أول قمر صناعي خشبي في العالم من ابتكار علماء من جامعة كيوتو اليابانية (الفرنسية)
وصل أول قمر صناعي خشبي في العالم، والذي سمي "لينجوسات" إلى محطة الفضاء الدولية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي على متن كبسولة شحن تابعة لشركة سبيس إكس، في قفزة جديدة يعتقد العلماء من جامعة كيوتو اليابانية أنها ستؤثر في مستقبل هذا النطاق، لأجل حماية الغلاف الجوي للأرض من الكثير من الأخطار.
ولينجوسات هو مكعب خشبي من الخارج بطول ضلع يساوي 10 سنتيمترات، وبداخله توجد إلكترونيات لتسجيل علامات الإجهاد التي يتعرض لها الجسم الخشبي للقمر الصناعي بسبب التغيرات الشديدة في درجات الحرارة.
وسيقوم الباحثون بتتبع وقياس درجة حرارة وإجهاد الهيكل الخشبي، ويفحصون كيف يمكن أن يتغير في بيئة الفراغ في الفضاء، كما ستقوم المستشعرات بالداخل بدراسة نسب الأكسجين والإشعاع الذري.
ويأمل الباحثون أن ينجح القمر الصناعي الخشبي في أداء مهامه، الأمر الذي سيفتح الباب لتغيير مستقبلي محتمل في هذا النطاق، حيث إن الخشب أكثر استدامة وأقل تلويثًا للبيئة من الأقمار الصناعية التقليدية التي تصنع من المعادن وبشكل خاص الألمنيوم.
قمر لينجوسات الياباني الخشبي (الفرنسية)
أكاسيد الألمنيوم السامة
وعندما تحترق هذه الأقمار الصناعية في الغلاف الجوي للأرض في نهاية حياتها، فإنها تولد أكاسيد الألمنيوم، والتي يمكن أن تغير التوازن الحراري للكوكب.
يأتي ذلك في سياق ارتفاع هائل لأعداد الأقمار الصناعية المنطلقة إلى الفضاء عاما بعد عام، سواء لأغراض خاصة بعدد من الدول، مثل الاستخدامات العسكرية أو الاتصالات أو أغراض مراقبة الأرض، إلى جانب شركات الإنترنت مثل ستارلينك.
ومن بين 8100 قمر صناعي في مدار أرضي منخفض، هناك 6 آلاف منها هي أقمار "ستارلينك" الصناعية التي أُطلقت في السنوات القليلة الماضية، حيث يؤدي الطلب العالمي على تغطية الإنترنت إلى زيادة سريعة في إطلاق أسراب من تلك الأقمار الصغيرة.
وقد حصلت الشركة على إذن لإطلاق 12 ألف قمر صناعي آخر، كما أن أمازون وشركات أخرى تخطط لإنشاء مجموعات تتراوح بين 3 آلاف و13 ألف قمر صناعي بحسب الدراسة التي أعدها باحثون من قسم هندسة الملاحة الفضائية بجامعة جنوب كاليفورنيا.
يبلغ عمر أقمار الإنترنت الفضائية التي توجد في مدار أرضي منخفض نحو 5 سنوات، ويخلّف احتراق تلك الأقمار أكاسيد الألمنيوم التي تثير تفاعلات كيميائية تدمّر الأوزون في طبقة "الستراتوسفير"، والتي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، بحسب دراسة نشرت بدورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز".