فلا بد لك من الجد التام في طلبها و لا تتضايق في السعي اليها ومن تحمل المشاق في سبيلها مع ان ليس فيها مشقه بل انك اذا واظبت عليها مدة يسيرة وحصل لقلبك الانس لتجدن في هذا العالم من المناجاة مع الحق الله تعالى لذات لا يقاس بها لذات من لذات هذا العالم كما يظهر ذلك من السير في احوال اهل المناجاة مع الله تبارك وتعالى جل و علا
و بالجملة فخلاصة ما ذكرنا هنا اذا علم الانسان بالبرهان و ببيان الانبياء عليهم السلام عظمة الله و جماله و جلاله فلا بد ان يذكر القلب بها حتى يدخل الخشوع شيئا فشيئا في القلب بواسطة التذكر و التوجه القلبي و المداومة على ذكر عظمة الله جل جلاله حتى تحصل النتيجة المطلوبة
الامام الخميني قدس الله سرك
في بيان الطمأنينة
من الآداب المهمة القلبية للعبادات - وخصوصا العبادات الذكرية - الطمأنينة .
وهذه غير الطمأنينة التي اعتبرها الفقهاء رضوان الله عليهم في خصوص الصلاة .
فهذه عبارة عن ان السالك ياتي بالعبادة مع سكون القلب و اطمئنان الخاطر
لان العبادة اذا اتى بها في حال اضطراب القلب و تزلزله فالقلب لا ينفعل بهذه العبادة ولا يحصل اثر هذه العبادة في ملكوت القلب و لا تصير حقيقة العبادة صورة باطنية للقلب
و الحال إن من احدى جهات تكرار العبادات و تكثير الاذكار و الاوراد ان يتاثر القلب منها و ينفعل حتى يتشكل باطن السالك شيئا فشيئا من حقيقة الذكر و العبادة
و يتحد قلبه بروح العبادة
و طالما لم يكن للقلب اطمئنان و سكون ووقار لم يكن للاذكار و النسك فيه تاثير ولا يسري اثر العبادة في ظاهر البدن و ملكه الى ملكوته و باطنه و لا يؤدي الى القلب حظوظه من العباده
وهذه من الامور الواضحه التي لا تحتاج الى بيان و يعلم بادني تامل واذا كانت العبادة بهذه الكيفية بحيث لا يشعر القلب بها اصلا و لا يظهر منها اثر في الباطن لا يتحفظ بها في سائر العوالم و لا تصعد من نشأة الملك الى نشأة الملكوت ومن الممكن ان تمحى صورتها كليا عن صفحة القلب ( و نعوذ بالله ) عند شدائد مرض الموت و سكراته المهيبة و الاهوال و المصائب التي تكون بعد الموت فيقدم الانسان على الله وهو صفر اليدين
