لمصطلح الحفيف ثلاثة معاني متباعدة عن بعضها البعض
فيقال للصوتِ الصادر من أوراق الأشجار حفيف
ولصوتِ جناحيْ الطير حفيف ، أمّا الثالثة فهي موضوعنا الذي سنتحدّث فيه ..
حفيفُ الحيّة : وهو الصوتُ الذي تصدره من حراشفها لتُخيف الحيوانات المفترسة
لنطوي صفحة الحفيف ونذهب نحو صوتاً آخر للأفعى وهو الفحيح وهو من أكثر الأصوات شيوعاً والتي تصدرهُ عندما تريد حماية نفسها
إنَّ الشيءَ الوحيد الذي تمتلكهُ الحيّةُ حينما يُنتزعُ السمُّ منها فحيحها وفحيح الحيّةِ هو من أقبح الأصوات ، تصوّر حيّةً منزوعة القدرة تخرج لسانها لتُروّعك بفحيحها! ألا يثير هذا السخرية؟!
وإنّ الأفاعي في الأرضِ الملعونة التي ترتوي بالدماء تصنّف على عِدّةِ أشكال
فمنها الأفعى البيضاء التي يميلُ رأسها إلى الحُمرة
ومنها الأفعى قصيرة القامة التي يبدو جبينها بارزاً
والأفاعي في الأرض القحلة كثُر لاتكادُ تُحصى!
إنَّ للأفعى دورٌ كبير في تمشيط الأرض من خلالِ زحفها لذلك تجدها تزحفُ دائماً
وهناك رواية نقلها أحدُ الموتى حيثُ قال :
إنّ الأفاعي خُلِقَت لكي تقلّد مجموعة شهيرة من المخلوقات البشرية معروفة على الأرض القحلة
وقال أنّها تشبههم في ثلاث ؛
زحفَها ، فحيحها ، وأخيراً سمُّها المنزوع منها!
ثمّ إن للثعبان صوتٌ آخرٌ معروف وهو
الخشخشة ، ويصدر هذا الصوت بإستخدام الجرس الموجود في منتهى ذيله
إذن عثرنا هاهنا على عدّة أصوات للأفعى تستخدمهنّ عندما تشعر بالخطر او الخوف وهنّ كالآتي
الحفيف ، الفحيح ، الخشخشة.
مربط الفَرَس الآن أو دعنا نقول مربط الحُكّام لكي يكون التعبير أدَق إذ أنّنا أمام خيارين مُرّين إمّا أنَّ الفرس (وتجمع على أفراسٌ وفروس) قد قلّت أو أنّ الفرسان قد ماتوا أو كلا الأمرين كما قال الشاعر :
لأنّ الخيلَ قد قلَّت تحلَّت
حميرُ الحيِّ بالسَرجِ الأنيقِ
إذا ظهرَ الحمارُ بزيِّ خيلٍ
تكشَّفَ أمرهُ عندَ النهيقِ
لكي لا يتبعثر الكلام ويتشتت الموضوع أعيدُ وأقول مربطُ الحكّام(خلاصة الكلام) :
ألا يذكّرك الفحيح والحفيفُ والخشخشة والزحف والسمِّ المنزوع بمخلوقاتٍ بشرية على الأرضِ القحلة؟!
العيلامي