كابوس الإصابات.. الركن المظلم في كرة القدم
كسر مضاعف ونهاية موسم.. ضربة مروّعة للتونسي معز حسن.
غياب مؤثر
تعرّض حارس مرمى النادي الأفريقي التونسي معز حسن لإصابة مروّعة خلال مباراة فريقه أمام الاتحاد المنستيري لحساب الجولة السابعة من الدوري التونسي للمحترفين. وشهدت الدقائق الأخيرة من اللقاء لحظة مروّعة جدا عندما اصطدم اللاعب الأوغندي للأفريقي سيماكولا بزميله معز حسن حارس المرمى، يبقى مشهدا عالقا في الأذهان.
تونس - أكد الفرنسي دافيد بيتوني، المدير الفني للأفريقي التونسي، انتهاء الموسم بالنسبة إلى معز حسن حارس مرمى الفريق. وأكد بيتوني في تصريحات خلال المؤتمر الصحفي بعد نهاية المباراة أمام الاتحاد المنستيري عدم لحاق معز حسن بباقي مباريات فريقه خلال الموسم الحالي بسبب الإصابة. وأثبتت الفحوصات التي خضع لها اللاعب عقب نقله بشكل عاجل إلى أحد المستشفيات، إصابته بكسر في الساق. وخضع معز حسن لعملية جراحية عاجلة.
تتصدر إصابة الكسور المزدوجة والرباط الصليبي أبرز المشكلات التي تواجه الرياضيين في كافة ملاعب العالم، خاصة أن لاعبي كرة القدم أكثر عرضة لتلف العظام والعضلات بسبب الطبيعة الجسدية للعبة. وفي أغلب الأحيان، يتعرض لاعب كرة القدم لإصابة عضلية قد تستغرق أسابيع، وليس أشهرا، للشفاء التام، ولكن في بعض الأحيان قد يكون اللاعب سيئ الحظ بما يكفي لإحداث أضرار جسيمة وطويلة الأمد لنفسه.
وعندما يتعلق الأمر بالإصابات الخطيرة، هناك إصابة واحدة على وجه الخصوص يتمنى أي لاعب كرة قدم في أي مستوى تجنبها أثناء أيام لعبه؛ وهي إصابة الرباط الصليبي الأمامي في ركبتيه. وفقا للعديد من أهل الاختصاص والأطباء والمختصين في علوم الرياضة قد يكون التعافي من إصابة الرباط الصليبي الأمامي أمرا صعبا لأنها غالبا ما تنطوي على عجز متبق ومتعدد مثل ضمور العضلة رباعية الرؤوس، وتغيرات في أنماط الحركة، والتعويض على طول بقية الجسم.
وعلاوة على ذلك، تظهر البحوث أن علاج الرباط الصليبي الأمامي قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهرا إلى عامين حتى يندمج بالكامل في الجسم، ويستمر عدم تناسق الساق من جانب إلى جانب (مؤشر رئيسي على خطر الإصابة) لمدة عامين في المتوسط بعد الإصابة.
التأثيرات النفسية
◙ التأثيرات النفسية تطرح تحدياتها الخاصة حيث أن الخوف من الحركة/إعادة الإصابة
تطرح التأثيرات النفسية تحدياتها الخاصة حيث أن الخوف من الحركة/إعادة الإصابة (رهاب الحركة) هو أحد آخر الأشياء التي تهدأ، وهو ما يتحدث بشكل مباشر عن التأثير النفسي للإصابة. في الأيام الخوالي، كان الضرر الكبير في الرباط الصليبي الأمامي يعني في الكثير من الأحيان نهاية مسيرة اللاعب. ولكن (لحسن الحظ) بفضل التقدم المحرز في العلوم الطبية أصبح العديد من لاعبي كرة القدم اليوم قادرين على التعافي بنجاح في الوقت المناسب.
إن أحدث صفقات ليفربول، فيديريكو كييزا، هو دليل على ذلك. فبعد اختياره ضمن فريق بطولة يورو 2020 على خلفية العديد من العروض الرائعة للفريق الإيطالي الفائز، تعرض لإصابة في الرباط الصليبي الأمامي في أوائل يناير 2022، ما أبعده عن الملاعب لمدة عشرة أشهر. وهنالك لاعبون آخرون من الطراز العالمي عادوا أفضل من أي وقت مضى بعد معاناتهم من إصابة الرباط الصليبي المروعة، ما أسعد مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم.
وتتميز كرة القدم بلوحات واستعراض ومهارات خارقة يتفاعل معها عشاقها وتزيدهم تعلقا بها وبنجومها، لكن المتعة قد تتحوّل أحيانا إلى مأساة بسبب الإصابات الخطيرة التي لا تخلو منها مباريات الرياضة الشعبية الأولى في العالم. الحماس الزائد في بعض مباريات كرة القدم يرفع درجة الإثارة إلى مستويات عالية تؤدي أحيانا إلى عواقب وخيمة، وأبرزها الإصابات التي قد يكون بعضها في منتهى الخطورة. ويغيب اللاعبون في بعض الحالات 6 أشهر أو أكثر بسبب الإصابات المختلفة، وبعضهم قد ينتهي مشواره في سن مبكرة بسبب لحظة مؤلمة تقشعر لها الأبدان. وهنالك العديد من الإصابات الخطيرة التي بقيت عالقة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة.
ورغم مرور سنوات عديدة، لا تزال صور إصابة البرازيلي إدواردو دا سيلفا تثير الاشمئزاز. وكان مهاجم أرسنال السابق ضحية تدخل عنيف جدا من المدافع مارتن تايلور في مباراة بالدوري الإنجليزي ضد برمنغهام موسم 2007 – 2008، وهو ما تسبب في كسر عظم شظية ساقه اليسرى. أجبرت الإصابة دا سيلفا على الغياب عن الملاعب 10 أشهر. وقال حينها “كانت الإصابة سيئة للغاية إلى درجة أنني أوشكت أن أفقد ساقي”. وقد استمرت مسيرته لاحقا مع أندية شاختار دونيتسك وفلامينغو وأتلتيكو باراننسي وليخيا دي فارسوفيا.
إصابات أخرى
◙ بيتوني أكد عدم لحاق معز حسن بباقي مباريات فريقه خلال الموسم الحالي بسبب الإصابة
وخلال سنتين تعرض الفرنسي جبريل سيسي لإصابتين مروّعتين. حدثت الأولى عام 2004، في مباراة جمعت ليفربول وبلاكبيرن روفرز، حيث تسبب تدخل قوي من جاي ماكيفيلي بكسر في قصبة ساقه اليسرى. وعام 2006 تعرض اللاعب في مباراة ضد منتخب الصين لإصابة خطيرة أخرى، إثر تدخل من المنافس جينغ جي، هي كسر في الساق وكسر في الشظية. رغم ذلك، رفض سيسي الاستسلام وواصل تسجيل الأهداف في مارسيليا وسندرلاند وباناثينايكوس ولاتسيو وكوينز بارك رينجرز وكراسنودار وباستيا، وغيرها من الأندية.
كذلك تعرض هذا النجم، وهو والد إرلينغ هالاند لاعب بوروسيا دورتموند الحالي، لإصابة خطيرة بعد تدخل من الإيرلندي روي كين في مباراة مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد خلال موسم 2000 – 2001. واعترف كين لاحقا بأنه تعمّد إيذاء هالاند الذي أُصيب بتمزق في أربطة الركبة اليسرى. لسوء الحظ، فشل اللاعب النرويجي في التعافي بعد 4 عمليات جراحية، وانتهى به الأمر إلى الاعتزال في سن الـ31.
رغم أن الكثير من اللاعبين الذين تعرضوا لأخطر الإصابات في المستطيل الأخضر تمكنوا من مواصلة اللعب، إلا أن العواقب النفسية استمرت فترة طويلة بعد تعافيهم. وفي سياق آخر تتالت بلاغات الأندية التونسية، مساء السبت 2 نوفمبر 2024، التي تقدمت من خلالها بتمنياتها بالشفاء العاجل لحارس مرمى النادي الأفريقي معز حسن. وإلى جانب الترجي الرياضي، أصدرت الهيئات المديرة لكلّ من الملعب التونسي والاتحاد المنستيري واتحاد بن ڤردان واتّحاد تطاوين بيانات عبّرت من خلالها عن تمنياتها بالشفاء العاجل لحارس مرمى النادي الأفريقي معز حسن.