بدخانٍ وغِناء
نركلُ الحزنَ قليلًا برخاءْ
مَنْ سوانا؟!
أيّها اللّيلُ كفانا
قد شرِبْناك سنينًا
ما ارْتوَتْ من مائكَ
المخدوعِ إلّا نصف أحداقٍ أنيقةْ
تذرفُ الدّمعَ مرارًا
كلّما حاولتُ مثلَ الآنَ
أنْ أنسى حنينَ الأشقياءْ
خذْ يميني
كم تعبتُ الرّقصَ والتّدخينَ
والتّنكيتَ في برجِ الرّجاءْ
خُذْ يميني كي يجاريك قليلًا
ما تبقّى مِنْ فنوني
ولِّني يا ليلُ حتّى
نصف عمرٍ للدّقيقةْ
ربّما المعنى يُداوينا
ويُنجينا بلا أدنى حقيقةْ
لترى مِنْ تحتِ أهدابي
ملايينَ الرّؤى عطشى رقيقةْ
لترى كم عاشقٍ قبلي هنا
قال: دعوني
خُذْ يميني
هذهِ المرّة جرحًا
يا سميرًا لعيونِ البسطاءْ
ضحكَ اللّيلُ ولكنْ
راح مِنْ غير سلامٍ وعناقِ الأصدقاءْ
وحدنا نحن الحيارى قد وُلدنا أنبياءْ
أنبياءٌ للشّقاءْ
وحدُنا مَنْ يستحقّ
الرّقص والتّدخين يا إبن السّماءْ
خليل نعمان