وأحيانًا بسبب ارتباط هذه الأفكار بذكريات وتجارب عاطفية قوية، فضلًا عن الضغوط الاجتماعيّة والعائليّة.
تأثير الأفكار المتوارثة على الإبداع
في الواقع، قد لا يدرك الكثيرون أنّ الأفكار المتوارثة الخاطئة تقتل الإبداع وتعوق قُدرتنا على الابتكار. فنحن غالبًا ما نُفكّر في “ماذا سيقول المجتمع إذا قمنا بهذا الفعل أو ذاك؟”.
هذا الخوف غير المُبرّر من كلام المُجتمع يعوق الناس عن مُتابعة أحلامهم وتحقيق أهدافهم.
مثال على الأفكار المتوارثة الخاطئة
على سبيل المثال، هُناك فكرة متوارثة خاطئة تقول إنّ الوظيفة الحكومية مضمونة، وإنّ الجد والاجتهاد في الدراسة سيضمن لك وظيفة جيّدة في المستقبل.
لكن، هذا لم يعد صحيحًا في ظل سوق العمل التنافسي اليوم، حيث بدأت الدُول بتوظيف العُمّال بعقود مؤقّتة.
هذا يعني أنّ الأمان الوظيفي أصبح من الماضي حتّى الشركات الكُبرى بدأت تعتمد على العمل الحر أو المُستقلين لتقليل التكاليف، مُتجاهلة العنصر البشري لمصلحة الربح.
ضرورة مُواكبة التطورات
عندما تُدرك أنّ بعض أفكارك المتوارثة لم تعد صالحة في عصرنا الحالي، خُصوصًا في عصر الذكاء الاصطناعي الذي سيقضي على العديد من المهن في السنوات القادمة، يجب أن تبدأ بمُواكبة التطوّرات وتحسين مهاراتك، والتخلّص من الأفكار المُتوارثة التي تعوق تقدّمك.
لتحقيق ذلك، عليك أن تُطوّر حسّك النقدي، ومُتابعة التطوّرات في مجالك، وتطوير مهاراتك باستمرار، لزيادة فُرص بقائك في وظيفتك بصرف النظر عن التغيّرات التي قد تقع.
الناس يتشبّثون بالأفكار المُتوارثة لأنّهم لا يبحثون عن أفكار مُعارضة لفحصها والتأكّد من صحة أفكارهم.
يفتقرون إلى المعرفة، فلا يقرؤون ولا يُوسّعون مداركهم. في ظل الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الناس سطحيين، يُتابعون المؤثرين السلبيين الذين يُقدّمون محتوى تافهًا.
و يا للأسف، أصبح غالبيّة الناس يُتابعون هذا النوع من المُحتوى، بغض النظر عن مُستواهم التعليمي حتّى المُثقفون أصبحوا يقضون ساعات طويلة على الهواتف.
التحرّر من الأفكار غير الواقعيّة
إذا أردت التحرّر من سجن الأفكار المتوارثة، فعليك التخلّص من الأفكار غير الواقعيّة التي لا تُناسب العصر الحالي، وعدم الاهتمام بآراء الآخرين الذين لا يهدفُون إلّا لإحباطك. فالنجاح يهمك أنت فقط.
يتطلّب تمييز الأفكار المتوارثة الجيّدة من السيئة معرفة قويّة وحسًا نقديًا، وهذا لا يأتي إلّا عن طريق القراءة وتوسيع معارفك والاستفادة من خبرات الآخرين. فالقراءة هي السبيل إلى المعرفة، والطريق إلى التحرّر من الجهل وكل ما يعُوق تقدّمك.
الختام: تحدّيات تحطيم الأفكار المتوارثة
في الختام، تحطيم الأفكار المتوارثة ليس بالأمر السهل، فهو يتطلّب وقتًا قد يصل إلى سنوات.
من تجربتي الشخصيّة، تخلّصت من الأفكار المتوارثة السلبيّة بسنوات من القراءة والبحث والتحليل والاستفادة من تجارِب الآخرين.
إذا أردت أن تُحقّق ذلك، فعليك بالقراءة. لكن احذر، ليست كل الكُتب تستحق القراءة.
قبل أن تقرأ، تعرّف إلى موضوع الكتاب وقوّة لغته. إذا كان الكتاب لا يستحق القراءة أو مكتوبًا بلغة ضعيفة، فمن الأفضل أن تبحث عن بديل أفضل.