ماهي أقدم الطيور ؟
أقدم الطيور في العالم
بأمكانك اليوم أن ترى أول طيور الدنيا أو أقدم الطيور في العالم ! لأخذتك الدهشة حقا ، ذلك أن أول طير في العالم كان كائنا طويلا نحيفة له منقار مملوء بالأسنان ، وكان عموده الفقري يمتد للخلف كأنه ذیل عظاءة ( سحلية ) . ولكن لم يكن له جناحان كما لم يكن له ريش حقيقي .
وكان بعض الريش ينمو على جانبي الذيل الطويل الكثير الفقرات ، بدلا من أن يخرج متجمعة من مؤخر الجسم كما في طيور اليوم .

الطائر البدائي
ويعتقد العلماء أن هذا الكائن قد ظهر في العصر الجوراسي . وكان ذلك منذ حوالي مائة وثلاثين مليون سنة ، عندما كان عدد كبير من الديناصوره و الزواحف » الضخمة الطائرة لا تزال حية . ويطلق العلماء على هذا الطائر الأول « الطائر البدائي » .
حفريات الطيور القديمة
ولقد اختفى أقدم الطيور – هذا قبل أن يوجد أي إنسان على الأرض بوقت طویل – والدليل على أن هذا الطائر كان موجود ، ما عثر عليه أندريس فاجنر سنة 1861 في ألمانيا ، إذ عثر على عظام حفرية وريش مدفون في صخر من الإردواز . ولم تسبق له رؤية شيء من هذا القبيل ، ولكن العلماء يستطيعون بدراسة أنواع الصخور التي يعثر فيها على تلك الكائنات تحديد العصر الذي عاشت فيه .

فانهمك العلماء في دراسة الكائن وعن ما اكتشفه و فاجنر واهتدوا إلى فكرة طيبة عن الوقت الذي كان يعيش فيه ذلك شكله المرجح ، ويحتفظ المتحف البريطاني ببقايا تلك العظام وذلك الريش ، بالحالة التي كانت عليها عندما عثر عليها مدفونة في “الإردواز”.

وفي الوقت الذي كان يعيش فيه الطائر البدائي كانت الزواحف أكثر الحيوانات انتشارا في الدنيا . وكان كثير من تلك الوحوش ذات القوائم الأربع والحراشف تشبه التماسيح الأمريكية والسحالي في عصرنا الحالي . ولقد تميز ذلك العصر بكثرة تلك الكائنات ، فسمی عصر الزواحف . وقبل ذلك بضعة ملايين من السنين ، أخذت تظهر على بعض تلك الكائنات حراشف كانت تشبه بالريش لحد ما .
التحول الى الطيور
وبعد زمن طويل صارت الحراشف التي على الأرجل الأمامية أكثر رقة وأشبه بالريش . وكانت تلك هي الخطوة الأولى نحو نمو الأجنحة العادية . ثم مضت آلاف كثيرة من السنين ، وحدثت تغييرات أخرى ببطء زائدت في تلك المجموعة المعينة من الزواحف التي كانت في طريق التحول إلى طيور . وأخيرة تحولت أرجلها الأمامية إلى أجنحة أكبر وأجود ، وصارت عظامها جميعا أدق وأكثر امتلاء بالأكياس الهوائية .

أقدم الطيور
وبذا صارت أقل وزنا ومن ثم خف الحمل عليها عندما تطير في الهواء . وفي ذلك الوقت كان عدد كبير من تلك الكائنات يطير كثيرة وبذا ، صارت عظام أكتافها أقوى ، وتغير شكلها لكي يزيد تحكمها في الأجنحة .
نمو عضلات الطيور
وكانت هذه الكائنات تحتاج إلى عضلات أكبر لتطير ، ولكي تواصل الأجنحة الضرب في الهواء . ولهذا السبب ، نمت عظام الصدر وصارت أعمق وأكثر شبها بالزورق ، ليزداد التحام العضلات الجديدة قوة . واستطالت أرجلها الخلفية أيضا . وترتب على ذلك أن أجسامها ازدادت ارتفاعا في الهواء فسهلت عليها أولى مراحل الطيران ، وأخذت الأذيال الطويلة ذات الفقرات الكثيرة تقصر تدريجا وأخيرة لم يعد هناك سوى بضع عظام صغيرة ، صارت قاعدة جيدة لريش الذيل في طيور اليوم .

العادات الغذائية
وإلى جانب تلك التغيرات الكبيرة ، كانت هناك تغيرات بسيطة طريفة أيضا . فالزواحف مثلا -وهی أسلاف الطيور عادة كانت ذات عيون صغيرة وضعيفة ، وبالرغم من أن جماجمها كانت تتركب من عدد كبير من العظام المتماسكة بإحكام ، فإنها لم تتح مجالا” مسعا للأمخاخ، وكان ذلك إعدادا ناقصا لكائن يزداد خبرة في الحومان بحثا عن الغذاء ، وبذا صار الكائن الذي سيبرع في الطيران ضعیف الإمكانيات عندما يبحث عن غذائه من النباتات. وبتدرج نمو بطيء بدأت تنمو جماجم قوية وعيون أكبر وأشد حدة وبدأ بعدها الشبه بينها وبين الزواحف والحيوانات ذوات الأربع بالتباعد، و أخذت الطيور تأكل الحشرات والأغذية الأخرى الصغيرة الطرية . وبذا لم تعد لها حاجة إلى أسنان.

وبعد ذلك بسنوات تفوق الحصر أخذت معظم الزواحف في الاختفاء ولكن الزواحف التي تحولت إلى طيور ، استمر نموها وزادت قوتها . وصار بعضها كبيرة ، في حين صار بعضها الآخر صغيرة ، واتخذ ريشها ألوان مختلفة . واعتاد بعضها المعيشة قرب الماء ، وبعضها الآخر على اليابس وفوق الأشجار.

وفي الستين مليون سنة الأخيرة سادت الطيور والثدييات بقية ما على الأرض کائنات . وهذا هو السبب في أننا نعيش في عصر الطيور والثدييات.
نشأة الطيور
وأعتقد أن أصعب شيء في قصة نشأة الطيور هذه هو الوقت المفرط في الطول الذي استغرقته عملية التطور. وإن ما نعرفه عن حياتنا ، ليبدو أشبه بنقطة واحدة في آخر كتاب كبير الحجم . ولا ريب أن أحدة لا أن أحدا لا يستطيع أن يعيش طويلا ، بحيث يمكنه أن يلاحظ أقل تغير حدث. ولكن التغيرات حدثت على كل حال . وفي الواقع أن التغيرات ما زالت مستمرة ، ليس في الطيور فحسب ، ولكن في الثدييات والنباتات ، وكل كائن حي آخر كذلك.