صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16
الموضوع:

حافة الموت(آدم ونور)

الزوار من محركات البحث: 16 المشاهدات : 389 الردود: 15
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مشرف قسم بقلمي
    أبو يحيى
    تاريخ التسجيل: January-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 940 المواضيع: 183
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 1449
    المهنة: كاتب مقالات و شاعر

    حافة الموت(آدم ونور)

    حافة الموت هي رواية رسائلية قصيرة من تأليفي تدورُ بين شخصين آدم ونور
    تمت إضافة موسيقى إستجابة لطلب أحد الإخوة
    ..


    الرسالة الأولى(آدم)

    لقد أمعنتُ في الصمتِ طويلاً واندهشتُ كثيراً حينما قرأتُ رسالتكِ ، وسألتُ نفسي مستغرباً
    أحقّاً إنّ هذهِ الرسالة قد وصلتني من نور!
    لقد ظننتُ أنَّكِ قد نسيتِني وأنَّك قد طويت جميع صفحات الماضي الجميل ، وفكّرتُ حدَّ الإغراق بشأن مصداقيّة الرسائل ولهذا تأخّرتُ في الرد عليكِ فمعذرةً أرجو أن تتقبّلي هذا العذر البسيط.
    سألتِني ما إذا كنتُ قد نسيتُكِ وعن السبب الذي جعلني لا أسألُ عنكِ ولو تعلمينَ يانور أنّي نسيتُ كل شيء سواكِ أنتِ.
    أما عن السبب الذي شجرَني عن التسآل عنكِ أقولُ لكِ بأنَّي أحمقٌ بما يكفي وأنا ظالمٌ وقاسي لأنَّي لم اسأل عنكِ في هذهِ الفترة المؤذية التي تمثّلَت في خمسة عشرَ عاماً ولا أريدُ أن أقلّب الأسباب السخيفة ولكنّي سأذكرُ لكِ الأهم لقد قالوا بأنَّكِ تزوّجتِ في الفترة التي غادرتُ فيها المدينة وتعرفين طباعي فأنا لا اكلّمُ امرأةً متزوّجة فما بالُكِ لو كانت هذهِ المرأةُ أنتِ؟
    وكانَ في قلبي عتباً عليكِ دفنتهُ في أعماقِ الفؤاد حيثُ سألتُ نفسي قبل الجميع
    «لماذا تزوّجت نور ولم تنتظر عودتي؟»
    ولأجل هذا قرّرتُ البقاء في مدينة الغاشية إذ كنتُ غاضباً للوهلةِ الأولى ووعدتُ نفسي بألّا أعيشُ وإيّاكِ في مدينة واحدة وقد أدركتُ لاحقاً بأنَّ العتَب والغَضب لا فائدة منهما ولكنَّي لم أحاول التواصل معكِ للسبب الذي ذكرتهُ سابقاً
    حسناً في هذهِ المدينة هناكَ ماهو جميل كأيّامنا الخالية فإنَّك لو وطأتِ
    مدينة الغاشية ستنذهلين بكثرة الأشجار وكأنّ الغاشية حديقة من حدائق الجنان ونهرِ السرارة الذي يشقُّ المدينة إلى نصفين والبرودة التي تمتاز فيها المدينة كل هذي الطبيعة تجعل الغاشية مدينة مميزة ومختلفة عن سائر المدُن
    وعن سؤالكِ الأخير هل لازلتُ كما كنت ، فإنَّي لم أتغيّر كثيراً لازلتُ أنظر للأمور كما كنتُ ولذلكَ سأخبرُكِ بشيء ؛
    «رأيتُ عاقلاً يتحّدث إلى شجرة وأحمقاً مرَّ عليه فنعتَهُ بالمجنون!»
    أمّا أنا فقد كنتُ ألعبُ دورَ تلكَ الشجرة الصامتة لأنَّي بِتُّ أعيشُ في ظلامٍ حالِك منذ سنين طويلة ظلاماً لا محيدَ لي عنهُ وختاماً أودُّ أن أقولُ لقد سعدتُ جِدّاً بهذا الظهورِ المُفاجئ لأنَّكِ تمثّلين سعادتي كما كنتِ وقد كانت سعادتي مدفونة تحتَ التُراب فنفضتِ عنها التراب بهذه الرسالة وأخرجتِها من تحتِ الأرض
    «أترَين لازلتُ فاشلاً في إخفاء مشاعري»
    أتمنَّى أن أسمع عنكِ أكثر ماذا جرى لكِ ولماذا تذكرتني الآن بانتظاركِ لا تقطعي هذهِ المرّة.


  2. #2
    مراقبة صوتيات درر العراق mp3
    الـجـنـوبـيـة
    تاريخ التسجيل: June-2017
    الدولة: IRAQ`
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,293 المواضيع: 2,110
    صوتيات: 5402 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 24473
    مزاجي: fickle
    المهنة: teacher
    آخر نشاط: منذ 6 يوم
    مقالات المدونة: 2


    مُبهرٌ ، في روايتك القصيرة هذه
    تقبل مروري من هُنا ،
    & كُل الودّ







    -



  3. #3
    مشرف قسم بقلمي
    أبو يحيى
    بكُل فخر واعتزاز
    شرّفتني بهذا المرور شكراً

    ..

    -وللروايةِ بقيّة-

  4. #4
    مشرفة المقهى الفني
    تاريخ التسجيل: July-2024
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,420 المواضيع: 121
    التقييم: 3265
    آخر نشاط: منذ 9 ساعات
    «رأيتُ عاقلاً يتحّدث إلى شجرة وأحمقاً مرَّ عليه فنعتَهُ بالمجنون!»
    أمّا أنا فقد كنتُ ألعبُ دورَ تلكَ الشجرة الصامتة لأنَّي بِتُّ أعيشُ في ظلامٍ حالِك منذ سنين طويلة ظلاماً لا
    محيدَ لي عنهُ
    كلام جميل وذو معاني عميقة , عاشت ايدك وان شاء الله نشوف باقي الرواية .

  5. #5
    مشرف قسم بقلمي
    أبو يحيى
    الرسالة الثانية(نور)

    عزيزي آدم ، لقد تنبّهتُ إلى شيء وهو أنَّكَ آثَرتَ أن تكون راجحاً أكثر من كونك حنوناً ولطيفاً كما كنت ، قد يتغيّر الإنسانُ بينَ ليلةٍ وضُحى وأنتَ تخبرني بأنّكَ لم تتغيّر طيلة الخمسة عشر عاماً وا عجَبي!
    لقد تاقَت نفسي اليكَ كثيراً وأعني بالكثير عدَدَ النجوم وقد وضعتُ رسالتك أمامي وأنا أكتب اليك وتذكّرتُ باسمةً ما قلتهُ لي في الأيّام الخوالي عن حبّكَ لي
    كم أُحبُّكِ لو تسأليني
    عينيكِ إلى النجومَ وعُدّي
    هناكَ الكثير من الأمور الّتي حدَثَت في غيابَك وما أمرَّها على قلبي ، أمّا عن السبب الذي دفعك للإمتناع عن ذكري فإنَّي أراهُ هروباً من سؤالي ، ربّما ليسَ السبب لأنَّي كنتُ متزوّجة بل لأنَّي تزوّجت غيرك ولكن عزيزي آدم هل اتّفقنا أنا وأنت أن نتزوّج؟ كلّا على ما أذكر هل كنّا عاشقين لا أظُن حيثُ أخبرتني ذات ليلة بأنَّي لا أبادلُك الشعور ذاته ولكن هل كنّا صديقين نعم وأكثر من مجرّد صداقة عابرة ، أمّا أنا هل كنتُ أعشقك آهٍ يا آدم كم كان هذا الموضوع يؤرّقني لقد شعرتُ وأنَّي إنشطرتُ إلى نصفين
    «نورُ التي تعشقَك ونورُ التي تريدُ أن تبقى مجرّد صديقة»
    ولا أعرف السبب وراء هذا الشعور الغريب ولكنَّ شعوراً كان بداخلي يمنعني من خوضِ العشق معك لأنّ كل شيء سينتهي وسنفترق في النهاية
    وددتُ ألّا نفرّط بوقتنا في النظر إلى الوراء والعتاب وشوقُ الصبا وكل هذي المشاعر التي تركناها وراءنا على قاربٍ في منتصفِ اليَم سأخبرك بسرعة عما جرى لي ،
    حسناً بعد أن تزوّجتُ بسنة أنجبتُ طفلي الأوّل عامَ 1888 وأظهرَ الدهرُ نابيه وقدّر له ألّا يعيش سوى عامين حيث أصيبَ بِحُمّى ثمَّ غادرَ الحياة عام 1890 ثمَّ ولدَ لي صبيٌّ آخر عامَ 1893 وأحبَّ أن يلحق بأخيه وهو في مهده فلم أقدر على منعه وحينها بدأ زوجي بإلقاء اللوم علي وقال لي كلاماً مفادهُ أنّي ملعونة وأني ورّثت لعنتي لأولاده لقد كان غبياً جدّاً ثمّ قام بهجري شيئاً فشيئاً حتّى تزوَّجَ عامَ 1896 من أمراة لطيفة وودوة وإنتهى زواجنا بالطلاق ولا أعرفُ عنه شيئاً بعد زواجه أمّا معشوقتك التي كانت يانعة تقدّمت سنة واحدة إلى الأمام وبلغَت في الحادي عشر من أكتوبر الحالي وفي عام 1902 الخامسة بعد الثلاثون من عمرها.!
    وهكذا تمضي الأيّام ويمضي بنا العمر لذا وددتُ ألّا نضيّعهُ بالماضي ودعنا نتكلّم عن الحال او المستقبل قليلاً ..
    حسناً بشأن سؤالك لماذا ذكرتُكَ الآن الإجابة أنت لم تفارقني ولو لحظةً واحدة وكنتَ دائماً في ذاكرتي لم أكن أملك أيّة وسيلة لتقودني إليك ولكنّي بحثت كثيراً وحصلتُ على معلوماتٍ قليلة بشأنَك وها أنا ذا أتحدّثُ إليكَ فور أن تعرفتُ على مكانك وكانت معلومة قد آذتني من بين المعلومات التي وصلتني.
    وهي أنَّك أصبتَ بالساد(الماء الأبيض)وأصبحتَ لا ترى في الليل ورغم أنّي كنتُ مرتابة بعض الشيء ولكنَّكَ أزلتَ الكثير من الريبة عندما قلتَ في رسالتك بأنّك تعيش في ظلام منذ سنينٍ طويلة يا حسرتي عليك يا آدم أخبرني هل فعلاً فقدتَ بصرَك أم أنّها مجرّد أكذوبة أو شائعة أتمنّى أن لا أسمع منك ما يعذب الفؤاد بشأن فقدانك للبصر.

  6. #6
    مشرف قسم بقلمي
    أبو يحيى
    الرسالة الثالثة(آدم)

    أتعرفين
    كيفَ يفقدُ الإنسان نفسه يانور؟ في اللحظة التي يفقدُ فيها من يحب أو ما يحِب وقد يكون هذا الحُب شخصاً أو يكون وطناً أو منزلاً أو داراً أو رُكناً أو حفنةً من تراب!
    وقد تألمتُ كثيراً حينما علمتُ أنّكِ فقدتِ ولَديكِ لا أريدُ أن أبدي تشاؤماً ولكن بماذا أفادتنا الحياة كي تفيد غيرنا وأنا أوّلهم أتذكرين كيف كنت حيّاً مفعماً بالحياة وقد لا تودّين أن تري كيفَ أصبحتُ الآن لأنَّ الحياة وببساطة ليست للجميع أن نكون قد ولِدنا أو عشنا برهة من الزمن فلا يعني هذا أنَّ الحياة لنا هناك من ادركوا الحقيقة وهناك من لم يدركوها وهناك من لم يبحثوا عنها وهؤلاء هم من يعيشون دعيني أكون واضحاً أكثر «إنّ من لا يعبؤون بالحياة هم أكثر سعادة ممّن يفكّرون بها طويلاً ويبحثون عن حلولٍ لتعقيداتها»
    لقد تعلّمتُ هذا متأخّراً.
    أزعجَني كثيراً ما مررتِ فيه أثناء غيابي أتمنّى أن تكوني بخيرٍ أينما كنتِ
    بالنسبةِ لبصري سأجعلك تسمعين ما تودّين أنا بخير وأستطيعُ أن أرى بوضوح ، وكما شئتِ سأحاولُ أن أنسى الماضي رغمَ أنَّ الماضي هو الذي جعلنا على مانحنُ عليه الآن ، لكن لا بأس سأمتنعُ عن ذكره وسأحكي لكِ بعض الحكايا الّتي كنتِ تسمعيها منّي سابقاً
    فورَ أن وصلتُ مدينة الغاشية ذهبتُ مباشرةً لمحل بيع وسائل الكتابة واشتريت -آلة كاتبة- ورحتُ أدوّن يومياتي وأكتب الأشعار ثمَّ ألقي بها في سلة المهملات نهاية اليوم ، لماذا أفعلُ هذا؟ لأنَّ لا أحد سيقرأ كلماتي دون أن ينعتني بالجنون!
    حتّى مارية -خادمتي الطيبة- قرأت لي كلاماً ثمّ قالت في نهايته "هل أنتَ بخيرٍ سيدي تبدو كالمجانين!"
    ها قد ذكرتُ مارية ولابُدَّ لي من الإيضاح ، لدى مارية ولدان غادرَ الأكبر المدينة لغرض الدراسة أمّا الأصغر فتزوّج وانتقلَ أيضاً إلى مدينة أخرى أمّا زوجها فإنّهُ قتلَ أثناء الحرب الأهلية وبقيت مارية وحيدة لا أحدٌ لها وقد تجاوزت عقدها الخامس ، تمتلك مارية روحاً طيّبة وتتميز بحِس فكاهي لطيف وهي أيضاً تجيد القراءة والكتابة لذلك تساعدني كثيراً أثناء الكتابة ..
    وددتُ أن اسألكِ سؤالاً كانَ يزعجني منذ زمن طويل وينخرُ في قلبي كلَّ يوم
    «هل أحببتني ذات يوم؟ أو على الأقل فكّرت أن تحبّيني ولو ليومٍ واحد؟»

  7. #7
    مشرف قسم بقلمي
    أبو يحيى
    الرسالة الرابعة(نور)

    عزيزي آدم .. لا أدري كيف أجابِهَك حينَ تشرّع في الحديث السوداوي وأنت تعرفني رغمَ كل شيء فأنا أشعرُ بأنَّ الأمل موجود في مكانٍ ما بأعماقنا فلو فتّشنا عنهُ لعثرنا عليه ، أنتَ تنظر للحياة كنظرةِ المُحتضر الذي لم يعُد يعبأ بشيء وهو يصارعُ الموت على فراشه! وأنتَ لست كذلك فهناك الكثير من الأيّام بإنتظارك لتعيشها وأنت لا تدري ماذا تخبّئ الأيّام لنا تحتَ جنحانها..
    بالمناسبة لقد سررتُ كثيراً عندما أخبرتني بأنّك لست مصاباً بالساد رغم أنَّ طارق-صديقك- هو من أخبرني بهذا الخبر عندما قدِمَ إلى مدينتنا وطارق يعيشُ بالقربِ منك ولا أدري ما هدف طارق وراء هذا التخرُّص!؟
    أما بشأن خادمتك فلم أفهم لماذا استأجرتَ خادمة وأنتَ لست بحاجة إلى من يقضي أمورك(هكذا عهدتك)
    في نهاية رسالتك سألتني فيما إذا كنتُ أحبُّك أو أردتُ أن أكون بجانبك وجوابي بكل شفافية ودون لف ودوران ؛ نعم ، لقد أحببتك ولازلتُ أحبّك وسأظلُّ أحبّك لذلك قرّرتُ أن أزور الغاشية وأن أراكَ من قريب وأجلسُ بقربك كما في الأيّام الخوالي وأحدّثك كما كنت وأمازحك وأبادلك الهم كما كنتُ أفعل ..
    انتظرني كي أراكَ مجدّداً فإنك لا تدري كيف يتقطع قلبي شوقاً ولهفةً لرؤيتك فها أنا أحسبُ الثواني لتقرَّ عيني بكَ يا قّرةَ عيني
    «لن أقول وداعاً بل سوف أقول من الآن مرحباً من اليوم الى اللقاء عزيزي»
    التعديل الأخير تم بواسطة العيلامي ; 13/November/2024 الساعة 10:35 am

  8. #8
    سفير السلام ..مراقب عام
    مستشار قانوني
    تاريخ التسجيل: April-2020
    الدولة: العراق.. الديوانية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 24,735 المواضيع: 1,455
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 49309
    مزاجي: مبتسم
    المهنة: الحقوقي
    أكلتي المفضلة: الباجه.. الكباب.. سمك مشوي
    موبايلي: هواوي =Y9 مع ريل مي 51
    آخر نشاط: منذ 10 ساعات
    مقالات المدونة: 3
    سلمت يداااااك ايها العيلامي الطيب....أرفع لك القبعة...عرفانا....وشكرا

  9. #9
    مشرف قسم بقلمي
    أبو يحيى
    الرسالة الخامسة(آدم)

    عزيزتي نور سلامٌ عليكِ ، ستشرقُ الغاشية بكِ وتغنٌي العصافير فرحاً وينمو النبات وتتفتّحِ الأزهار ، لابُد وأنَّ المدينة أدركت أنَّكِ ستزورينها لذلك زيّنَت نفسها بالغيوم المثقَلة وراحت ترحّبُ فيكِ بأمطارها لأنَّ حتّى السماء تعلم أنَّكِ تعشقين المطر..
    بما أنَّكِ قد أخبرتني في الرسالة قبل خمس أيام بشأن قدومك إلى الغاشية فلا أظنُّ أنَّ هذي الرسالة ستصل بين يديك ، لذلك وجدتُ وقتاً مناسباً لتبرئة ذِمّتي من الكذِب عندما سألتِني بشأن إصابة عينيّ بالساد(الماء الأبيض) في المرّة السابقة أخبرتُكِ بأنّي بخير لأنَّكِ قلتِ في نهاية الرسالة
    "أتمنّى أن ألّا أسمعَ منك ما يعذبُ الفؤاد بشأن فقدانك للبصر."
    ولذلك لم أخبرك بالحقيقة فمَن أنا لكي أجعل فؤادك يتعذَّب تمنّيتِ ألّا تسمعي ما لا تريدين وأعطيتكِ ذلك ولكِن ، إنّ صديقي طارق صادقٌ بشأن ما قالهُ عنّي ..
    لقد أصبتُ بالساد بعدَ أن وضعتُ حلِّي في المدينة بشهور بدأ بصَري يضعفُ تدريجيّاً وكنتُ أرى نهاراً فقط أمّا في الليل فقد كنتُ أفتقر إلى الرؤية بشدّة ، زرتُ العديد من الأطبّاء ولم يتم تشخيص العِلّة ورغمَ أنَّي لا أريدُ أن أتّهمُكِ بشيء ولكنَّ بكائي كان سبباً رئيسياً في ضعف بصري ، أجل أدري بأنَّي لم أخبرك بهذا من قبل ، أمّا الآن فكما أخبرتُكِ سابقاً إنَّي أعيشُ في ظلامٍ حالِك لا أستطيع رؤية شيء ماعدا الظلام الذي أصبحتُ أسيرهُ منذُ خمسة عشرَ عاماً وهذا كان سبباً في تأجيري لخادمة لكي تكتبَ وتقرأ لي..
    قد يكون ظهوركِ هذا هو أكبر مفاجأة في حياتي بعد هذا الشقاء الطويل ربّما سيعود بصري بمجرّد أن تجلسي بقربي ولكن يبقى السؤال الأهم والّذي أخافُ منه ؛ هل سترضين أن تكوني بجانب شخصٍ كفيف حتّى لو كنتِ تعشقينه؟
    وكّلتُ مارية بمهّمةِ استقبالك عند محطّة القطار وإحضارُكِ إليَّ كي لا تتيهي في البلدة ستتعرّف عليكِ بسرعة لأنَّي أخبرتها بوضوح «انظري الى جميع النساء فإن رأيتِ الأجمل بينهنَّ فتلكَ نور» وأرفقتُ ذلك مع بعض الوصف القليل لملامحك-إذ أنَّ الملامح لا تتغيّر- هذا هو اليوم الرابع الذي تذهبُ فيه مارية إلى المحطّة وتتأكّد من عدم قدومك حتّى الآن.
    ستحضر غداً وبعدَ غدٍ إلى أن تعثر عليكِ سأنهي رسالتي بالطريقة ذاتَها التي أنهيتِ فيها رسالتك
    «مرحباً من اليوم والى اللقاء عزيزتي»

  10. #10
    مشرف قسم بقلمي
    أبو يحيى
    الرسالة السادسة(آدم أيضاً)

    مَن يستحق هذا العناء؟! من قطعوا عهدَ الوفاء؟!
    مَن أثقلوا كاهلي بالجفاء!؟
    لا بأس ستسيرُ الحياةُ بهِم او بدونهم أليسَ كذلك؟ على الأقل هذا ما نقوله ومانتشَفّى به ولكن دعونا نكون واقعيين للحظات ...
    «كيفَ تسيرُ الحياة بمَن رأينا فيهم الحياة؟!»
    أقسمتُ ألّا أتذكّرَ الماضي
    أقسمتُ وكدتُ أن أنجح لو لم أضيّع مستقبلي!
    نور ...
    لا أدري ماذا أقول لك وما أقول فيكِ
    نور...
    كم خطوتِ على قلبي وكم قلتُ لا بأس..
    كم طعنتِني وقلتُ لا بأس وكم قتلتنِني ونُشرتُ وقلتُ لا بأس..!
    نورُ يانور...
    لم تكُن الدنيا بقربكِ تُحتمل فتصوّري كيف تكون سواكِ؟
    الم يكن الليلُ ملكاً لنا؟ بكلّ نجومه وهدوئه الم تكُن السعادةُ من نصيبنا؟
    لقد جرّبَ هذا الجسدُ كلُّ شيء إلّا الموت وإنّه على حافّته.!
    نورُ لو مِتُّ اليومَ أو غداً فلن أسامِحُكِ
    لأنَّكَ بعثتِ بداخلي الأمل أشعلتهِ كشمعةٍ ثمّ مددتِ يداً وأطفأتها!
    أنا لم أعرفُ الحُب من قبل ولم أجرّبهُ ولا أستطيع أن أعبّر عنه ولكن لو سألوني ماهو الحُب
    سأشيرُ بيدي نحوكِ ولو سألوني عن السعادة والموت سأشير كذلك نحوكِ لأنَّكِ جلبتِ هاتين لي
    اللعنة عليكِ يانور! اللعنة عليكِ من اليوم إلى أن أموت!
    ماذا كانت الحاجة وراء ظهوركِ هذا؟ لتقتليني وهل كان هذا جزاءُ حبّي لكِ؟!
    يا لغرابة الحياة
    يموتُ المحِب على يدِ من لايحِب!
    لقد أخبرتني مارية بكلِّ شيء وعجبتُ من أين أتيتِ بكل هذهِ القسوة أيتها الشقية!
    هل كان صعباً عليكِ أن تدخلي إلى بيتي وأن وتتحدثي معي لدقائق؟
    كان هناك حبٌّ إليكِ بداخلي عددَ النجومِ والحصى والرمال وقد تحوّل هذا الحُب الآن إلى كره ، الآن بتُّ أكرهُكِ كما يكره الموت الحياة
    هذهِ هي رسالتي الأخيرة إليكِ وأخبرتُ مارية بأنّها لو استقبلت رسالةً منكِ فسوف تقوم بتمزيقها فور أن تستلمها إذ لا حاجة لي بالأعذار والكلمات المنمقة التي لا جدوى منها فكما قال الشاعر
    حتّى وإن جئتَ معتذراً
    هل يسمعِ الميّتُ العذرُ؟!
    أتمنّى لكِ حياةً تستحقينها فليست من طباعي أن أدعو على الناس ولكنّي لن أسامحكِ حتّى لو وقفتِ على قبري وبكيتِ دهراً تطلبينَ السماحَ منّي... والآن ليس بوسعي سوى أن أقول
    «وداعاً أراكِ في الجحيم!»


    تعليقي(العيلامي) :
    ستروي لنا مارية ما حدث قبل الرسالة السادسة
    التعديل الأخير تم بواسطة العيلامي ; 13/November/2024 الساعة 4:20 pm

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال