سجن إيفين سيء السمعة في طهران (رويترز)

أعاد إقدام السلطات الإيرانية على إعدام المعارض الذي يحمل الجنسية الألمانية أيضا، جمشيد شارمهد، الحديث عن أوضاع السجناء لدى طهران، وعلى رأسهم مزدوجي الجنسية.
وهناك أكثر من 8 آلاف سجين أجنبي في السجون الإيرانية، أغلبهم من أفغانستان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن وزارة العدل في يونيو الماضي.
وأثار إعدام شارمهد ردود فعل غاضبة، خصوصا من ألمانيا، في وقت يوجد لدى إيران عدد لا بأس به من السجناء الذين يحملون جنسيات غربية، بجانب نشطاء معارضين بارزين.
وتعليقا على عملية الإعدام، قال الباحث والأكاديمي الإيراني، حسن هاشميان، الثلاثاء، إنها "جاءت للتغطية على الفشل في التصدي للهجوم الإسرائيلي".
وأكد هاشميان خلال مقابلة مع قناة "الحرة": "تعودنا عندما يفشل النظام الإيراني تجاه قوة خارجية، يقوم بهذه الأعمال. كان متوقعاً أن نشهد موجة من الإعدامات بعد الهجوم الإسرائيلي، لأن النظام لا يريد أن يقوم بواجباته تجاه الشعب، وواجباته في الدفاع عن البلد أمام أي هجوم خارجي".
كما أشار إلى أن "الإجراءات القانونية للمحاكمة، لم ترق لأبسط المعايير الحقوقية والقانونية. الإيرانيون يعرفون أن السبب وراء هذا الإعدام، سياسي وليس قانونيا، وليس هناك أدلة".



وأعاد إعدام شارمهد الحديث عن حالة حقوق الإنسان في إيران، ومدى التزام السلطات هناك بالمعايير الحقوقية، خاصة تلك المتعلقة بحرية الرأي والتعبير عنه.
وفيما يلي، أبرز الأسماء التي قبعت في السجون الإيرانية بعد محاكمات طالتها انتقادات واسعة، وأخرى كان مصيرها الإعدام أيضا:
نرجس محمدي
تمكث الناشطة في حقوق المرأة، بالسجن منذ نوفمبر 2021، وتبلغ من العمر 52 عاماً.
وأدينت عدة مرات وسجنت أكثر من مرة خلال الـ25 سنة الماضية، بسبب رفضها إلزامية الحجاب وعقوبة الإعدام.
وخلال الفترة الماضية، نُقل عن محمدي رسائل في أكثر من مناسبة، جميعها تؤكد على احترام الحريات الفردية وتدعو للوقوف بوجه الاضطهاد وقمع النساء في بلدها، ومختلف دول الشرق الأوسط.
وفي أكتوبر من العام الماضي، تكللت مسيرة محمدي التي تقبع في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، بجائزة نوبل للسلام، لتكون بذلك المرأة الـ19 التي تفوز بالجائزة خلال 122 عاما، والأولى منذ فوز الفلبينية ماريا ريسا بالجائزة في 2021 بالمشاركة مع الروسي دميتري موراتوف.
بدأت معاناة محمدي مع سلطات حكم رجال الدين في إيران منذ 32 عاما، عندما كانت طالبة، حيث بدأت مسيرتها المهنية كناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان.
أدت مواقفها إلى اعتقالها عدة مرات، حيث لم تمضِ سوى بضعة أشهر خارج السجن خلال الفترة بين عامي 1998 و2011.
تم توقيفها في مايو 2015 ثم أفرج عنها بكفالة، ليتم بعدها الحكم عليها بالسجن 16 عاما في عدة تهم، بينها "المشاركة في تجمعات، والقيام بنشاط ضد الأمن القومي، ولنشاطها في دائرة المدافعين عن حقوق الإنسان، وكذلك الدعاية ضد إيران".
لم تر محمدي المسجونة نجليها (16 عاما) منذ 8 سنوات، وصارت ظروف احتجازها أكثر تشديدا بالتزامن مع الاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة الشابة مهسا أميني إثر احتجازها على يد شرطة الأخلاق.
كذلك لم تر منذ 11 عاما زوجها تقي رحماني، الذي أمضى سنوات في السجون الإيرانية قبل أن ينتقل للعيش في المنفى بالعاصمة الفرنسية باريس.
وحسب منظمة العفو الدولية، تتعرض محمدي للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة على أيدي السلطات الإيرانية، عبر حرمانها عمدًا من الحصول على الرعاية الصحية الكافية، أو التأخير الشديد في توفيرها لها، وذلك لإجبارها على الانصياع للقوانين الإيرانية المُسيئة والمُهينة المتعلقة بالحجاب الإلزامي.
ويؤدي هذا إلى تعريض صحة محمدي لخطر جسيم، خاصة وأنها تعاني من أمراض خطيرة في القلب والرئة.
3310 أيام
من بين السجناء الذين يحملون جنسية مزدوجة، الأكاديمي الإيراني السويدي أحمد رضا جلالي، المحتجز في إيران منذ أبريل عام 2016، ويواجه حكما بالإعدام.
ومع إعدام شارمهد، ذكر حساب على منصة "إكس" مهتم بقضية جلالي، أن الثلاثاء كان اليوم 3109 منذ اعتقال جلالي في إيران، وهو يواجه حاليا خطر الإعدام.
Today marks 3109 days and over 8 years since Ahmadreza Djalali was taken hostage in Iran. He is under imminent risk of execution.
Join us in calling for action by Swedish FM @MariaStenergard and @SwedishPM to #BringDjalaliHome.

Read more about the case: https://t.co/87PwxxtxWT pic.twitter.com/YwmTBSKIBb
— Freedom for Dr. Ahmadreza Djalali (@Free_Djalali) October 29, 2024
ووفق منظمة العفو الدولية، فإنه في 20ديسمبر 2023، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية مقطع فيديو دعائيًا، يتضمن "اعترافات جلالي القسرية، والتي تضمنت كونه جاسوسًا لإسرائيل". ونفى جلالي مرارًا هذه الاتهامات، وقال إن "اعترافاته أدلى بها تحت وطأة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة".
وفي 22 ديسمبر 2023، زار مسؤول من السلطة القضائية جلالي في السجن، محذرًا من أن إدانته وحكم الإعدام الصادر بحقه "قد أيّدا" وأنه "سيتم تنفيذهما قريبًا"، وفقًا لمعلومات كشفت عنها عائلة جلالي لمنظمة العفو الدولية.
وحكمت السلطات الإيرانية على جلالي بالإعدام بتهمة "الإفساد في الأرض" في أكتوبر 2017، بعد محاكمة "بالغة الجور" أمام المحكمة الثورية في طهران.
"طفل" الإعدام
كشفت منظمة العفو الدولية أن السلطات الإيرانية في طريقها لتنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب محمد رضا عزيزي (21 عاماً في شيراز)، حسب بيان نشرته على موقعها.
وقالت المنظمة الحقوقية، في وقت سابق هذا الشهر، إن عزيزي أدين بجريمة قتل وهو طفل حين كان عمره 17 عاماً، مؤكدة أن حكم الإعدام وقرار تنفيذه يتعارضان مع القانون الدولي، الذي يحظر حظراً قاطعاً فرض عقوبة الإعدام على الأفراد بعمر أقل من 18 عاماً وقت ارتكابهم للجريمة.
واعتقل عزيزي في سبتمبر 2020، وأدين بتهمة القتل يوم 15 أغسطس 2021.
ووفقًا للوثائق القانونية التي استعرضتها منظمة العفو الدولية، تم استجوابه دون حضور محامٍ بعد اعتقاله، واعتمدت المحكمة الجنائية بعد ذلك على "اعترافات" لإصدار حكمها الذي يقضي بإعدامه.
وفي نوفمبر 2021، أيدت المحكمة العليا الإيرانية قرار الإدانة وحكم الإعدام. ورفضت المحكمة العليا طلبًا للمراجعة القضائية في يوليو 2023.
وحسب الوثائق القانونية التي استعرضتها منظمة العفو الدولية، خلصت منظمة الطب الشرعي الإيرانية، وهي معهد طب شرعي يخضع لإشراف القضاء، إلى أنه كان قد بلغ "النضج العقلي والجسدي" وقت الجريمة، دون أن توضّح كيفية الوصول إلى هذا الاستنتاج، باستثناء الإشارة إلى أنه كان قادرًا على ذكر اسمه وكنيته.
ناشطة عمّالية
كما تواجه ناشطة عمالية حكما بالإعدام بتهمة ارتباطها بمنظمة كردية محظورة، وفق ما أفادت جماعات حقوقية.
وقالت منظمة "هنغاو" ومقرها النرويج، ووكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة، في يوليو الماضي، إن شريفة محمدي التي اعتقلت في ديسمبر، في رشت بإيران، دينت بتهمة التمرد التي يعاقب عليها بالإعدام، وحكم عليها بالعقوبة القصوى.
واتهمت محمدي بالانتماء إلى حزب كومالا الكردي الانفصالي المحظور في إيران. وأفادت هنغاو أنها تعرضت "للتعذيب الجسدي والعقلي" على أيدي رجال المخابرات أثناء احتجازها.وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، إن ما لا يقل عن 249 شخصا، بينهم 10 نساء، أُعدموا في إيران خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024.



ولأكثر من 4 عقود، جعلت إيران من احتجاز الأجانب ومزدوجي الجنسية "أمرا أساسيا في سياستها الخارجية"، مما منحها تاريخا طويلا فيما يعرف بـ "دبلوماسية الرهائن"، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في يونيو الماضي.
والعام الماضي، نجحت الولايات المتحدة في إطلاق سراح 5 من مواطنيها من السجون الإيرانية، في صفقة شملت عفوا من الرئيس جو بايدن، عن 5 إيرانيين مدانين أو ينتظرون محاكمتهم في جرائم عنيفة.

مصدر الخبر :

https://www.alhurra.com/iran/2024/10...B1%D8%A7%D9%86