حافة الموت هي رواية رسائلية قصيرة من تأليفي تدورُ بين شخصين آدم ونور
تمت إضافة موسيقى إستجابة لطلب أحد الإخوة
..
الرسالة الأولى(آدم)
لقد أمعنتُ في الصمتِ طويلاً واندهشتُ كثيراً حينما قرأتُ رسالتكِ ، وسألتُ نفسي مستغرباً
أحقّاً إنّ هذهِ الرسالة قد وصلتني من نور!
لقد ظننتُ أنَّكِ قد نسيتِني وأنَّك قد طويت جميع صفحات الماضي الجميل ، وفكّرتُ حدَّ الإغراق بشأن مصداقيّة الرسائل ولهذا تأخّرتُ في الرد عليكِ فمعذرةً أرجو أن تتقبّلي هذا العذر البسيط.
سألتِني ما إذا كنتُ قد نسيتُكِ وعن السبب الذي جعلني لا أسألُ عنكِ ولو تعلمينَ يانور أنّي نسيتُ كل شيء سواكِ أنتِ.
أما عن السبب الذي شجرَني عن التسآل عنكِ أقولُ لكِ بأنَّي أحمقٌ بما يكفي وأنا ظالمٌ وقاسي لأنَّي لم اسأل عنكِ في هذهِ الفترة المؤذية التي تمثّلَت في خمسة عشرَ عاماً ولا أريدُ أن أقلّب الأسباب السخيفة ولكنّي سأذكرُ لكِ الأهم لقد قالوا بأنَّكِ تزوّجتِ في الفترة التي غادرتُ فيها المدينة وتعرفين طباعي فأنا لا اكلّمُ امرأةً متزوّجة فما بالُكِ لو كانت هذهِ المرأةُ أنتِ؟
وكانَ في قلبي عتباً عليكِ دفنتهُ في أعماقِ الفؤاد حيثُ سألتُ نفسي قبل الجميع
«لماذا تزوّجت نور ولم تنتظر عودتي؟»
ولأجل هذا قرّرتُ البقاء في مدينة الغاشية إذ كنتُ غاضباً للوهلةِ الأولى ووعدتُ نفسي بألّا أعيشُ وإيّاكِ في مدينة واحدة وقد أدركتُ لاحقاً بأنَّ العتَب والغَضب لا فائدة منهما ولكنَّي لم أحاول التواصل معكِ للسبب الذي ذكرتهُ سابقاً
حسناً في هذهِ المدينة هناكَ ماهو جميل كأيّامنا الخالية فإنَّك لو وطأتِ
مدينة الغاشية ستنذهلين بكثرة الأشجار وكأنّ الغاشية حديقة من حدائق الجنان ونهرِ السرارة الذي يشقُّ المدينة إلى نصفين والبرودة التي تمتاز فيها المدينة كل هذي الطبيعة تجعل الغاشية مدينة مميزة ومختلفة عن سائر المدُن
وعن سؤالكِ الأخير هل لازلتُ كما كنت ، فإنَّي لم أتغيّر كثيراً لازلتُ أنظر للأمور كما كنتُ ولذلكَ سأخبرُكِ بشيء ؛
«رأيتُ عاقلاً يتحّدث إلى شجرة وأحمقاً مرَّ عليه فنعتَهُ بالمجنون!»
أمّا أنا فقد كنتُ ألعبُ دورَ تلكَ الشجرة الصامتة لأنَّي بِتُّ أعيشُ في ظلامٍ حالِك منذ سنين طويلة ظلاماً لا محيدَ لي عنهُ وختاماً أودُّ أن أقولُ لقد سعدتُ جِدّاً بهذا الظهورِ المُفاجئ لأنَّكِ تمثّلين سعادتي كما كنتِ وقد كانت سعادتي مدفونة تحتَ التُراب فنفضتِ عنها التراب بهذه الرسالة وأخرجتِها من تحتِ الأرض
«أترَين لازلتُ فاشلاً في إخفاء مشاعري»
أتمنَّى أن أسمع عنكِ أكثر ماذا جرى لكِ ولماذا تذكرتني الآن بانتظاركِ لا تقطعي هذهِ المرّة.