حملة استرجع اسمها
هل كنت تتخيل أن هناك كاتبات تخفين وراء أسماء ذكورية؟ هذا حقيقى. غالبًا ما يتم الإعلان عن الكاتبة «مارى آن إيفانز» من العصر الفيكتورى، باعتبارها القوة الأدبية التى تقف وراء كتابة رواية «ميدل مارش»، المنشورة 1872، والتى يعتبرها بعض النقاد واحدة من أعظم الروايات فى تاريخ الأدب الإنجليزى.
وطوال معظم حياتها، وحتى اليوم، اشتهرت إيفانز، باسم مستعار لرجل يدعى «جورج إليوت»، والذى تبنته لإخفاء جنسها فى وقت كانت فيه النساء مستبعدات من الدوائر الفكرية.
كاتبات يتخفين وراء «أسماء ذكورية»..
الآن، ظهرت حملة جديدة تهدف الى تغيير ذلك، رواية إيفانز الشهيرة هى واحدة من 25 كتابًا. نُشرت فى الأصل لكاتبات، ولكن بأسماء مستعارة من الذكور، وسيُعاد نشرها تحت الأسماء الحقيقية لصاحباتها. من بين هؤلاء: المؤلفتان بأسماء «جورج صاند»، و«جورج إجيرتون»، وغيرهما.المشروع المسمى «استرجاع اسمها» تم الإعلان عنه خلال احتفال جائزة المرأة للرواية، والذى كان احتفالاً بالذكرى الخامسة والعشرين للجائزة، وفيه جاءت الكلمة الافتتاحية عاطفية بدرجة كبيرة لإحياء سيرة كاتبات اخترن طمس هويتهن الحقيقية طالما أن أفكارهن ستخرج وتصل إلى القارئ فى شتى بقاع الأرض. الغريب في الأمر ان القائمة خلت من أي اسم مصري، ما يدل على ان المراة المصرية، نالت حقوق المساواة، فيما كانت أوروبا تعيش عصور الظلام.
كتب مثل إنديانا و ميدل مارش من بين الكتب التي أعيد نشرها تحت الأسماء الحقيقية للمؤلفات. الصورة نقلا من بايليز عن جائزة المرأة للخيال
التاريخ شهد كاتبات توارين عن حقيقتهن
وعلى مر التاريخ، استخدمت العديد من الكاتبات الأسماء المستعارة للذكور. لنشر أعمالهن أو أخذها على محمل الجد. لهذا، تأتى تلك المبادرة بهدف «تكريم إنجازاتهن ومنحهن التقدير الذى يليق بهن».25 رواية سيتم تقديمها فى شكل كتب إلكترونية. كما يمكن تحميلها مجانًا من خلال شركة Baileys، الراعية للمبادرة. كما سيتم التبرع بمجموعات من الإصدارات المطبوعة، بجميع أنحاء المملكة المتحدة.
الكاتبة “ماري آن إيفانز” وعودة بريق اسمها فى 2020 باعادة نشر رواياتها مرة اخرى ونشرها فى كل دول العالم تكريما لها
كما أصبحت الهوية السرية لـ«إيفانز»، مصدر تكهنات واسعة النطاق فى إنجلترا الفيكتورية. بعد أن اكتسبت العديد من قصصها، التى نُشرت تحت الاسم المستعار لـ جورج إليوت شعبية كبيرة. حتى إن تشارلز ديكنز، صاحب الروايات العظيمة «الآمال الكبرى». و«أوليفر تويست»، كتب لها رسالة عبر فيها عن إعجابه وفضوله بما يقرؤه لها.
حملة استرجاع اسمها.. لتكريم كاتبات تخفين وراء اسماء ذكورية
اشتاقت «إيفانز» إلى الكتابة مرة أخرى والتعامل مع الأمر. وبدأت فى التعبير عن حزنها إلى ناشرها أن «القناع الذى ترتديه لتخفى هويتها يبدو مؤلمًا للغاية»، خاصة بعد مدح ديكنز. وفى العام التالى، بدأ الناس ينسبون عملها إلى أفراد مختلفين. وبدأ السر يتسرب من دائرتها الداخلية، مما دفع الكاتبة إلى الكشف عن هويتها على مضض.
ومن بين الروايات الأخرى التى تم اختيارها لمشروع «استرجاع اسمها». «مارى أوف ذا كابين كلوب» لآن بيترى، أول امرأة أمريكية من أصل إفريقى. تبيع أكثر من مليون نسخة من كتاب. تم نشره فى الأصل تحت اسم مستعار «أرنولد بيترى».
أمانتين أورور دوبين كتبت باسم مستعار لرجل عرف بلقب جورج ساند
ظهرت أيضًا أعمال «أمانتين أورور دوبين»، والتى اشتهرت باسم «جورج صاند»، والتى كانت واحدة من أكثر الكُتاب شهرة فى أوروبا فى القرن التاسع عشر، وبالتأكيد واحدة من أكثر الكُتاب جرأة، وكانت ترتدى ملابس الرجال، وتدخن التبغ فى الأماكن العامة. سيعيد المشروع نشر روايتها «إنديانا» التى تستكشف تعقيدات الزيجات والعلاقات.
مارى برايت
تضم قائمة المؤلفين أيضًا «مارى برايت»، المعروفة باسم جورج إجيرتون، كما تضم القائمة الكاتبة الإيرانية «فاطمة فاراهانى»، المعروفة فى القرن الـ19بشاهين فاراهانى، و«جوليا كونستانس فليتشر»، المعروفة باسم جورج فليمنج.
تمتد الروايات المختارة إلى الأنواع الأدبية، من الخيال العلمى إلى الرعب، ومؤلفوها متنوعون تمامًا، وينحدرون من دول مثل اليابان وإيران.
صفحة العنوان المصورة لـ ميدل مارش، لجورج إليوت في عدد 1871 من الكتاب. نقلا من المكتبة البريطانية
لويزا مارى ألكوت
كما زادت الكتابة بأسماء ذكورية فى القرن التاسع عشر. وعمد بعض الكُتاب الأكثر شهرة فى كل العصور إلى استخدام أسماء مستعارة. على أمل جذب جمهور أوسع دون وصمة عار قائمة على نوع الجنس. مثل لويزا مارى ألكوت، مؤلفة «Little Women».
حتى اليوم، تستمر بعض النساء فى الكتابة بأسماء مستعارة، خاصة فى الأنواع التى يهيمن عليها الذكور، مثل الخيال العلمى والجريمة. وتعد «ج. رولينج»، أحد الأمثلة الشهيرة، والتى نصحها ناشروها باستخدام الأحرف الأولى من اسمها الكامل، عند نشر أول كتاب لهارى بوتر على أساس أنه من الأفضل أن «يجذب الفتيان والفتيات». وقالت فى أحد الحوارات لها: «كانوا يحاولون فى الأساس إخفاء نوعى».
مبادرة استرجاع اسمها، يُظهر للنور كاتبات اخترن الكتابة باسماء مستعارة لعقود من الزمن