إن إدارة الشهوة و الغضب لا تحتاج الى القرآن و النبي وانما الانبياء بعثوا لينهوا الناس عن التوجه الى الدنيا و انهم ليقيدون اطلاق الشهوه و الغضب و يحددون موارد المنافع و الغافل يظن انهم يدعون الى الدنيا
إن إدارة الشهوة و الغضب لا تحتاج الى القرآن و النبي وانما الانبياء بعثوا لينهوا الناس عن التوجه الى الدنيا و انهم ليقيدون اطلاق الشهوه و الغضب و يحددون موارد المنافع و الغافل يظن انهم يدعون الى الدنيا
ان الانبياء يقولون ان المال لا يجوز تحصيله كيفما كان و نار الشهوة لا يجوز إطفائها بأي نحو بل لابد من إطفائها عن طريق النكاح و هكذا تحصيل المال فلا بد ان يكون عن طريق التجارة و الصناعة و الزراعة
مع ان في أصل الشهوة و الغضب إطلاقا ، فالانبياء يصدون طريق إطلاقهم لا إنهم يدعون الى الدنيا ، فروح الدعوة الى التجارة هو التقييد و النهي عن الامل بالباطل ، و روح الدعوة الى النكاح هي تحديد الطبيعة و النهي عن الفجور و عن إطلاق قوة الشهوة
نعم إنهم عليهم السلام ليسوا مخالفين على الاطلاق فان المخالفة على الاطلاق مخالفة للنظام الاتم
و بالجملة نحن لما أحسسنا الاحتياج الى الدنيا و جدناها راس مال الحياة و منبعا للذات نتوجه اليها و نسعى في تحصيلها فاذا آمنا بالحياة الاخرة و أحسسنا انا محتاجون الى العيش هناك و العبادات كلها و الصلاة على الخصوص راس مال العيش في ذلك العالم و منبع لسعادات تلك النشأة
في الاشارة الى ان حب الدنيا منشأ لتشتت الخيال ومانع من حضور القلب وفي بيان علاجه بالمقدار الميسور
فليعلم ان القلب بحسب فطرته و جبلته اذا تعلق بشى واحبه يكون ذاك المحبوب قبلة لتوجهه وان شغله امر ومنعه من التفكر في حال المحبوب و جمال المطلوب فبمجرد ان يخف الاشتغال و يرتفع ذلك المانع يطير القلب شطر محبوبه و يتعلق به
فاهل المعارف و ارباب الجذبة الالهية اذا كانت قلوبهم قويه وصاروا متمكنين في الجذبة و الحب فيشاهدون في كل مرآه جمال المحبوب وفي كل موجود كمال المطلوب و يقولون (( ما رأيت شيئا الا و رأيت الله فيه و معه ))
وان سيدهم ان قال : (( ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم سبعين مره ))
انما ذلك لاجل ان مشاهدة جمال المحبوب في المرآه خصوصا المرائي الكدره كمرآه ابي جهل هي بنفسها موجبة للكدوره في قلوب الكمل واذا كانت قلوبهم غير قوية و يكون الاشتغال بالكثرات مانعا عن الحضور فبمجرد ان يخف الاشتغال تطير قلوبهم الى مقام القدس و تتعلق بجمال الجميل