فن التخلص من مشاعر الانتقام


الانتقام وتأثيره في الصحة النفسية
الانتقام هو شعور شائع بين الناس، لكن البعض يتمكّن من السيطرة عليه والتخلّص منه قبل أن يُؤثّر في صحتهم النفسية والجسدية، في حين يجد آخرون أنفسهم غارقين في التفكير بالانتقام ممّن أساؤوا إليهم، أو قلّلوا من قيمتهم، أو تخلّوا عنهم بسبب عوزهم أو مكانتهم الاجتماعيّة.
جميع الناس، بغض النظر عن مُستواهم التعليمي أو الاجتماعي، قد فكّروا أو ما زالوا يعتقدون أنّ الانتقام هو السبيل لاستعادة كرامتهم ممّن أذاهم أو ظلمهم يومًا مّا.
لكن، مع أنّ الانتقام جُزء من الطبيعة البشرية، فإنّه مُضرّ جدًا ويُدمّر صحتنا النفسية إذا لم نتحكّم فيه ونتخلّص منه في أسرع وقت.
الآثار السلبية للانتقام
ربما أنتم أيضًا تشعرون بالرغبة في الانتقام بسبب تعرّضكم للظلم أو الخيانة من شخص قريب، أو بسبب فشل علاقة عاطفية.
لكن، الحقيقة التي قد تغفلون عنها هي أنّ الانتقام يُؤذيكم أنتم أكثر ممّا يُؤذي الآخر. فالشخص الذي ترغبون في الانتقام منه ربما نسيّ حتّى من تكونون، في حين أنتم ما زلتم تعيشون في أحداث مضت وانتهت.
توجيه الطاقة نحو النجاح
في الواقع، إذا لم تتخلّصوا من مشاعر الانتقام في أقرب وقت، فأنتم ستُدمّرون أنفسكم وستُضيعون طاقة كبيرة في التفكير في الماضي، بدلًا من استغلال تلك الطاقة لتحقيق أهدافكم وطموحاتكم.
في رأيي الشخصي، أفضل انتقام من أيّ شخص أساء إليكم هو النجاح؛ عندما تنجحون، سيشعر كل من قلّل من شأنكم أو تخلّى عنكم بالندم.
خُطوات للتخلّص من الرغبة في الانتقام
أول خطوة نحو تحقيق أهدافكم هي التخلّص من الرغبة في الانتقام، لأنّ الرغبة في الانتقام هي الخُطوة الأولى نحو الفشل. فالاعتراف بأنّكم تُفكّرون في الانتقام هو البداية، فلا تُنكروا هذه المشاعر.
بعد الاعتراف بها، فكّروا في عواقب الانتقام. تخيّلوا أنفسكم وقد حققّتم الانتقام، ماذا ستكون النتائج؟ غالبًا ما تكون عواقب الانتقام مأساوية، وقد تُؤدّي بكم إلى السجن أو حتّى إلى الموت.
البحث عن السلام الداخلي
بعد إدراك عواقب الانتقام السلبيّة، حان الوقت للبحث عن السلام الداخلي.
لا يتطلّب تحقيق السلام الداخلي كثيرًا من الجهد أو المال، بل يحتاج إلى دقائق يوميّة من وقتكم. فأفضل طريقة لتحقيق هذا السلام هي الصلاة والدعاء؛ اطلبوا من الله أن يهدي من ظلمكم أو أن ينتقم لكم بالطريقة التي يراها عادلة.
تركيز الطاقة على الأهداف الشخصيّة
هُناك طريقة أُخرى للتخلّص من مشاعر الانتقام وهي التركيز على أهدافكم في الحياة.
انشغالكم بتحقيق أحلامكم وتطوير أنفسكم، والقراءة لتوسيع معرفتكم، والرياضة للحفاظ على صحتكم النفسيّة والجسدية، كل ذلك يساعدكم على التخلّص من المشاعر السلبية بما في ذلك الانتقام.
زيادة على ذلك، احيطوا أنفسكم بأشخاص إيجابيين يرون أن ّالحياة مليئة بالفُرص، بعيدًا عن الأشخاص الذين يرون أنّ الحياة تتحكّم بها الأموال والنُفوذ فقط.
خلاصة القول: الانتقام ليس حلًا
باختصار، الانتقام ليس حلًا، ولم يكن كذلك يومًا. قد يبدو حلًا مُؤقتًا، لكن عواقبه الوخيمة قد تُغيّر مسار حياتكم وتقُودكم إلى أماكن لم تتخيلوها يومًا.
ملايين الأشخاص دفعوا ثمن الانتقام، بعضهم في قبورهم، والبعض الآخر يقضي بقيّة حياته في السجون. وكما قُلت سابقًا، أفضل طريقة للانتقام هي النجاح، وتغيير حياتكم نحو الأفضل.