حسنا ، اذا ما سلمنا بان الدول اهم مشروع لادارة تجمع سكاني واضح المعالم فان هذا المشروع يحتاج الى اسباب للتبلور ومن الواضح انه لا يخرج دفعةً واحدة.
وعندَ دراسة خطوات تبلول الدول فان العالم يقدم نموذجين من الدول السليمة
الأول ان تنشأ أُمة بمرور وقت طويل والعديد من المشتركات الثقافية ورسوخ فكرة المصير المشترك ،
فان هذه العوامل وغيرها تولد نشوء دولة ترتكز على أُمة وابرز الامثلة على هذه العملية الدولة البريطانية
اما النموذج الثاني فيتمثل بتجمع العديد من الاشخاص في بقعة جغرافية واحدة من غير توحد ثقافي او تفكير مشترك ولكن هؤلاء الافراد يربطهم مصير واحد وقد يكون امامهم عدو مشترك فيدفعون مضطرين الى الاقرار بحكومة تدير مصالحهم وهنا تقوم الحكومة بصهر بعض الاختلافات الثقافية لتنتج مجتمعا متماسكا
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ابرز الامثلة في هذا المجال.
لقد لاحظ الباحثون ان هناك نموذج ثالثا من الدول التي تبلورت بعد الحرب العالمية الأولى على يد القوى الاستعمارية ومن الواضح ان هذه الدول تعتمد على بقاء النظام الدولي الحالي لكي تستمر على قيد الحياة
فهيَ تفقد ابسط مبررات قيام الدول من حيث المساحة او من حيث شرعية النظام الحاكم او انها تعتبر امتداد ثقافي لدول مجاورة ويمكن عَد دول الخليج والاردن كأمثلة حية ، فهذه الدول شاركت بريطانيا العظمى في رسم حدودها واختيار حكامها بل وحتى الدفاع عن سيادتها اذا تطلب الامر،وهذا ما استمر بعد الحرب العالمية الثانية حيث تقلدت الولايات المتحدة الأمريكية مفاتيح المستعمرات البريطانية ، وليس انتهاءً بنظام القطب الواحد بعد نهاية الحرب الباردة.
من هذا العرض يمكننا ان نتفهم حجم المأزق الذي تعاني منه هذه "الدول" فاي تغيرٍ في قواعد النظام العالمي يعني انتهاءً للحماية الدولية التي تحتاجها هذه الانظمة.
لذلك فان هذه الأنظمة وضعت امام خيارين احلاهما مُر اما ان تَدعم حركات التغير "آلُـِـِِـِِِـِِـِـمـْـْْ ْقٌـ,ـآوُمـْـْْـْة" وتخسر الحماية الدولية واما ان تدعم قوى النظام الدولي فتخسر شرعيتها الاجتماعية بشكل كامل ولو بعد حين ناهيك عن التوغل الاسرائيلي الذي سوف تكون هذه الانظمة اول المكتوين به لان آڛـ,ـرآئيلُـِـِِـِِِـِِـِ تضمن بقائهم بشكل او باخر.