**القلب:**
شوقٌ يؤججُ في الحشا نيرانِ
والقلبُ يخفقُ خافقَ الأشجانِ
ما الحبُّ إلا لوعةٌ في مهجةٍ
تُذكي اللظى في صدرِ كلِّ تَوانِ
والحسنُ في عينيكَ حينَ تراهُ
يجري كماءِ الوردِ في الأجفانِ
لكنَّ حبَّ الحَرَّةِ المعشوقةِ
سيفٌ يُقطِّعُ مُهجةَ الولهانِ
فاصبر قليلاً إن أردتَ سعادةً
فالصبرُ مفتاحُ رضى الرحمنِ
---
**العقل:**
لكن روحي قد تموت ببعدها
والعمرُ لا يقضي سوى خُسرانِ
إن كان صبرٌ في الحياةِ فنعمةٌ
أجني به بمحبةَ الرحمنِ
لكنني أشكو إليك ووجنتي
بل دمعٌ تشكو لوعةَ الخذلانِ
---
**القلب:**
يا صاحِبي والدمعُ في الأجفانِ
يروي حكايا الحزنِ والحرمانِ
اقساه بعد ذا الذي تشكو به
وفؤادُكَ المكسورُ كالريحانِ
أدركي بأن الصبرَ مُرٌّ طعمُهُ
لكنَّهُ يُفضي على بُستانِ
إن كانتِ الأيامُ تقسو بيننا
فالحبُ باقٍ نابضُ الشريانِ
لا تيأسنَّ فربما في غَدِونا
يأتي الوصالُ بروعةِ الألحانِ
والعمرُ ليسَ خسارةً إن عِشتَهُ
بالحبِّ يزهو أيَّما إزهانِ
---
**العقل:**
هذا وبعدَ المرِّ لا أجدُ الذي
قد كنتُ أرقبه على توهانِ
بعدَ وهجرٍ وانقطاعِ محبةٍ
والنفسُ نفسُ التائهِ الولهانِ
---
**القلب:**
قد قلت صدقاً فالهجرُ داءٌ قاتلٌ
يمضي بأيامِ الفتى الحيرانِ
كم من فؤادٍ ذابَ في لوعاتهِ
وغدا كطيرٍ خائفِ الأغصانِ
والنفسُ حينَ تتيهُ في متاهةٍ
تبكي على ما فاتَ في الأزمانِ
لكنْ تذكَّر أنَّ كلَّ مصيبةٍ
تمضي، وتبقى عِبرةُ الإنسانِ
فاجعل من الماضي درس نافعاً
واجعل غداً فجرَ النهارِ الثاني