فانهما قبل التربية كطائر فرار بلا نهاية يطير من غصن الى غصن و يتحرك من شي الى شي اخر بحيث ان الانسان اذا حاسبها دقيقة واحده يرى انها انتقلت مسلسله الى اشياء بمناسبات ضعيفة جدا و ارتباطات غير متناسبه حتى ظن كثير من العلماء ان حفظ طائر الخيال وجعله طائعا من الامور الخارجه عن الامكان
التعديل الأخير تم بواسطة برزخ ; 7/November/2024 الساعة 3:08 am
و الطريق العمده لهذا التطويع هو العمل على الخلاف و طريقته ان الانسان حينما يريد ان يصل يهئ نفسه بان يحفظ خياله و يحبسه في العمل و بمجرد ان الخيال يريد ان يفر من الانسان يسترجعه فورا و يلتفت الى حاله في جميع حركات الصلاة و سكناتها و اذكارها و اعمالها و يفتش عن حاله و لايدعه بحاله وهذا في اول الامر يبدوا صعبا ولكنه بعدما عمل فيه مده بدقة وعلاج يصير طائعا وحتما يرتاض على الاطاعه
فأنت لا تتوقع ان تتمكن في اول الامر من حفظ طائر الخيال في جميع الصلاة فان هذا امر غير ممكن و محال البته و لعل الذين ادعوا استحالة هذا الامر كانوا يتوقعون ذلك و لكن الامر لابد ان يكون بكامل التدرج و التاني و الصبر و التامل فيمكن ان يحبس الخيال في اول الامر في عشر من الصلاة و يحصل حضور القلب في عشر منها و بالتدريج اذا كان الانسان بصدده و يرى نفسه محتاجا اليه فيصل الى نتيجة اكثر
و شيئا فشيئا يتغلب على شيطان الوهم و طائر الخيال بحيث يكون في اكثر حال الصلاة زمام الاختيار بيده و لابد من الانسان الا يياس فان الياس هو المنبع للوهن و الضعف و نور الرجاء في القلب يوصل الانسان الى كمال سعادته
ولكن العمدة في هذا الباب هو حس الاحتياج الذي هو فينا قليل و ان قلوبنا لم تومن بان راس المال في سعادة العالم الاخر و وسيلة العيش في الايام الغير متناهية هو الصلاة . نحن نحسب ان الصلاة امر مفروض علينا و نراها تكلفا و تحملا
إن حب الشئ يحصل من إدراك نتائجه نحن نحب الدنيا و ادركنا نتيجتها و امنت قلوبنا بها ولهذا لا نحتاج في اكتساب الدنيا الى الدعوة و الوعظ و الاتعاظ
و إن الذين يظنون ان لدعوة الخاتم النبي و الرسول الهاشمي صلى الله عليه و آله جهتين دنيوية و اخروية و يحسبون ان هذا فخر لصاحب الشريعه و كمالا لنبوته فهولاء ليس عندهم معرفة عن الدين وهم عن مقصد النبوة و دعوتها غافلون
ان الدعوة الى الدنيا خارجه عن مقصد الانبياء العظام بالكلية و يكفي في الدعوة الى الدنيا حس الشهوة و الغضب و الشيطان الباطن و الظاهر و لا تحتاج الى بعث الرسل