سيكتب التاريخ الكاذب أنَّ بنتَ الأسعد (العفيفة) لم تكُن طاهرة لأنّ ثوبَها قُدَّ من دُبُر وأنّ الحجر الأخير رماهُ رجلٌ بعدما أنهى فريضته في المسجد!
وسيكتب التاريخُ أنّا والأرانب لا نختلف لأنّا لم نقي الأحجارَ بأجسادنا
سيكتب التاريخ الكاذب أنّ اللص الذي سرقَ مكيّفات الجامع كان سكّيراً داعراً ولن يسجّل أنّه كان بحاجة إلى بعض المال ليطعم فيه أولاده
وسيسجّل التاريخ بأنّا كنا أغبياء حين بنينا جامعاً ولم نبني مخبزاً بدلاً منهُ ، كي نوزّع فيه الخبز مجاناً!
سيكتب التاريخ الكاذب بعد خمسين عاماً ، بأن أنظمتنا كانت تعشق شعوبها وتحبُّ السلام لأن لا أحد سيذكرنا كقتلى ثاروا من أجل كرامتهم وإنما كجماعةٍ كانت تريد إثارة الشغب وترويع الناس وقتلهم وسيكون الحاكم هو الرجل الذي أنقذ الناس من مؤامرةٍ أو سقوط كالإسبانِ عندما طردوا المسلمين من الأندلس او العثمانيين الذين شنقوا طومان باي لأنّه لم يقبل أن يعطيهم أراضيه سيذكرونهم أبطالاً!
سيكتب التاريخ أنّ بني صهيون كانوا يعيشون بسلام على أرض أجدادهم حتّى عكّرَ الفلسطيني سلامهم وأفسدهُ فما كان منهم سوى أن يهبّوا للدفاع عن أرضهم وأن يبيدوا عدداً لا يحصى من البشر ، كما ذكر التاريخُ الإسكندر كفاتح ولم يذكرهُ كطامعٍ طاغية أحتلّ الشرق والغرب ، أو جاي فوكس كطاغية إرهابي أراد تفجير البرلمان في ما سمّيت بمؤامرة البارود نصرةً لأبناء عقيدته المظلومين من قبَل الملك ، او مهاتما غاندي كان مأفوناً لأنّه أصطحب ماعزين معه في زيارته الى بريطانيا وجيفارا كان قاتلاً شيوعيّاً يهوى الكرسي وليس النضال!
في زمنِ الحمقى
في الزمن الذي نُبذَت فيه السيوف
والأقلام والدفاتر
في زمنِ القوانين الكاذبة
والسجون والمخافر
سيكتب التاريخ حمقى
سيكتبهُ الجبناءُ واقفون
على جثثِ العراعِر..
صدأت سيوفنا
وجفّت أقلامنا
وعفَت ديارنا
في زمنِ الحمقى
واللقطاءُ والعواهِر
وسألعن التاريخ
بكلّ عهودهُ
وسألعنُ مايخطّهُ
فليس تاريخٌ
إن كان يُجمعُ في المقابِر