سأنظر إليه بعينين عرفت قسوة الغيابالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلا الليل
وستحمل ابتسامتي رسالةً صامتة: أن الوقت الذي مضى هو المسافة التي أصبحت تفصلنا الآن
سأنظر إليه بعينين عرفت قسوة الغياب
وستحمل ابتسامتي رسالةً صامتة: أن الوقت الذي مضى هو المسافة التي أصبحت تفصلنا الآن
سأستمع لاعتذاره
ليس شوقًا في عودته
بل كي أُنهي ذلك الفصل الأخير في قصتنا
سأدع كلماته تنداح كالمطر
تغسل آخر غبار من ذكرياتنا
فأصير حرة تمامًا كما أردت منذ زمن
ربما سأقول له بهدوء:
"كان في غيابك دربٌ تعلمت فيه كيف أصنع سعادتي
وكيف أداوي قلبي دون أن أحتاج لاحد
فشكراً لرحيلك
وشكراً لعودتك
لأنها ارتني كم أصبحت أقوى"
ثم سأرحل
تاركةً وراءه كل تلك الأحاديث والوعود التي لم يعد لها مكان
ماضيةً نحو الأفق
حيث لا يتسع لحبي إلا من يرى في قلبي وطناً
سأكمل
وأُضيف إلى الحكاية نهايةً قد لا تخطر في باله
نهايةً تليق بكل جرحٍ رتقتُه
وبكل ابتسامةٍ ولدت رغم البعد والألم
سألتفت إليه لحظة أخيرة
سأسمعه وهو يتلو اعتذاراته بكلمات تظن نفسها بلسماً لجراح لم يلمس عمقها
سأبتسم
وكأنني أقول له إن عودته لم تعد تملأ قلبي كما ظن
وإن العواصف التي اجتاحتني من بعده جعلتني أقوى من أي عذر
سأتركه هناك
على حافة تلك الذكريات القديمة
وأمضي...
لن أحتاج للنظر إلى الخلف
فقد صرت أعرف طريق السلام الذي وجدته في داخلي
وسأخبر نفسي: "لقد رحل مرة وعاد مرة لكنني أنا من اختارت البقاء لنفسي"
وستبقى خطواتي بعيدة
وصوتها يتردد في عمق قلبي
رد مع اقتباس