.....مظاهر مزيفة......

ومن منّا أصبح خاليًا من الخيبة أو من الوجع؟!
جميعنا معرضون للحزن وأوجاعِه، أغلبنا أصبح مثل أرضٍ استُعمِرت من قِبل مُحتل، في الظاهر يبدو محبًا وهو في حقيقة الأمر شخص يتلاعب بكلماته التي تعاكس كل أفعاله..
من المُخجل أنه شخصية ماكرة لا أكثر، تقول ما لا تفعل!

مثل طبيب يداوي أوجاع الناس، ناجح بجدارة في مهنته كطبيب ولكنه كإنسان عادي فاشل، لسانٌ سليط، كلماته جارحة، سهام مسمومة يصيب بها قلوب الأخرين، وهكذا هم البعض..

كلمات وأفعال مزيفة، كلمات مهذبة كاذبة.

شهاداتهم الدراسية لا تعني شيئًا، التربية تأتي قبل التعليم، ثقافتهم وتعدد لغاتهم لا تعني أنهم أشخاص راقون ومهذبون،
الأفعال والكلمات هي من تدل على رقي الإنسان منا، هي من تصنع الفارق في أخلاقنا.

أخبروني؛ من يصنع البشر؟
ما الذي يميزهم عن غيرهم، أخلاقهم أو شهادات تفوقهم؟!
الأخلاق هي الشهادة العليا التي لا يصل إليها إلا القليل، أما المزيفون فهم لايفعلون

مثل هؤلاء المنافقين هم من يأخذون منا الكثير، من راحتنا ومن اهتماماتنا وأوقاتنا، وحتى من أحلامنا، هم وحدهم من يخيبون آمالنا، يخرصون أفواهنا، ويلغون أصوتنا وكلماتنا، وحتى ابتساماتنا..

وعن عمري أنا فقد فقدت أجمله وأنا أظن بأن الأجمل لم يأتِ بعد، لن يكون إلا مع أشخاص معنيين، لن يكون إلا معهم وبقربهم، ومن هنأ بدأت أخسر، هزمت بلا توقف مِراراً وتكرارًا، الرجوع إلى الوراء لتجنب كل خساراتي كان أمرًا مستحيلًا

فهل بإمكان الثوب الجميل أن يعود لسابق عهده قبل أن تأكله النيران؟
هل بإمكان قلوبنا أن تعود كما كانت في السابق قبل أن نلتقيهم؟

سؤال وإجابة، حقيقة وتضليل
بياض وسواد، جمال وقبح، متاهة عظيمة فقدنا فيها المصداقية، نساء ورجال قليل منهم من مسك وياقوت، والمعظم من شوك وصبار . .

تعددت الأقنعة ولكل قناع مهمة!

كم هو مؤلم أن تصرخ بصمت، أن تكتشف بأنهم سراب يحسبه الظمآن ماء، مؤلم أن تتظاهر بالنسيان وبالغباء لتعيش في هذه الحياة، والأصعب من ذلك أن تتذكر أدق التفاصيل لحدث كنت فيه مثل الطاووس تغطيه كل الألوان، ثم تحولت لخفاش يعيش في السواد، بلون الظلام.

إلى الممثلين الذين يتقنون إقتباس الأدوار بدقة،إلى الثعالب الماكرة، لأرواحهم الفارغة من الشعور بتأنيب الضمير، أقول لهم:
لكم الأرض بما رحبت، خذوا منها ما استطعتم أخذه، فأنتم لن تحصدوا منها إلا أشواككم، خسرتم أرواحًا لن تعوض ولن تتكرر..

وأما عن الصفح والمغفرة لا تسألوني فيهما، فشهادتي بهما معلقة حتى إشعار أخر!



منقول