أيَّتها الأصابع التي لا تعرف الاستقرار، مثل بلاد أدمنتْ الحروبخذيني من أذني، طفلاً مذنباً، كي أصغي إلى لمسات الحضور
سرِّحي شعر صدري المعمّم بالبياض، جدّليه إن شئتِ أغنيةً
صافحيْني لعلّي أتعرّف إلى أبعاد المسافات
كيف لي أن أمنعَ أصابعك من العزف على أوتار غيابي؟
وبلادنا يا حبيبة، لا أستطيعُ لفظ اسمها، كلُّ ما فيها ممنوع:
عشقها سرّ،
حكامها سرّ
انتصاراتها، وهزائمها سرّ كذلك
يا أصابعها التي تملأ ساحة الرؤية في أفقي:
كيف لي، بعد اليوم، أن أعيش دون أن تعزفي على لوحة المفاتيح اسمي؟
وقد قيّدكِ، بعد اليوم، "بشتون" النصر بأسوار من الممنوع
خيّطي أيامي بالرماد، كي أقابل الملائكة بطعم لمسات أصابعك
غيبي كأنك نصرٌ مؤجل
غيبي كأنك هزيمةٌ لا تفارق أيامي
وغيبيْ، غيبيْ كأنك لم تكوني
يا أصابعها التي أُرْضِعَت فنّ التخلي
حليبَ الفرح الهارب مني
صافحيْ المحتفلين في ساحة المعركة، قرب جبال كابول المكسوة بثلج الانتظار
قَدَري أن تبقيْ مثل شعر "اللانداي" غائبة وسرية
وأنا سؤال مفتوح على كل الجهات:
إنْ لم تستطيعيْ أن تحبّيني،
لماذا صافحتْ أصابعُك أحلامي المؤجَّلة؟
ولماذا أيقظتِ قلبي النائم؟
وتركته يهيمُ في سراب الغياب؟
من الأدب الأفغاني