مما يزيد الحياة صعوبة وجود الضمير الميت لدى بعض البشر الذين من حولنا، بدءًا من الخذلان وإنكار المعروف، التقلبات المزاجية العنيدة لدى هؤلاء الأشخاص، القلوب القاسية التي لا تحمل الرحمة والشفقة، الوجوه العابسة ذات التحريض على الخصومة حتى الفجور، التي لا تملك ملامح السماحة والبشاشة والمرح، زمن غلبت عليه المصالح والمطامع الدنيوية، وأصبح حب الذات والانغماس بالماديات الكريهة (هذا وإن وجدت) التي تؤدي بالشخص إلى التفريط بالقيم والاحترام وبالروحانيات الإنسانية الجميلة، سلوكيات من هؤلاء المعنيين والتعامل السيء والمهين مع أهاليهم وأنسابهم الكبار والصغار أو حتى مع من تقدم في العمر من أم أو أب أو عم أو خال، متمسكًا الواحد منهم بميوله وغروره وتكبره ونزواته المتدنية التي أبعدته سلوكيًا وتعاملاً حتى مع أقرب الناس إليه، راميًا خلف ظهره كل معروف وعلاقة طيبة قدمت له من صغره حتى كبره، وكأنه يتعامل مع ماركة من الملبوسات أو غيرها، انتفع بها أو قضى حاجته منها ورماها، وإن هذا الإنسان المراهق والمنحرف سلوكيًا لا نحتاج غالبًا إلى طبيب يشخصه، وإنما من الواقع الذي نعايشه، يحتاج ذلك الشخص السيء والمتغطرس جهالة، إلى مجتمع يقيّم أفعاله المشينة والمشبوهة ويكشفه على حقيقته، حتى يرتدع ويعرفه بقيمته، ويكون كل من حوله على اطلاع على تصرفاته وأفعاله البغيضة.
إنه من الأمل والتفاؤل في هذه الحياة ومن أجل البقاء بمحبة ووئام، الحذر ثم الحذر من هؤلاء الأشخاص النكرات السيئين الذين يتفننون في زرع الفتنة والبغضاء وهدم كل بناء فيه الحسن والجمال، يجب أن نتحلى بالصفات الأخرى التي يتميز بها العقلاء من البشر، التعاون وعدم إضاعة الوقت والجهد في الجدل والنقاشات العقيمة مع هؤلاء، سلوكياتنا وتصرفاتنا يجب أن تكون سليمة، فالتشابه في الرأي من شأنه أن يقرّب وجهات النظر، ولا نسمح لأي شخص وبأي شكل من الأشكال، أن يندس بيننا، وأن يفرق ويؤدي بنا إلى خصام همجي لا تحمد عقباه، بين الإخوة والأخوات والأصدقاء وحتى مع بقية الناس، وكما هو معروف إن التشابه في الآراء والأفكار مطلب حتمي في استمرار الحياة وتعزيز العلاقات مع الآخرين بانسجام وراحة وقبول يرضي الجميع، وإن من المعروف كذلك والطبيعي أنه يوجد من الخصائص الطيبة المشتركة بين الناس، وإن علاقة التشابه الودية والحميمة، تساعد وتؤثر إيجابًا، وعلى الحصول على نتائج أفضل، في الدين والثقافة والعلاقات الاجتماعية والإنسانية وغيرها، وهي من المعايير التي هي في الأساس تسير في الاتجاه الصحيح، متوافقة وصالحة للنقاش والحوار الفاعل والبناء في أي وقت ومكان.
قول وفعل جميل وابتسامة صادقة واحترام متبادل، يبعدونك عن الشجار والمشاحنات والقلق والندم ومن كل سوء وشر، وإن التأني وعدم التوتر وعدم الانفعال عناصر مهمة تجعلك تفهم الآخرين وتفهمهم لك، ويكون الأمر بسيطًا وسهلًا حتى يوصلكم جميعًا إلى راحة ومودة.
إن علاقتنا مع الآخرين وهو من باب التأكيد، يجب أن تكون حسنة وقريبة من وجهات النظر والآراء، يجب أن نشارك الناس اهتمامهم في الحياة، وأن نعطيهم الثقة والتقدير والاحترام، وأن يكون تعاملنا مع أي أمر مطروح للنقاش والحوار برؤية ومطلب واضحين، وتقديم وجهات النظر منسجمة مع الوضع وبطريقة راقية بعيدة عن التشويش والانفعال، مما يجعل الآخرين يشعرون بالراحة والاطمئنان، حتى الوصول للتشابه والتوافق السليم والمنشود، والذي يعود بالنفع على الجميع ويجعل السعادة والسرور في الأنفس والقلوب توصل أصحابها إلى بر الأمان.