(منقول)
في طريقه من مكة الى العراق ارسل الامام الحسين عليه السلام كتابين او لا أقل انهما الكتابان اللذان تحدث عنهما رواة
التاريخ وان ليس ييعيد ان يكون هناك كتب غيرهما لم يسلط عليها ضوء الرواية التاريخية لأسباب كثيرة
هذان الكتابان كانا بيد كل من قيس بن مسهر الصيداوي رحمه الله وعبد الله بن يقطر رحمه الله وكلا هذين الشهيدين
قبضت عليهما سرايا المراقبة الاموية التي كانت مكلفة بضبط الطرق من والى الكوفة وبعض المدن الأخرى
بأمر عبيد الله بن زياد .
نعود للكتابين محل الاهتمام
الكتاب الذي حمله قيس بن مسهر كان من الحسين الى شيعته من اهل الكوفة والمؤمنين وعلى رأسهم بطبيعة الحال
سليمان بن الصرد الخزاعي رحمه الله والمسيب بن نجية رحمه الله وعبد الله بن وال رحمه الله وغيرهم من كبار
ومقدمي الشيعة في الكوفة وفقهائها .
أما الكتاب الثاني فكان من الحسين عليه السلام الى مسلم بن عقيل عليه السلام .
وهنا محل التساؤل المشروع
فما دام مسلم بن عقيل في داخل الكوفة والتاريخ يروي انعقاد الناس حوله ومبايعتهم له واجتماعهم على طاعته
فلماذا يخاطب الحسين عليه السلام شيعته والمؤمنين من اهل الكوفة بكتاب مستقل غير الذي بعثه الى أخيه وابن عمه
وثقته من اهله مسلم بن عقيل عليه السلام ؟!
وفي محاولة الجواب على هذا التساؤل سيقدح امر أجمعت الرواية التاريخية السياسية الانحياز أن لا تذكره صريحا
بل أن تعدمه مطلقا لأنه سيفتح بابا يلقف ما أفكته أقلام الرواة وأهواؤهم .
باب معرفة أن تلك الجماعة من الشيعة التي خاطبها الحسين عليه السلام لم تكن داخل الكوفة مع مسلم بن عقيل
انما كانت خارجها في مكان آخر .. بعيدا عن عيون بن زياد وسراياه التي كانت تصب جل اهتمامها على الكوفة محيطا وداخلا لما سببه مسلم بن عقيل عليه السلام داخل الكوفة من قلق متزايد للسلطة مخافة وقوعها تحت سيطرة مسلم والجماعات التي التفت حول قيادته ..
وتلك الجماعة من الشيعة التي راسلها الحسين عليه السلام كم كان عديدها ؟ وكيف علم بمكانها ؟ وما كانت مهمتها ؟
عسى أن يفتح الله لذلك بصيرةً مستها يد عناية أصحاب الشأن عليهم من الله صلواته وسلامه ورضاه .