فيلزم للسالك ان يدخل نفسه في سلك المومنين بعد سلوكه العلمي و يوصل الى قلبه عظمة الحق وجلاله و بهاءه وجماله جلت عظمته لكي يخشع
فيلزم للسالك ان يدخل نفسه في سلك المومنين بعد سلوكه العلمي و يوصل الى قلبه عظمة الحق وجلاله و بهاءه وجماله جلت عظمته لكي يخشع
و الا فمجرد العلم لا يوجب خشوع كما ترونه في انفسكم فانكم مع كونكم معتقدين بالمبدا و المعاد ومع اعتقادكم بعظمة الله و جلاله ليست قلوبكم بخاشعه
واما قوله تعالى : (( ألم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق )) فلعل المراد منه هو الايمان الصوري اي الايمان بما جاء به النبي صلى الله عليه و اله و الا فالايمان الحقيقي يلازم مرتبة من الخشوع لا محالة او ان المراد من الخشوع في هذه الايه هو الخشوع بمراتبه الكاملة . كما ان العالم ربما يطلق على من وصل من حد العلم الى حد الايمان و يحتمل ان تكون الاية الشريفة (( انما يخشى الله من عباده العلماء )) إشارة إلى هؤلاء
و قد اطلق العلم و الايمان و الاسلام في الكتاب و السنة على المراتب المختلفة منها و بينها خارج عن وظيفة هذه الاوراق ، و بالجملة على السالك الى طريق الاخره وخصوصا على السالك بالخطوة المعراجية الصلاتيه ان يحصل الخشوع بنور العلم و الايمان وان يمكن هذه الرقيقه الالهية و هذه البارقه الرحمانيه في قلبه بمقدار ما يمكنه فلعله يحتفظ بهذه الحاله في جميع الصلوات من اولها الى اخرها
و حالة التمكن و الاستقرار وان كانت لا تخلو في اول الامر من صعوبة و اشكال لامثالنا ولكنها مع الممارسة و الارتياض القلبي ممكنه جدا
عزيزي ان تحصيل الكمال و زاد الاخرة يستدعي طلبا و جدا وكلما كان المطلوب أعظم فهو احرى بالجد
ومن الواضح ان معراج القرب من الحضرة الالوهيه ومقام جوار رب العزه لا يتيسر مع هذه الرخوة و الفتور و التسامح فيلزمك القيام الرجولي حتى تصل الى المطلوب
و طالما انك تؤمن بالاخرة و تعلم بان النشأة الاخره لا يمكن ان تقاس بهذه النشأه من حيث السعاده و الكمال و لا في جانب الشقاوة و الوبال
لان تلك النشأة عالم أبدي دائم لا فناء فيه العزه و النعيم و الراحة الابدية لا يوجد لها شبيه في هذا العالم وكذلك الامر في جانب الشقاوةغان عذابها و نقمتها وو بالها لا يوجد لها شبيه في هذا العالم
و تعلم ان طريق الوصول الى السعادة هو إطاعة رب العزه و ليس في العبادات ما يضاهي هذه الصلاة فانها معجون جامع إلهي يتكفل بسعادة البشر ( و ان قبلت قبلت جميع الاعمال )