النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

اللغة الأم لغة اشتقاق - كيف سارت اللغة

الزوار من محركات البحث: 49 المشاهدات : 1507 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77

    اللغة الأم لغة اشتقاق - كيف سارت اللغة


    اللغة الأم لغة اشتقاق

    لا يخفى على الباحث في أصل اللغات الخلاف بين العلماء هل هي بتوقيف أو هي بالمواضعة والاجتهاد ؟ ولقد ذهب كل فريق من العلماء إلى رأيٍّ أيَّده بدلائل نقلية أو عقلية .والذي يظهر لي أن أصلها بتوقيف من الله ، ثم إنها يدخلها المواضعة بين البشر .
    أما التوقيف فدليله أن آدم أبا البشر كان في السماء يخاطب ربَّه ، ويخاطب ملائكته ، ويخاطب زوجه بكلام قد ألهمه الله إياه ، كما يشير إليه قوله تعالى : ( وعلَّم آدم الأسماء كلها ) ، إذ لا يمكن أن يكون ذلك إلا بأن يعبِّر عن هذه الأسماء بكلام يُفهم عنه ، وهذا الكلام المركَّب من حروف إنما أُلهمه في أول الأمر .
    وفي السنة النبوية ما يشير إلى هذا أيضًا ، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال : الحمد لله ، فحمد الله بإذن الله ، فقال له ربه : يرحمك ربك . يا آدم ، اذهب إلى أولئك الملائكة ـ إلى ملأ منهم جلوس ـ فسلِّم عليهم ، فقال : السلام عليكم فقالوا : وعليكم السلام ورحمة الله ، ثم رجع إلى ربه فقال : هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم ) رواه الترمذي وابن حبان وغيرهما بسند صحيح .
    فهذا يدل على الإلهام لأول الكلام ، إذ لا يعقل وجود حيين متقابلين بدون أن تكون بينهما لغة للتفاهم فيما بينهم ؛ أيًّا كانت هذه اللغة التي يتفاهمون بها .
    وإذا كان أصل اللغة إلهامًا فلا يعني هذا أن البشر لا يوَلِّدون كلامًا ، ويفتعلون مصطلحات ، بل الأمر كذلك من التوليد في اللغة التي يتكلمون بها .
    واللغة فيها ما يُولَد وفيها ما يموت وفيها ما يُبعث بعد موته أو تناسيه ، ولكل من هذه أسبابه التي يتسبب عنها .
    فاختلاف البيئة ـ مثلاً ـ سبب في نشوء بعض الأسماء ، فليس ما يُستخدم في بادية نجد كالذي يستخدم في حاضرتها ، ولا الذي يستخدم في بادية نجد وحاضرتها كالذي يستخدم في جنوب الجزيرة أو شمالها أو شرقها أوغربها ، فالبيئة لها أثر في إحداث الأسماء وتوليد بعض المعاني ، وصرف بعض الدلالات إلى معنى خاص بها عند القوم يخالفهم فيها غيرهم ، وهذا أمر ظاهر بالموازنة بين كلام القبائل ودلالاته .
    واندثار بعض الآلات التي كانت تُستخدم سبب في موت بعض الأسماء ، وهذا ما تشهده اليوم من موت أسماء كانت تُستعمل ، فتُركت بسبب ترك الناس لتلك الآلات التي كانوا يستخدمونها . وقد تموت في منطقة وتبقى في منطقة ، بل قد تموت في الجزيرة العربية وتبقى في شمالها . وكل هذا وغيره مما يحدث للغة إنما يقوم على التتبع والاستقراء للألفاظ التي يستخدمها الناس في كلامهم . أما اللغة الأم فكيف يمكن لها البقاء والاستمرار ؟
    وجواب هذا السؤال أن (لاشتقاق) هو أكبر عنصر في بقاء اللغة الأم التي تحدث بها أبونا آدم لما خلقه الله سبحانه ، ثم نزل بها إلى الأرض لما نزل ، وتكلم بها هو وبنوه من بعده .
    واللغة العربية التي نزل بها القرآن وهي حاضرة بين يدي عرب الجزيرة تشهد أنها متولدة عن هذه اللغة الأم ( لغة الاشتقاق ) فالأحرف الثماني والعشرين الأصلية ، وما عداها من الحروف الفرعية تشهد بثراء اللغة العربية من جهتين :
    ـ عدد الحروف الذي يتولد عنه عدد من المعاني لا تكاد تُحصر ، ففي العربية أحرف لا تكاد توجد في لغة من لغات العالم ؛ كالحاء ، الذال ، الصاد ، الضاد ، الطاء ، الظاء ، وانظر كم من الكلمات التي تتولد في دخول هذه الأحرف في تركيب الكلمة .
    ـ نماذج متكاثرة ومتناثرة من الصوتيات التي كان يؤديها العرب ؛ كإشمام الكسرة الضمةَ في مثل ( قِيل ، غِيض ) ، والإمالة في مثل ( والضحى ) ... الخ من الأمور الصوتية التي يطول الحديث عنها .
    ولا يبعد أن تكون هذه الصوتيات تولدة شيئًا فشيئًا حتى صارت إلى ما آلت إليه ، واندثر منها ما اندثر بفعل عوامل عديدة .
    ولأسوق لك مثالاً يتبين لك به ذلك :
    لو أخذت مادة ( ح ر م ) ، وقلَّبتها على الاشتقاق الأكبر ، لظهر لك منها ستُّ مواد : ( حرم ، حمر ، مرح ،محر ، رحم ، رمح ) وكل هذه المواد مستخدم في لغة العرب ، فلو رجعت إلى أي معجم من معاجم العرب الكبرى ؛ كلسان العرب لابن منظور ، لوجدت لكل مادة من هذه المواد اشتقاقًا أصغر ، فلو أخذت ( حرم ) لوجدت من الاشتقاق الأصغر لهذه المادة الشيء الكثير : ( حرَّم ، أحرم ، يحرم ، يحرِّم ، إحرام ، حرام ، حُرمة ، حرمات .... ) .
    وهنا تنبيهات :
    الأول : أن الباحثين اختلفوا هل أصل الكلمات ثنائي أو ثلاثي ، والخلاف لا يؤثر على الفكرة التي طرحتها لك ؛ لأن الأصل الثلاثي كثير جدًّا ، مما يجعل القول بأنه أصل في كثير من ألفاظ اللغة صحيح بلا ريب ، ووجود بعض الكلمات يكون أصلها ثنائي لا يعني ان كل ألفاظ اللغة كذلك .
    الثاني : أن بعض المواد أسعد من غيرها في كثرة الاشتقاق الأصغر ، فلو نظرت إلى ما اشتقه العرب من ( حرم ) لوجدته أكثر من اشتقاقاتهم لمادة ( محر ) .
    الثالث : أن تقليب الكلمة على الاشتقاق الأكبر يُظهر أن بعض المواد لم تستخدمه العرب ، وعدم استخدامها لا يلزم منه عدم وجوده في لغات سابقة لها ، ولها علاقة بها .
    الرابع : أن بعض المواد تُستخدم في منطقة أكثر من استخدامها في منطقة أخرى . وكل هذه الأمور تظهر بالاستقراء والموازنة .
    والمقصود أنَّ البحث التاريخي في اللغات يثبت ثراء العربية بأحرفها ، فهل هي امتداد لتلك ( اللغة الاشتقاقية الأم ) ؟
    لننظر المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في إثبات ذلك :
    ـ القرآن الكريم .
    ـ السنة النبوية .
    ـ تاريخ العرب وأشعارها .
    ـ تفسير السلف ومن جاء بعدهم من العلماء .
    ـ أسفار بني إسرائيل .
    ـ اللُّقى من أحافير وورق بردى وكتابات على جبال أو صخور أو غيرها .
    ـ الدراسات اللغوية المعاصرة الموازنة بين اللغات القديمة ، مع ما يشوب بعضها من جهل أو تحريف في بعض الأحيان ، وقد يكون تحريفًا مقصودًا يُظهِر خبث طوية صاحبه .
    والحق أن هذه الدراسات ـ على ما فيها ـ كانت من مفاتيح إثبات تلك اللغة الاشتقاقية من حيث لا يدري بعض من كتب في الموازنة بين تلك اللغات القديمة ، وسيظهر جانب منه في بعض ما سأذكره في هذا الموضوع من معلومات.
    ولست أريد في ذكر هذه المصادر أن أبيِّن مدى الاعتماد عليها ، وكيف عددناها مصدرًا ، وإنما مرادي التنبيه عليها هنا فحسب ، مع ملاحظة أن كثيرًا من دارسي اللغات القديمة لا يعتمدون على القرآن والسنة وأخبار العرب ( ومنها آثار السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم ) ، بل لا يرجعون إليها البتة ؛ لأن كثيرًا من دارسي هذه اللغات ينطلقون من منطلقات توراتية صهيونية ، يريدون بذلك إثبات صحة ما في أسفار بني إسرائيل ، والانتصار للصهيونية العالمية فحسب ، وليس البحث العلمي الجاد المحايد هو هدفهم الرئيس، وهذا ظاهر من طريقة بحوثهم التي يغلفونها بغلاف البحث العلمي ، وفيها من المغالطات في البدهيات فضلا عن غيرها ما فيها .
    وليس العجب من هؤلاء أن يكتبوا ، فهم بين معتقد لهذه الأفكار مدافعٍ عنها ، وبين مدفوع له حسابه ، فاشتروه ليقوم بهذا الدور ، لكن العجب ممن يملكون حضارة ضاربة بأوتادها في عمق التاريخ كيف ينطلي عليهم مثل هذه الترهات التي تُلبَّس بلباس البحث العلمي ؟!
    وإن الأمر في هذا لذو شجون ، ولا أريد أن أستطرد فيه لكيلا أخرج عن صلب الموضوع الذي أريد أن أوقِّفك عليه .

    * كيف سارت اللغة ؟

    لو نظرت إلى اللغة العربية التي نزل بها القرآن ـ والحديث في تفاريع ذلك يطول ـ لخرجت بفائدة مهمة ، وهي ان القرآن ثبَّت اللغة المتداولة آنذاك ، فوقفت اللغة العربية على أكمل صورها التي وصلت إليها ، وتنادى العلماء لجمعها وحفظها ، فكانت علوم العربية الأساسية من لغة ونحو وصرف ، وصارت هذه اللغة معيارية يقاس عليها ، ويوزن بها لمعرفة الصحيح من الضعيف من الباطل ، وصار في مصطلحات العلماء اللغة الكثيرة ، واللغة القليلة ، واللغة الشاذة ... الخ .
    ومع ثراء ما جمعه اهل اللغة إلا أنهم لم يستطيعوا جمع كل كلام العرب ، بل ندَّ عنهم منه شيء بشهادة جمع من العلماء المعتنين بهذا الشأن ؛ كأبي عمرو بن العلاء ، والكسائي ، أبي عبيد القاسم بن سلام ، وغيرهم .
    ولغة العرب إبَّان نزول القرآن لغة يقاس عليها ما قبلها وما بعدها من كلام العرب ، فهي من أكبر الأدلة على أصول كثيرٍ من لغات المنطقة التي نُسبت إلى أقوام أو بلدان ؛ كالكنعانيين أو الفينيقيين أو البابليين ، أو الآشوريين أو الأكاديين أو الآراميين أو التدمريين أو النبطيين ... الخ من الألقاب التي اطلقت على أقوام عاشوا في شمال جزيرة العرب : عراقها وشامها ، بل يتعدى إلى مصر وساحل البحر الأبيض المتوسط إلى بلاد المغرب كما هي جغرافية العرب اليوم .
    وقد قام جمع من الباحثين بهذا العمل ، فبيَّنوا أصول لغات بعض هذه الأقوام بالقياس على عربية التنزيل ، فبرزت أبحاثٌ فائقة في الجدَّة والعلمية الموضوعية ، وإن كان الإغراق في مثل هذه البحوث لا يخلو من تكلف إلا أن ثبوت أصل المسألة كافٍ في التدليل عليها .
    ونحن اليوم نرى كلام عامة العرب في جميع أقطارهم ، فيظهر للدارس ارتباط كثير من العامي بأصوله الفصحى ، وإن اختلف من حيث أداؤه أو تصريفه وخلوه من الإعراب ، وذلك أمر واضح عند من يقرأ في البحوث التي تُعنى بردِّ العامِّي إلى الأصيل من كلام العرب .
    والمقصود أن لغة العرب التي حُفِظت لنا اليوم دليل واضح على ارتباطها بأم اللغات ، وارتباط غيرها بها ، على أنها مرحلة من مراحل تطور اللغة الأم وتفرعها في محيط الاشتقاق .
    والحق : إن دراسة تلك الروابط يعوزها كثيرٌ من فقه اللغات التي تحدثت بها تلك الشعوب قديمًا ، ولقد كُتِب في ذلك كتابات كثيرة ، لكن شاب كثيرًا منها ما ذكرت لك سابقًا ، ومن أكبر ذلك الشَّوب أنهم اخترعوا مصطلح ( السامية ) ليطلقوه على شعوب منطقتنا العربية ، وعلى لغاتها ، فجعلوا السامية أصلا تتفرع منه لغات شمالية وجنوبية ، وجعلوا منها : العربية والعبرية والحبشية والأكادية والبابلية والآشورية والكنعانية ... الخ . وهذا التقسيم غير صحيح البتة ، وقد نقده باحثون ، وأظهروا زيفه وبطلان ، وإن اغتر به آخرون أو رأى غيرهم أن لا أهمية تُذكر في هذا المصطلح ، فساروا عليه (1) .
    * نظرة تحليلية لبعض المفردات الواردة في القرآن لأقوام عريقين في القِدم :
    إذا جعلت اللغة المعيارية التي ارتضاها العلماء للقياس عليها ، وكذا ما حُكي من لغات عربية استهجنوها ؛ إذا جعلنا هذه اللغات ( اللهجات ) أصلاً نستفيد منه في تبيُّنِ مسار هذه اللغة وقِدمها (2) ، فإننا سنجد ذلك واضحًا ساطعًا في أسماء نُقلت إلينا كان يتكلم بها أقوام يفصل بينهم وبين لغة العرب القرون الطويلة .


    الاشتقاق



  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2010
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,532 المواضيع: 46
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1295
    مزاجي: خايف
    أكلتي المفضلة: سبانخخخخخ
    موبايلي: GS3
    آخر نشاط: 1/October/2024
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى نـــائل إرسال رسالة عبر AIM إلى نـــائل إرسال رسالة عبر MSN إلى نـــائل إرسال رسالة عبر Yahoo إلى نـــائل
    بوركت

    شكرا على الطرح

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق بلد الانبياء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,846 المواضيع: 443
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 883
    مزاجي: متفائل
    المهنة: معلم جامعي
    أكلتي المفضلة: الحلويات
    موبايلي: صيني
    آخر نشاط: 31/August/2022
    الاتصال:
    مشكورة اخت دالين بحث رائع ومفيد
    تحياتي

  4. #4
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نـــائل مشاهدة المشاركة
    بوركت

    شكرا على الطرح
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن مشاهدة المشاركة
    مشكورة اخت دالين بحث رائع ومفيد
    تحياتي
    اشكركم جزيل الشكر على مروركم الجميل....

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال