بصعوبة شديدة حاول رجل إيطالى التكيف مع الحياة اليومية بعد تعرضه لحادث دهس وهروب المتسبب فى الحادث، الأمر الذى أدخله فى غيبوبة، وأزال فى النهاية 39 عامًا من ذكرياته، بما فى ذلك عائلته فتخيل أنك تعيش فى الثمانينيات ثم تنتقل فجأة إلى الوقت الحاضر، يجب أن تبدو أشياء مثل الهواتف الذكية والسيارات ذاتية القيادة والذكاء الاصطناعى والإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعى وكأنها خيال علمى فى الحياة الواقعية، وكل من كنت تعرفه إما رحل أو أصبح أكبر سنا على الأقل.
يبدو الأمر وكأنه حبكة فيلم هوليوودى، لكنها قصة حياة لوتشيانو دى أدامو، وهو رجل إيطالى فقد آخر 39 عاما من ذكرياته بعد تعرضه لحادث دهس عام 2019، وبعد استيقاظه من الغيبوبة بعد بضعة أيام كان مقتنعًا بأنه يبلغ من العمر 24 عامًا وينتظر الزواج من خطيبته البالغة من العمر 19 عاما، حيث لم يتعرف على المرأة العجوز التى تدعى أنها زوجته، أو الرجل الثلاثينى الذى يناديه "أبي"، أو الرجل العجوز الذى يحدق فيه من المرآة، وفقا لما ذكره موقع oddity central.
فقدان ذاكرة
عندما رأى لوتشيانو دى أدامو وجهه لأول مرة بعد استيقاظه من الغيبوبة، شعر بالرعب، كان من المفترض أن يكون شابا لديه أحلام كبيرة، وليس رجلا عجوزا يبدو بالكاد قادرا على اتخاذ بضع خطوات دون أن يلهث، ناهيك عن مواجهة العالم.
كانت المرأة التى تطلق على نفسها زوجته تبلغ من العمر 58 عاما، لكنه يتذكر فقط خطيبته البالغة من العمر 19 عاما، اتضح أنهما نفس الشخص، بفارق 39 عاما فقط، وهذا شيء لم يستطع لوتشيانو فهمه، أين ذهبت السنوات، ولماذا كان رجلا ذو شعر رمادى، وماذا حدث لجميع ذكرياته؟.
يتذكر الرجل الإيطالى: "لقد نادتنى بـ"لوتشيانو" وتساءلت كيف عرفت اسمى"، "لاحقا، ظهر رجل يبلغ من العمر 35 عاما أيضا، ولكن كيف يمكن لرجل ولد قبلى بوقت طويل أن يكون ابني؟ وأى زوجة بعد ذلك؟ لم أكن متزوجا، بل كنت مخطوبا، وبالتأكيد ليس لتلك المرأة التى لا بد أنها كانت فى الستين تقريبا، ولكن لفتاة تبلغ من العمر 19 عاما، فى الواقع كان الزفاف قد تم ترتيبه بالفعل، كنا سنتزوج بعد 4 أشهر".
الرجل فى شبابه
بعد 5 أشهر من المأساة التى غيرت حياته إلى الأبد، لا يزال لوتشيانو يحاول تقبل حقيقة أنه على الأرجح لن يستعيد أيًا من ذكريات العقود الأربعة الماضية، حيث فقد ذكريات زفافه، وحياة ابنه بالكامل، وأصدقاؤه، ومسيرته المهنية، إلى الأبد ولا يوجد شيء يمكنه فعله سوى قبول ذلك، لكن هذا أسهل قولًا من الفعل، وبينما ولا يزال الرجل الإيطالى يعمل على ذلك، كان عليه أن يبدأ علاقة مع زوجته وابنه من الصفر، وفك رموز ألغاز وعجائب العالم الحديث ومحاولة تجميع كل الأشياء التى حدثت فى السنوات الـ 39 التى نسيها.
يعمل لوتشيانو دادامو، الآن كعامل صيانة فى مدرسة، وهى البيئة التى سمحت له بإيجاد شعور بالطبيعية فى عالم لا يفهم عنه الكثير، لقد منحه قضاء أيامه بين الأطفال منظورا جديدا ومصدرا للبهجة، ولا يحب شيئا أكثر من الدردشة معهم ومع والديهم، وبمساعدة علماء النفس، يحاول أيضا إعادة بناء العلاقات مع عائلته وأصدقائه.
لقد جذبت حالة لوتشيانو دادامو الرائعة انتباه المجتمع العلمى على المستوى الدولى، وأذهل تفرد وضعه وقدرته المذهلة على التكيف مع واقع غريب، الخبراء فى جميع أنحاء العالم، بينما لم يتم التعرف على الشخص الذى تسبب فى حادث الدهس والهروب فى عام 2019 والذى غير حياة لوتشيانو إلى الأبد.